كشفت مراجعة حديثة لدراسات الألعاب أن ألعاب الفيديو لا تحمل تأثيرًا سلبيًا على عقول الأطفال والمراهقين بل إنها قد تكون مفيدة وتطّور من مهارتهم العقلية وقدرتهم على الاستيعاب إضافة إلي تقوية الذاكرة.


وأوضحت المراجعة التي استمرت لأكثر من 10 سنوات أن المراهقين والشباب البالغين من محبي الألعاب يتفوقون على غيرهم في عدد من الوظائف المعرفية حيث كانوا أكثر قدرة على التبديل بين المهام وتقسيم انتباههم بين النماذج المتحركة وتذكر موقع الأشياء المخفية، حسبما نقلت صحيفة (ذا وول ستريت جورنال) الأمريكية.


ووجدت المراجعة أيضًا أن محبي الألعاب لديهم حجم أكبر من (المادة الرمادية) وهي الطبقة الخارجية للدماغ التي تعالج المعلومات.


وذكرت أن مشاهدة المقاطع المصورة القصيرة وسريعة الوتيرة مثل تلك الموجودة على تطبيق (تيك توك) تتسبب في تقصير فترات الانتباه.


وأثبت الباحثون أيضًا أن التبديل بين الأجهزة والتطبيقات يسبب اختناقات في الدماغ في حين تندرج الألعاب ضمن فئة منفصلة من الاستخدام الرقمي ويمكنها أن تكون مفيدة للعقل.


واستبعدت المراجعة التي نُشرت الشهر الماضي في مجلة European Psychologist الدراسات التي شملت أشخاصًا أظهروا علامات اضطراب الألعاب عبر الإنترنت.


ووجد الباحثون أن محبي الألعاب الذين يعانون من اضطراب الألعاب يكون أداؤهم أسوأ في المهام المعرفية ولديهم مشاكل نفسية أكثر من المراهقين الآخرين.


ولاحظت منى مويسالا الباحثة المشاركة في المراجعة أنه “كلما زاد عدد المشاركين في الألعاب سواء كانت ألعاب إطلاق النار أو ألعاب سباق كان ذلك أفضل يحقق نتائج جيدة خلال اختبارات الذاكرة العاملة”.


ولم تقارن هذه الدراسة بين اللاعبين المتحمسين وغير المتحمسين كما أنها لم تتضمن  المقدار الزمني للعب كل لاعب على مدار اليوم.


وفي السياق، ركزت الدراسة على تأثير ألعاب الفيديو على المراهقين والشباب من اللاعبين المعتدلين الذين تترواح أعمارهم بين 13 و 24 عامًا.


ولفت الباحثون إلى أن محبي الألعاب ارتكبوا أخطاءً أقل خلال اختبارات العقل وكان لديهم أوقات استجابة أسرع وأظهروا زيادة أكبر في نشاط الدماغ المرتبط بالذاكرة العاملة.


وأضافت منى مويسالا “يجب على الآباء ألا يقلقوا بشأن الألعاب وتأثيرها السلبي على أدمغة أطفالهم لأن هذا ليس صحيحًا” مؤكدة على أن الأهم ألا تؤثر الألعاب على نوم الأطفال أو نشاطهم البدني أو تغذيتهم أو علاماتهم الدراسية.