على هامش فعاليات دورة العام الحالي  للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال وكالة "بلومبرج" إن وزراء في حكومة السيسي ألمحوا إلى صعوبات في "مفاوضات مصر مع صندوق النقد الدولي للحصول علي قرض".
ونسبت إلى محمد معيط وزير المالية المصري قوله إنه "بعد تأخر مفاوضات صندوق النقد.. ندرس الحصول على قروض ميسرة من الصين واليابان".
وعقدت "بلومبرج" منتدى عنونته ب"منتدى بلومبرج للأسواق الناشئة " في نيويورك في 22 سبتمبر 2022.
وقبل يومين قال تقرير ل"بلومبرج" إن : "مصر مهددة بالإفلاس"وإن "صندوق النقد يسحب حكومة السيسي لمستنقع الديون".
وقدرت "وكالة "بلومبرج" إيكونوميكس، نسبة الخفض المتوقع في سعر الجنيه 23%، في حين قدر المحاضر الاقتصادي في الجامعة الأمريكية هاني جنينة حجم الانخفاض في الجنيه بنسبة 10%.

لم يتققر بعد
وقال "معيط" في المنتدى الدولي إن حجم برنامج تمويل صندوق النقد الدولي الجديد لم يتقرر بعد، إذ "عادة ما يتم تحديده في المرحلة النهائية من المفاوضات” وفق ما قاله معيط في مقابلة بنيويورك، وأضاف أنَّ “التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي هو بمثابة رسالة طمأنينة وثقة للأسواق الدولية”.

وتوقع أن تتوصل مصر إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي في غضون شهر أو اثنين.
وقدّرت مجموعة “جولدمان ساكس” و”بنك أوف أميركا” أن تكون مصر بحاجة لتأمين 15 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، على الرغم من أنَّ معيط قال سابقاً إنَّ القاهرة تسعى للحصول على مبلغ أقل. وتوقَّع محللون أن يتراوح الدعم بين ثلاثة وخمسة مليارات دولار.

والاتفاق الجديد مع صندوق النقد الدولي يعد أولوية بالنسبة للحكومة التي تنفق ما يقرب من نصف إيراداتها على مدفوعات الفائدة.

وقال معيط إنَّه منذ مارس، شهدت مصر 22 مليار دولار من التدفقات الخارجة من سوق الدين المحلية، ولم تستقبل أي تدفقات واردة كبيرة.

وأضاف معيط أنَّ الحكومة تعمل الآن على جذب المزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر، وتعزيز الصادرات، وزيادة عدد الاكتتابات الأولية، وطرح حصص للبيع في بعض الأصول لجلب النقد الأجنبي.


استشكاف قروض
وأضاف معيط أنهم يسعون لتنويع مصادر التمويل، حيث أجرت مناقشات مع بعض الحكومات مثل اليابان والصين بشأن الحصول على قروض بتكلفة معقولة.

أوضح معيط أنَّ المسؤولين يدرسون “حزمة من البدائل لمحاولة الحصول على تمويل رخيص”.

كشف معيط أنَّ هناك محادثات مع اليابان بشأن قرض يصل إلى 500 مليون دولار سيتم توجيهه نحو مجالات مختلفة بما في ذلك المشاريع الصديقة للبيئة. وقال معيط إنَّ الحكومة تعمل أيضاً على الحصول على تمويل من بنوك ومؤسسات تنمية دولية وإقليمية متعددة الأطراف.

وإذا كانت الظروف مواتية في العام المالي الحالي الذي بدأ في يوليو، فقد تصدر وزارة المالية 500 مليون دولار، وهذا ما سيكون أول سندات “الباندا” في السوق الصينية، مع طرح ديون خضراء أخرى بقيمة 500 مليون دولار أخرى، وفقاً لمعيط. وهناك احتمال إضافي يتمثل في اقتراض ما يصل إلى ملياري دولار عبر أولى الصكوك في البلاد.


قرض النقد
وقال مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطي بصندوق النقد الدولي، جهاد أزعور بتصريح لوكالة "الشرق - بلومبيرج" إنه قريبا سيتم الانتهاء من مفاوضات صندوق النقد مع تونس ومصر، حيث يجري التفاوض على برامج جديدة، وتحديد قيم التمويلات.
ومن تقارير بلومبرج اللاذعة للاقتصاد المصري كشف الوكالة أن "مصر فقدت إلى حد كبير أحد مصادر التمويل الرئيسية لها والمتمثل في مبيعاتها من السندات في السوق المحلية والدولية ، وستضطر لرفع الفائدة بشكل أكبر وخفض قيمة العملة ؛ لجذب المستثمرين".
وأضافت مطلع سبتمبر الجاري أن "المستثمرون سحبوا نحو 20 مليار دولار من مصر".
وفي تقريرها قالت بلومبرج إن السندات المصرية انخفضت بشدة (بنسبة 38٪)  نتيجة مخاطر تخفيض الجنيه المصرى وانتظار قرض صندوق النقد الدولي.

تركيز حكومي
وقال رئيس وزراء حكومة الانقلاب مصطفى مدبولي الشهر الماضي إنَّ الحكومة ملتزمة بالوصول إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن. وأن تركيز مصر ينصب حالياً على المحادثات مع صندوق النقد الدولي.

وزوّدت السلطات البنك الذي يقع مقره في واشنطن ببيانات محدثة حول السياسات المالية والنقدية بعد نهاية السنة المالية الماضية، وتعيين محافظ جديد للبنك المركزي في أغسطس، ويعمل صندوق النقد الدولي حالياً مع السلطات بشأن فجوة التمويل الخارجي في البلاد، وفقاً لمعيط.

وصندوق النقد الدولي يدعم برامج الحكومة الاجتماعية، وزعم معيط أنه أشاد بالنهج المالي لمصر، وكذلك بسجلها الحافل بالإصلاحات. مشيراً إلى أنَّ الصندوق يتفاوض مع السلطات على سياسة سعر صرف مرنة.

ومصر-سكانها أكثر من 100 مليون نسمة- تعد من أكبر مشتري القمح في العالم، بعد صدمات الطاقة والغذاء من الحرب في أوكرانيا، واشترت عقود مشتقات لحماية نفسها من ارتفاع تكاليف النفط لمدة ثلاث سنوات مالية، لكنَّ معيط قال إنَّ مصر لا يمكنها التوصل إلى عقد تحوط في السنة المالية الحالية “لأنَّ ظروف السوق كانت صعبة للغاية”.

وقالت بلومبرج إنه "في ظل إغلاق أسواق رأس المال الخارجية يترك الوقت مصر عرضة للخطر في مرحلة تتعرض فيها عملتها لضغوط لخفض قيمتها وسط التداعيات الاقتصادية لغزو روسيا لأوكرانيا".
https://www.bloomberg.com/news/articles/2022-09-22/egypt-explores-china-japan-loans-imf-deal-needs-month-or-two