طرق التعامل مع الشخصية الكتومة تنجح في الكثير من الأحيان عند تطبيقها بدقة، فقد كشفت الأبحاث التي أجريت على عدد من الأشخاص الكتومين أن الهدوء والعزلة أو كما يسميها البعض الانطوائية هي من أبرز سمات الشخص الكتوم، فإذا عزمت اقتحام حياة الشخص الانطوائي لا بد أولًا من تفهم طبيعته المختلفة عن الآخرين وتقدير كل ما مر به من ظروف وتحديات، بجانب إظهار مشاعر التعاطف الصادقة التي تدفعه خطوة بخطوة إلى الخروج من الفقاعة التي يعيش بداخلها والوثوق بك والتحدث إليك بأريحية، فإن الصدق من الصفات الأبرز لشخصية الإنسان الكتوم، فإذا نجحت في كسب ثقته فإنك بذلك تكون قد كسبت محبة إنسان صادق إلى الأبد.

لماذا يصبح الإنسان شخصًا كتومًا

لم يعثر العلماء على سبب علمي يقيني يجعل شخص ما منفتحًا والآخر كتومًا، ولكن ما أثبتته الدراسات والأبحاث أن أدمغة الأشخاص الكتومين تكون مختلفة عن الآخرين، فقد لوحظ أن الشخص الكتوم يتدفق الدم إلى فص جبهته الأمامي من الدماغ بمعدل أكبر من الشخص المنفتح، ويرتبط هذا الجزء من الدماغ بالتذكر والقدرة على حل المشكلات والرغبة في التخطيط للمستقبل.

وقد أثبتت دراسة أجريت عام 1999م على 18 شخص أن سرعة تدفق الدم في دماغ الشخص الكتوم أكبر بكثير من الشخص المنفتح، وذلك نتيجة لتفاعل مادة الدوبامين وهي المادة المسؤولة عن شعور المرء بالسعادة والمتعة، حيث يشعر الشخص الكتوم بإرهاق عند التحدث والاندماج مع الآخرين بينما يسبب نفس القدر من الدوبامين شعورًا بالسعادة في جسم الإنسان المنفتح.

كما تختلف نظرة الأشخاص الكتومين لبعض المواقف عن نظرة الأشخاص المنفتحين، فإذا تواجد شخصان أحدهما كتوم والآخر منفتح في مكان مزدحم شعر الأول بالإرهاق والتوتر، بينما يتأقلم الثاني مع الوضع الراهن، ويرجع الاختلاف بينهما إلى طبيعة الشخص الكتوم الحساسة تجاه تصرفات الأشخاص من حوله أو طبيعة المكان الذي يتواجد به.

ويجد الكثيرون صعوبة في التأقلم مع الشخص الكتوم نتيجة لصعوبة تطبيق كل طرق التعامل مع الشخصية الكتومة بسبب تفضيل الكتوم العيش منفردًا، مما يصعب عليهم أمر الاندماج معه واقتحام دائرته الخاصة.

طرق التعامل مع الشخصية الكتومة

تنتج صعوبة التناغم مع الشخص الكتوم عن تفضيله للعزلة، وعلى الرغم من مزاجية الشخص الكتوم إلا أن الحل الأمثل للتعامل مع صاحب الشخصية الكتومة هو التقبل دون أن تشعره بأنه مختلف عمن حوله، وتكشف النقاط التالية عن أهم الطرق التي يمكن اتباعها للتعامل مع الشخصية الكتومة:

التحلي بالصبر عند التعامل معه.

محاولة كسب ثقته حتى يفصح عما بداخله.

تفهم طبيعة شخصيته حتى يتمكن من التحدث عن نفسه دون أن يشعر بالخجل أو الخوف من حكمك عليه.

عدم مقاطعته عندما يتحدث، واصمت حتى ينتهي من حديثه.

إظهار بعض الاحترام والتقدير لطبيعة شخصيته الكتومة.

توجيه أسئلة محددة ومقتضبة، وتجنب التدخل في حياته الشخصية دون الحصول على إذن منه.

اختيار كلمات مناسبة عند التحدث معه.

تجنب نقده وتوجيه كلمات اللوم أو العتاب، فإنها تدفعه إلى الندم وتقوده إلى الانعزال مرة أخرى.

كن صادقًا، فإن الصدق من أبرز مميزات الشخصية الكتومة، فإذا شعر بكذبك أو تلاعبك به فإن الأمر سيصبح أكثر تعقيدًا.

مميزات الشخص الكتوم

السرية والهدوء من أبرز صفات الشخص الكتوم، حيث يجد البعض أن مميزات الشخصية الكتومة تكمن في غموضه وعدم اكتراثه بخلق أحاديث مع الآخرين، وعلى الرغم من تعدد مميزات الإنسان الكتوم التي يجدها الكثيرون أمر مثير للدهشة والإعجاب إلا أن تفهم طبيعته وتعلم طرق التعامل مع الشخصية الكتومة يبدو أمرًا مستحيلاً في بعض الأحيان، ومن خلال البحث عن أبرز مميزات الشخص الكتوم تبين أنها كالآتي:

الإنصات إلى الآخرين.

إصدار أحكام جيدة وعقلانية على الأمور.

قوة الملاحظة.

القدرة على تحليل الأحداث واكتشاف حلول عملية للمشكلات.

الاتزان والحكمة والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة.

محط اهتمام من الآخرين.

يهتم الآخرون بأخذ مشورته في أدق أمورهم الحياتية نظرًا لثقتهم الكبيرة في رأيه.

يسعى إلى تطوير نفسه متجاهلًا آراء الآخرين به.

لديه قدرة عجيبة على التكيف مع الظروف المختلفة.

مبدع ومبتكر خاصةً عند القيام بالأعمال الفردية.

قائد عظيم وإداري ناجح.

لا يميل إلى تكوين صداقات على نطاق واسع، حيث يغنيه صديق مخلص عن عشرات الصداقات السطحية.

يغلب عليه الهدوء.

إنسان ملهم للآخرين، ونادرًا ما يلجأ إلى طلب المساعدة من أحد.

مُقدر لقيمته ويحرص على اكتشاف نقاط قوة جديدة في شخصيته.

سلبيات الشخصية الكتومة

إن تعدد سلبيات الشخصية الكتومة تجعل أمل تطبيق طرق التعامل مع الشخصية الكتومة مع الجميع أمر شبه مستحيل، فإن هناك نماذج لبعض الشخصيات الكتومة لا تجدي تلك الطرق نفعًا معها، لذلك يجب تجربة كل طريقة من الطرق على حدى لحين التوصل إلى الطريقة الأفضل من بينهم، وتتمثل سلبيات الشخص الكتوم في الآتي:

يواجه الشخص الكتوم معوقات عديدة في حياته بسبب عزلته وعدم رغبته في التواصل مع الآخرين بالرغم من كونه شخص شديد الملاحظة وسريع البديهة.

يصعب عليه العمل ضمن فريق بسبب تفضيله العمل منفردًا من أجل تحقيق نجاح أكبر.

الحساسية المفرطة تجعله يتجنب الدخول في نقاش جدي مع الآخرين.

الغموض وعدم القدرة على التكيف مع الآخرين.

الاكتئاب في بعض الأحيان يكون من الأعراض الأساسية التي تظهر على الشخص المنعزل والكتوم.

صفات الشخصية الكتومة

يتمتع الشخص الكتوم بقوة نابعة من داخله بقدرته على التكيف مع المؤثرات المحيطة به بمفرده دون مساعدة خارجية من أحد، وهو ما يتضارب مع طبيعة الشخص المنفتح على الآخرين الذي يحتاج دائمًا إلى الدعم والتواصل مع الآخرين من أجل شحن طاقته الإيجابية، لذلك يواجه البعض أحيانًا صعوبة في اتباع إحدى طرق التعامل مع الشخصية الكتومة التي تعتمد على إخراج الكتوم من العزلة إلى محيط أوسع، ولمعرفة كيفية التعامل مع الشخصية الكتومة لابد من التعرف على صفاته أولًا، والتي تتمثل في الآتي:

العزوف عن التحدث مع الآخرين:

يتجنب الشخص الكتوم التحدث مع الآخرين عن أدق تفاصيل حياته الشخصية، لذلك تجده مرتديًا سماعات الأذن في أغلب الوقت، وتعتبر الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية بمثابة مصادر إزعاج تؤدي إلى اقتحام خصوصيته.

تفضيل الصمت والعزلة:

يميل الشخص الكتوم إلى قضاء الوقت بمفرده، ويفضل التفكير بعمق قبل التحدث، فإن الصمت والجلوس بمفرده من أسباب سعادته.

تجنب المحادثات الطويلة:

لا يفضل الشخص الكتوم أن ينخرط في نقاشات طويلة سواء كانت على الصعيد العائلي أو في نطاق العمل، ولا يتطوع بإبداء رأيه في محادثات عامة، فإنه يميل إلى الاحتفاظ بآرائه لنفسه فقط.

شخص انطوائي وهادئ:

التحفظ يعد من السمات التي تغلب على شخصية الشخص الكتوم، وقد يختلط الأمر لدى البعض معتقدين أن الشخص الكتوم خجول بطبيعته وهو اعتقاد خاطئ، فإن هدوء شخصية الكتوم نابع من تفضيله للعزلة.

مستمع جيد للآخرين:

على الرغم من تفضيل الشخص الكتوم للعزلة وعدم الاندماج مع الآخرين، إلا أنه مستمع جيد لمشكلات الآخرين، لذلك دائمًا ما تجد أن الأشخاص الكتومين يتقلدون مناصب مرموقة في العمل، أما بشأن الصداقات فإنه صديق وفي ومخلص لعدد قليل من الأصدقاء.