اتفقت دول الاتحاد الأوربي اليوم الثلاثاء على إجراءات طارئة لتقليل استخدامها للغاز، في الشتاء المقبل في وقت تستعد فيه أوربا لمواجهة غموض يتعلق بإمدادات الغاز من روسيا.


وكانت شركة غازبروم الروسية العملاقة قد أعلنت أمس الاثنين، خفض شحنات الغاز عبر خط “نورد ستريم” إلى 33 مليون متر مكعب يوميا بدءًا من يوم غد الأربعاء، وذكرت بأنها ستعلق عمل توربين آخر بسبب “مشكلة تقنية في المحرك”.


خطة طوارئ في الشتاء


وتوصلت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي إلى اتفاق اليوم الثلاثاء، بشأن كيفية خفض استهلاك الغاز بنسبة 15% وخفض اعتمادها على الإمدادات الروسية.


وكتبت جمهورية التشيك، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوربي، على تويتر “لم تكن هذه مهمة مستحيلة، الوزراء توصلوا إلى اتفاق سياسي بشأن خفض الطلب على الغاز قبل الشتاء القادم”.


واقترحت المفوضية الأوربية على الدول الأعضاء تخفيض استهلاكها للغاز بين أغسطس/آب 2022 ومارس/آذار 2023، بنسبة 15% على الأقلّ، مقارنةً بمتوسط استهلاكها للغاز في السنوات الخمس الأخيرة في الفترة نفسها.


وقال بيان للأوربيين إنه “في محاولة لزيادة أمن الاتحاد الأوربي من إمدادات الطاقة توصلت الدول الأعضاء اليوم إلى اتفاق سياسي على خفض طوعي للطلب على الغاز الطبيعي بنسبة 15% هذا الشتاء”.


وأضاف البيان أن “نظام المجلس يتوقع احتمال إطلاق تحذير الاتحاد بشأن أمن الإمدادات، وهو ما يعني انخفاض الطلب على الغاز من روسيا التي تستخدم بشكل متواصل إمدادات الغاز كسلاح”.


وقال وزير الطاقة في لوكسمبورغ “إن المجر هي الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوربي التي صوّتت ضد الخطة” التي وصفها بأنها “الفُضلى للرد على ابتزاز الرئيس فلاديمير بوتين المرتبط بالغاز”.


خفض الشحنات عبر نورد ستريم


وأعلنت شركة غازبروم الروسية للغاز أمس الاثنين، أنها ستخفض شحنات الغاز عبر خط أنابيب “نورد ستريم” إلى 33 مليون متر مكعب يوميًّا بدءًا من يوم غد الأربعاء.


وذكرت أنها ستعلق عمل توربين آخر بسبب “مشكلة تقنية في المحرك” وقالت “ستصبح القدرة الإنتاجية لمحطة الضغط بورتوفايا 33 مليون متر مكعّب في 27 يوليو/تموز عند الساعة السابعة صباحًا” (الرابعة صباحا بتوقيت غرينتش) أي نحو 20% من إمكانيات خط أنابيب “نورد ستريم” مقابل 40% حاليًّا.


ويمثل خفض مجموعة غازبروم الروسية الحكومية، الإمدادات إلى أوروبا، تهديدا لاقتصادات دول مثل ألمانيا التي تعتمد على الغاز الروسي في الطاقة والصناعات الكيميائية.


وكانت روسيا قد خفّضت مرتين كميات شحنات الغاز في يونيو/حزيران، وقالت إن خط أنابيب الغاز لا يمكنه العمل بشكل طبيعي دون توربين كان يتمّ إصلاحه في كندا ولم يعد إلى روسيا بسبب العقوبات الغربية على موسكو”.


واتهم الاتحاد الأوربي روسيا مرارًا باللجوء إلى الابتزاز عن طريق الطاقة، في حين يقول الكرملين إن نقص الإمدادات ناتج عن أعمال صيانة وعن العقوبات الغربية.


واتفقت ألمانيا وكندا على إرجاع التوربين إلى روسيا، لكن برلين اعتبرت أن ذلك “حجّة وقرار سياسي” للضغط على الغربيين في إطار النزاع في أوكرانيا.


وقالت متحدثة باسم وزارة الاقتصاد الألمانية “بحسب المعلومات المتوفرة لدينا ما من سبب فنّي لخفض الإمدادات”، وأكّدت مجموعة “سيمنز” الألمانية المعنية بصيانة التوربين أنه “لا علاقة بين التوربين وخفض شحنات الغاز الذي تمّ تنفيذه أو الإعلان عنه”.


وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حذّر من أن خط أنابيب الغاز سيعمل بنسبة 20% من قدرته بدءًا من هذا الأسبوع إذا لم تتسلّم موسكو التوربين الناقص، إذ سيخضع توربين آخر للصيانة قريبًا.


ويربط خط أنابيب الغاز “نورد ستريم” -الذي يمرّ عبره يوميًّا 167 مليون متر مكعب من الغاز- روسيا بألمانيا عبر بحر البلطيق، ويعتبر استراتيجيًّا لإمدادات الغاز للأوربيين الذين يعتمدون بشكل كبير على موارد الطاقة الروسية.


وتتهم الدول الغربية موسكو باستخدام سلاح الطاقة ردًّا على العقوبات التي فُرضت عليها بعد العملية العسكرية في أوكرانيا، لكن الكرملين يقول إن العقوبات هي سبب المشاكل الفنية التي طرأت على البنى التحتية لمنشآت الغاز.