يغيب السيسي عن حضور الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، واللافت أن ذلك الغياب تزامن والبلاغ الذي قدمه آخرون إلى الأمم المتحدة للتحقيق مع المسؤولين المصريين (منهم السيسي وعدد من قيادات الجيش) الذين قتلوا العمال المصريين المدنيين ومئات آخرين من مهربي السلع بين مصر وليبيا بزعم أنهم إرهابيين بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية في عملية تعاونوا فيها مع المخابرات الفرنسية تحت عنوان (العملية سيرلي).


ويبدو بحسب مراقبين أن السيسي علم بذلك فكانت المرة الاولى أيضا أن يغيب السيسي عن حضور الجمعية العامة للامم المتحدة التى ستبدأ الثلاثاء فى نيويورك، حيث أن أحد أسباب غيابه؛ رفض الإدارة الأمريكية عقد أي لقاء معه.


وبالتوازي مع تقديم شكوى للقضاء الفرنسى، أخطرت المنظمتان ايضا مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء والإعدام بإجراءات موجزة والإعدام التعسفي، وكذلك نظيره المسؤول عن التعذيب والشخص الذي يعمل لصالح تعزيز وحماية حقوق الإنسان في مكافحة الإرهاب.


وقالت أنياس كالامارد الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، والمحقق الأممي السابق بحقوق الإنسان إنه "تم تقديم شكوى بشأن جرائم ضد الإنسانية والتعذيب ضد مصر والتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية والتعذيب ضد فرنسا فيما يتعلق بإجراءات الإعدام الموجزة ضد المدنيين كجزء من العملية سيرلي".


رفض بايدن


وقال مراقبون إن معلومات تداولت قالت إن الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي ألقى خطاب بلاده الأربعاء 21 سبتمبر رفض مقابلته لأنه مشغول.


وأضافت (سما أحمد) " نفس الكلام حصل مع أردوغان مش بس كده ده كمان القادة الأوربيين اللي كانو المفروض هايعملوا معاه لقاءات ثنائية قرروا عدم حضور القمة لارتباطات داخلية في بلادهم و رسيت فى الأخر إن معظم الدعوات التي وصلت إلى مصر لترتيب لقاءات ثنائية على مستوى الزعماء كانت من أطراف موالية لروسيا و طبعا هو مش عاوز يعمل ده علناً ".

تداول على التواصل


ويحاول أعضاء اللجان الالكترونية التشويش على الزيارة تارة بالهجوم على انجلترا وتاريخها الاستعماري في حين أنه يبدو أن "السيسي لم يتم دعوته لجنازة ملكة انجلترا في حين أن الامير تميم وزوجته وحاكم دبي وسلطان عمان وولي عهد الكويت حضروا الجنازة عوضاعن ماكرون وبايدن ومستشار ألمانيا.


وقالت الأمم المتحدة إن التحضيرات بدأت منذ 19 سبتمبر في مقر الأمم المتحدة بنيويورك لاستقبال الوفود وقادة العالم الأسبوع القادم والذين سيشاركون في الاجتماعات رفيعة المستوى والمناقشة العامة للدورة الـ77 للجمعية العامة.


وعلق الصحفي عبدالحميد قطب (@AbdAlhamed_kotb) قائلا "هناك معطيات تؤكد أن إدارة بايدن باتت تتعامل وتنسق مع #الجيش_المصري بعيدا عن #السيسى كما آخر عهد مبارك.. فبينما تحجب واشنطن مساعدات ب130 مليون دولار عن نظام السيسي، تتدفق المساعدات العسكرية للجيش بنحو 5 مليارات دولار هذا العام وهو مبلغ كبير لم يحصل عليه جيش اوكرانيا المدعوم امريكيا".


وأشار إلى  أنه بالمقابل "وفود عسكرية مصرية تزور واشنطن الفترة الماضية بينما يمنع السيسي من زيارة أمريكا العام الماضي لحضور اجتماع الأمم المتحدة وربما هذا العام ايضا.".


وأوضح أن "قيادات عسكرية أمريكية تزور #مصر تلتقي بقيادات الجيش ولا تقابل السيسي.. فهل قررت واشنطن معاقبة السيسي على علاقته وارتباطه بروسيا؟!".


المثير للدهشة أن موقع صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية عبر عن قلقه في 16 سبتمبر بشأن عبد الفتاح السيسي خصوصا بعد خطابه الأخير، ودافعت بقوة عن الطاغية، وأفادت بأن رئيس وزراء الاحتلال يائير لابيد، سيلتقي بعد بضعة أيام مع السيسي، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك!


ويبدو أن امتناع السيسي عن الزيارة ليس في حسابات السيسي (وربما يفاجئ الجميع بظهوره) ففي 13 سبتمبر قالت الذراع (لميس الحديدي): "أهمية زيارة (...) السيسي إلى الدوحة أنها قبيل اجتماعات الأمم المتحدة، وقبل القمة العربية"!


إلا أن تعليق الناشط مجدي كامل (@magdymohamed_) عن الرفض الامريكي لزيارة السيسي الأمم المتحدة غير مفهومة حيث رأى أن "أمريكا بقت قرفانة منه لأنه جاسوس اسرائ‘يلي مفضوح.. وبعت المندوب بتاعه يقول نفس الجملة " هدفي أمن وسلامة المواطن الاسرائيـــ،لي جنبا الي جنب مع أمن وسلامة المواطن الاس،ـرائيــ،لي "!!


وكان غير مفهوم مطلب اللجان المخابراتية الذين عبر عنهم حساب "الــسـيـــســـى حبيب الملايين" فطالب قبل يومين (@e0_wh9) ب".. تغير مكان الامم المتحدة في دولة محايدة وليست في امريكا لان امريكا تكيل بمكيالين لما انتم تنتهكون المواثيق والقوانين الدولية لا مشكلة".


إلا أن العملية سيرلي سمعت دوليا لاسيما بعد أن تناولت الملف صحيفة "ليموند" الفرنسية وأشارت إلى مقاضاة السيسي والحكومة الفرنسية في فرنسا والامم المتحدة في ما يخص العملية سيرلي.


وكانت آخر مشاركات السيسي في مؤتمرات الامم المتحدة "مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 26) في جلاسكو باسكتلندا، مطلع نوفمبر 2021، ويطمح أن تكون استضافة القاهرة لقمة المناخ فرصة لتبييض سجله الحقوقي المروع أمام العالم".