يواجه الآلاف من شعب "الماساي" في تنزانيا الإخلاء من أراضي أجدادهم لتمهيد الطريق أمام شركة إماراتية متخصصة في تنظيم رحلات الصيد وسياحة السفاري لأثرياء العالم. 

وأفاد موقع "down to earth" بأنّ قبائل الماساي داخل "Loliondo" و"Ngorongoro"، وغيرها من المناطق القريبة التنزانية، تواجه توتراتٍ منذ 8 حزيران/يونيو الجاري، وذلك بعد أن عملت الشرطة التنزانية على إخلاء أفراد قبائل الماساي في المنطقة، من أجل "إفساح المجال لتنظيم مساحةٍ لألعاب الصيد والسفاري للعائلة المالكة في الإمارات العربية المتحدة"، وفق ما أوردته منظمة "Survival International"، التي تعمل من أجل حقوق القبائل والشعوب المنعزلة في جميع أنحاء العالم. 

ونشرت المنظمة مقاطع فيديو في موقعها في تويتر، تُظهر إصابة أفراد من قبائل "الماساي"، الذين تم إخلاؤهم من المنطقة من أجل "مناطق الحماية وصيادي الجوائز"، بعد إطلاق الشرطة النار باتجاههم. 

وفي السياق، قالت المسؤولة في منظمة "Survival International" فيوري لونغو: "بينما من المتوقع صدور حكم نهائي من محكمة عدل شرق أفريقيا في نهاية حزيران/يونيو، فإنّ الحكومة مستعدة لتحدي أمر المحكمة والاستيلاء على أرض أجداد الماساي وتسليمها إلى العائلة المالكة في الإمارات العربية المتحدة من أجل متعة الصيد".

وأضافت: "نحن أمام كارثة إنسانية... يتم إطلاق النار على قبيلة الماساي لمجرد أنهم يريدون العيش في أراضي أجدادهم في سلام، وكل هذا لإفساح المجال لصيد الغنائم".

ووفقاً لمعهد "أوكلاند"، فإنّ شركة "Otterlo Business Company" التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقراً لها، والتي تجري رحلات صيد للعائلة المالكة في الإمارات وضيوفهم، "ستسيطر على الصيد التجاري في المنطقة على الرغم من تورط الشركة السابق في العديد من عمليات الإخلاء العنيفة لشعب الماساي وحرق المنازل و قتل الآلاف من الحيوانات النادرة في المنطقة".

ناشطون يطالبون بوقف عمليات الإخلاء لقبائل الماساي

وفي إثر ذلك، استنكر الناشطون في موقع "تويتر" ما تتعرّض له قبائل الماساي في تنزانيا، وتفاعلوا مع القضية معربين عن تضامنهم مع الماساي تحت وسم "StopMaasaiEviction"، أو "أوقفوا إخلاء الماساي". 

وقال أحد الناشطين في تغريدة، إنّ "الظلم الذي يتعرض له الماساي هو ظلم لكل مواطن"، مؤكّداً أنّ "الوقت حان الآن لبدء حركة سلطة الشعب ضد الاستيلاء على أراضي الماساي، كما حان الوقت لكي يتحدّى الناس جميع الأعمال غير القانونية المرتكبة ضدهم".

وأضاف ناشطٌ آخر في تغريدة مرفقاً تغريدته بصور تُظهر إصابات أحد أفراد الماساي: "رجال الماساي أُطلق عليهم النار وقتلوا، بيوتنا احترقت، ليست مدينة Ngorongoro ولا Loliondo التي تنزف، ولكن أمّة الماساي بأكملها.. ثقافة يتم محوها!"، متسائلاً: "لماذا يحدث هذا في حين أنّ العالم يشاهد كل شيء، أين المدافعين عن حقوق الإنسان؟". 

كذلك، أكّد ناشطٌ آخر في تغريدة أنّ "حياة أي فرد من الماساي مهمّة أكثر من مليون مرة من جميع ممتلكات العائلة المالكة في الإمارات".