أظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية في أوكرانيا رتلا عسكريا روسيا هائلا يزيد طوله على 60 كلم، يتقدم باتجاه العاصمة كييف، مع احتدام المعارك في مناطق متفرقة وسقوط عشرات القتلى من الجنود الأوكرانيين.


وقتل أكثر من 70 جنديا أوكرانيا بعد أن ضربت المدفعية الروسية قاعدة عسكرية في مدينة أوختيركا الواقعة بين خاركيف وكييف.

 
وذكرت الشركة الأمريكية المتخصصة بالتصوير بواسطة الأقمار الصناعية "ماكسار" أن الرتل يمتد من تخوم مطار أنطونوف (حوالي 25 كيلومترا من وسط كييف) في الجنوب إلى تخوم بريبيرسك" في الشمال.


وأوضحت ماكسار أنّ الرتل الذي يمتدّ بطول حوالي 64 كيلومترا "يتألّف من مركبات جزء منها يسير بعيدا بعض الشيء عن بعضه البعض، والجزء الآخر يسير جنبا إلى جنب في صفّين أو ثلاثة صفوف متراصّة".


وبدت في الصور صفوف طويلة من المركبات تسير خلف بعضها البعض على طرق في الريف الأوكراني، وبقربها في بعض الأحيان دخان قالت الشركة إنّه ناتج عن حرائق في المباني المجاورة.


ونشرت الشركة الأمريكية من جهة ثانية صورا أخرى أظهرت انتشارا جديدا للقوات الروسية -مروحيات هجومية جاثمة وعربات عسكرية- في بيلاروس، على بُعد أقلّ من ثلاثين كيلومتراً من الحدود مع أوكرانيا.


تقدم روسي ومعارك في جبهات عدة


وبحسب مصادر محلية، قتل أكثر من 70 جنديا أوكرانيا بعد أن ضربت المدفعية الروسية قاعدة عسكرية في مدينة أوختيركا الواقعة بين خاركيف وكييف.


وفي مدينة خاركيف (ثاني أكبر المدن الأوكرانية بعد العاصمة) تستمر المحاولات الروسية للسيطرة على المدينة.


ونقلت وسائل إعلام أوكرانية عن عمدة خاركيف، أن القوات الروسية مستمرة في قصف المدينة وسوتهدف محطات الطاقة فيها.


واحتدمت المعارك في مدينة مارويويل التي حاصرتها القوات الروسية بعد سيطرتها على مدينة بردينيسك المجاورة.


وفي كييف، انطلقت صفارات الإنذار مع ساعات الصباح، مع تقدم رتل روسي كبير تجاه العاصمة.


وعلى البحر الأسود، تعرضت مدينة أوديسا لقصف روسي، حسب ما ذكرته وزارة الدفاع الأوكرانية.


وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها سيطرت على بلدتي برديانسك وإنرهودار (جنوب شرق)، وكذلك المنطقة المحيطة بمحطة زاباروجيا للطاقة النووية.


وقالت السفيرة الأوكرانية لدى الولايات المتحدة أوكسانا ماركاروفا إن روسيا استخدمت قنبلة فراغية اليوم الاثنين في "غزوها لأوكرانيا".


وأضافت بعد تقديم إفادة لأعضاء الكونغرس الأمريكي "استخدموا القنبلة الفراغية اليوم، التي تحظرها بالفعل اتفاقية جنيف (…) الدمار الذي تحاول روسيا إلحاقه بأوكرانيا كبير".
  

وأعلن إيغور كوليخايف رئيس بلدية خيرسون الواقعة جنوب البلاد، أن القوات الروسية باتت على مشارفها.


وأشار إلى أن القوات الروسية أقامت نقاط تفتيش على مشارف المدينة.


وأظهرت تسجيلات مصوّرة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في خيرسون الجيش الروسي يدخل إلى المدينة.


وقال كوليخايف "أنا مسؤول اليوم عن حياة مدينتنا وأقدّم الحماية بقدر ما تسمح إمكانياتنا". وطلب من السكان عدم مغادرة منازلهم. وقال "القيمة الأهم التي تملكها هذه المدينة هي حياتكم. هذه ليست معركة إنها حرب".


وأعلن رمضان قديروف زعيم منطقة الشيشان الروسية وحليف الرئيس بوتين، الثلاثاء، إن جنديين من الشيشان قتلا في أوكرانيا وأصيب ستة.


المخابرات البريطانية: لا تقدم ملموس تجاه كييف


وأفاد تحديث للمخابرات العسكرية البريطانية أن التقدم الروسي نحو كييف لم يحرز تقدما يذكر خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بسبب صعوبات لوجستية كما كثف الجيش استخدامه للمدفعية شمالي العاصمة.


وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث لمعلومات المخابرات العسكرية إن "التقدم الروسي نحو كييف لم يحرز تقدما يذكر خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية وذلك على الأرجح نتيجة للصعوبات اللوجستية المستمرة".


وأضافت أن "القوات الروسية كثفت استخدامها للمدفعية شمالي كييف والمناطق المجاورة لخاركيف وتشرنيهيف. استخدام المدفعية الثقيلة في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان يزيد بشكل كبير من خطر وقوع ضحايا من المدنيين".


وقالت إن "روسيا أخفقت في السيطرة على المجال الجوي فوق أوكرانيا مما دفع الى التحول الى العمليات الليلية في محاولة لتقليص خسائرها".


مسؤول غربي: القوات الروسية متأخرة عن جدولها الزمني


وقال مسؤول غربي لشبكة "CNN" إن القوات الروسية في أوكرانيا فشلت في تدمير الدفاعات الجوية الأوكرانية خلال اليوم الأول للهجوم، وأضاف أنها متأخرة كثيرا عن الجدول الزمني الذي وضعته موسكو للهجوم.


وأضاف المسؤول أن نصف القوات التي حشدتها روسيا على حدود أوكرانيا "متقدمة وتقاتل في أوكرانيا".


كان مسؤول دفاعي أمريكي كبير قال، في وقت سابق يوم الاثنين، إنه بحسب التقديرات، فإن يقرب من 75 بالمئة من القوات التي حشدتها روسيا دخلت أوكرانيا.


وقال المسؤول إنهم قلقون من "المخاطر التي تحدث مع عدم إحراز تقدم روسي خاصة مع استخدام الصواريخ والمدفعية في كييف وخاركيف، وهو الأمر الذي قد يصبح أكثر عشوائية".


وأضاف المسؤول أنه بينما كان هناك "بعض التقدم في الجنوب حيث حققت القوات التي خرجت من شبه جزيرة القرم بعض المكاسب، ولكننا لم نشهد الكثير من التقدم للقوات الروسية في مناطق أخرى".


ورفض المسؤول إعطاء رقم للخسائر البشرية للقوات الروسية، لكنه أشار إلى أنه في الأيام الأولى للهجوم نفت وزارة الدفاع الروسية وجود أي خسائر، لكنها اضطرت لاحقا إلى الاعتراف ببعضها.


تشكيل فيلق دولي وامدادات الأسلحة الغربة لكييف تتواصل


وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية، إن الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أمر بتشكيل وحدة قتالية جديدة تحت اسم "الفيلق الدولي"، مؤكدة وصول آلاف الطلبات من مواطنين أجانب يرغبون في الانضمام لمقاومة الغزو الروسي للبلاد.


وأكدت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، حنا ماليار، أن الجيش الأوكراني "تلقى بالفعل عدة آلاف من الطلبات من الأجانب الذين يريدون الانضمام إلى المقاومة ضد المحتلين الروس، وحماية الأمن العالمي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، وفق وكالة الأنباء الأوكرانية.


ووقع زيلينسكي مرسوما رئاسيا يسمح للمتطوعين الأجانب الراغبين في دعم أوكرانيا أمام التدخل العسكري الروسي بدخول البلاد دون تأشيرة.


وجاء في المرسوم الرئاسي: "اعتبارًا من 1 أذار/ مارس، تم إدخال نظام دخول بدون تأشيرة للأجانب الذين يرغبون في الانضمام إلى الفيلق الدولي لأوكرانيا مؤقتا خلال فترة سريان الأحكام العرفية".


وذكر المرسوم أن القرار الرئاسي لا ينطبق على المواطنين الروس.


وذكرت صحيفة "ميرور" البريطانية أن عددا من رجال القوات الخاصة البريطانية المتقاعدين توجهوا متطوعين إلى أوكرانيا "لدعم الدفاع عن البلاد".


وذكرت الصحيفة أن عسكريين سابقين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاما، عقدوا سلسلة من اللقاءات لمناقشة دعم كييف، وأن بينهم "قناصة وخبراء ذوي مؤهلات عالية في استخدام الصواريخ المضادة للطائرات والدبابات".


ووفقا لـ"ميرور"، فإن "مظليين سابقين" و "متخصصين عسكريين آخرين من المملكة المتحدة" قد ينضمون لاحقا إلى وحدات القوات الخاصة الأوكرانية.


وقالت صحيفة "التلغراف" البريطانية، إن القوات المسلحة البريطانية ستطلق اليوم الثلاثاء تحذيرا لجنودها من أنه لا يسمح لهم بالذهاب إلى أوكرانيا "سواء كانوا متقاعدين أو لا". وأضافت الصحيفة أن الجيش البريطاني يخشى تصعيد النزاع إذا تم رصد وجود عسكريين بريطانيين في أوكرانيا.


وأعلن الاتحاد الأوروبي أن وزراء دفاع التكتل سيناقشون، خططا لتمويل مشترك لتسليم أسلحة بقيمة 500 مليون يورو إلى أوكرانيا، لصد القوات الروسية.


وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إنه "يتعين على الدول الأعضاء تقديم هذه الأسلحة، وعليهم التنسيق بشأن ما يفعلونه بهذه الموارد".


وأعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أن كندا سترسل أسلحة مضادة للدبابات وذخيرة مطورة لدعم أوكرانيا.


وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الثلاثاء، إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أكد تقديم دعم من بلاده لأوكرانيا، في صورة عقوبات وأسلحة.


وقال كوليبا على "تويتر": "خلال مكالمتنا، أكد الوزير بلينكن دعم الولايات المتحدة الثابت لأوكرانيا (...) أكدت له أن أوكرانيا ترغب في السلام لكن طالما نتعرض لهجوم من روسيا فإننا بحاجة للمزيد من العقوبات (على روسيا) والأسلحة. أكد الوزير بلينكن أننا سنحصل على كليهما".


مقتل إسرائيلي في كييف


ذكرت مصادر عبرية، مساء الإثنين، أن إسرائيليا قتل إثر إطلاق النار عليه في أوكرانيا.


وقالت المصادر، إن الوحدة الدولية لمنظمة "زاكا" أكدت مقتل إسرائيلي "37 عاما"، بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف.


وأوضحت المصادر، أن الإسرائيلي القتيل كان في طريقه إلى قوافل الحافلات الآمنة، لمغادرة كييف باتجاه الحدود الأوكرانية عندما تعرض لإطلاق النار.


ولم تؤكد وزارة الخارجية الإسرائيلية على الفور النبأ، وقالت إن القضية قيد التحقيق.