قبل لحظات من بدء الغزو الروسي بأوكرانيا، ظهر الرئيس بوتين على شاشة التليفزيون معلنًا أن روسيا لا تستطيع أن تشعر "بالأمان والتطور" بسبب ما وصفه بالتهديد المستمر من أوكرانيا الحديثة.
وقدم الرئيس بوتين العديد من الحجج الخاطئة أو غير العقلانية، حيث ادعى أن هدفه من العملية العسكرية هو حماية الأشخاص الذين "يتعرضون للتنمر والإبادة الجماعية"، وأنه يسعى إلى "نزع السلاح والأفكار النازية" من أوكرانيا، وفقًا لـ"BBC".
ويتهم بوتين المتطرفين بأنهم سيطروا على أوكرانيا، منذ الإطاحة برئيسها الموالي لروسيا، فيكتور يانوكوفيتش، عام 2014 بعد أشهر من الاحتجاجات ضد حكمه، وردت روسيا على ذلك بالسيطرة على منطقة القرم الجنوبية ودعم تمرد في الشرق من قبل الانفصاليين الموالين لموسكو الذين قاتلوا القوات الأوكرانية في حرب أودت حتى الآن بحياة 14 ألف شخص.
في أواخر عام 2021، بدأ بوتين بنشر أعداد كبيرة من القوات الروسية بالقرب من حدود أوكرانيا، ثم ألغى هذا الأسبوع اتفاق سلام أبرم عام 2015 في الشرق واعترف بالمناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين على أنها مناطق مستقلة.


6 مطالب
طرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عدة قضايا لتحقيق وقف إطلاق النار مع أوكرانيا في مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس 17 مارس، وفقًا لمتحدث باسم الرئاسة التركية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، في مقابلة مع صحيفة "حريت" التركية نُشرت السبت، إن أردوغان عرض إحضار كل من بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تركيا لتسهيل المفاوضات لإنهاء الحرب، وفقًا لـ"CNN".
وقال قالن إنه بينما كان زيلينسكي مستعدًا للاجتماع، طرح بوتين قضايا يتعين حلها قبل إجراء أي مفاوضات على مستوى القيادة.
وتنقسم المطالب الروسية إلى فئتين، المطالب الأربعة الأولى، بحسب كالين، ليست صعبة للغاية لتفي بها أوكرانيا، أهمها:
"الأول هو حياد أوكرانيا، أي تخليها عن عضوية الناتو، وقد أقر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بهذا بالفعل.
وهناك ثلاثة مطالب أخرى، يبدو أنها في الغالب تحفظ ماء الوجه بالنسبة للجانب الروسي، وهي:
ثانيًا، نزع السلاح وضمانات الأمن المتبادل في سياق النموذج النمساوي. ثالثًا، العملية التي يشير إليها الجانب الروسي باسم "نزع النازية". رابعًا، إزالة العقبات أمام الاستخدام الواسع النطاق للغة الروسية في أوكرانيا".
ويعد ذلك مسيئًا جدًا لزيلينسكي، فهو يهودي وبعض أقاربه ماتوا في الهولوكوست، بيد أن الجانب التركي يعتقد أنه سيكون من السهل على زيلينسكي قبول هذا المطلب، وربما يكفي أن تدين أوكرانيا جميع أشكال النازية الجديدة وتتعهد بتضييق الخناق عليها، وفقًا لـ"BBC".
وقال قالن: "من المفهوم أنه تم إحراز بعض التقدم في المواد الأربع الأولى من المفاوضات الجارية. ومن السابق لأوانه القول إن هناك اتفاقًا كاملًا أو أن اتفاقًا على وشك أن يتم توقيعه".


المطالب الصعبة
وأضاف قالن أن بوتين قدم مطلبين آخرين كانا من "أصعب القضايا"، أحدهما الاعتراف بضم شبه جزيرة القرم، والاعتراف بما يسمى بالجمهوريتين في منطقة دونباس. وقال قالن إن هاتين المسألتين الأخيرتين "ليستا مطالب مقبولة لأوكرانيا والمجتمع الدولي".
ويبدو أن روسيا ترغب في تنازل الحكومة الأوكرانية عن أراض في شرقي أوكرانيا، وهو أمر مثير للجدل بشدة.
أما مطالبة روسيا أوكرانيا بإعلان قبولها رسميًا بتبعية شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو بشكل غير قانوني عام 2014، لروسيا؛ فسيكون ذلك بمثابة حبة مرة المذاق تبتلعها أوكرانيا؛ لأن روسيا ليس لها حق قانوني في شبه جزيرة القرم، خاصة أنها وقعت على معاهدة دولية، قبل وصول فلاديمير بوتين إلى السلطة، تقر فيها بأن شبه جزيرة القرم جزء من أوكرانيا.
وإذا تم التوصل إلى اتفاق في المطالب الأربع الأولى، فيمكن أن يكون هناك نقاش على مستوى القادة بشأن المادتين الخامسة والسادسة.