على الرغم من التصوير الرسمي الروسي بأنّ الدعم لقرار الكرملين شنّ حربٍ على أوكرانيا يشمل جميع الروس، الذين يصوّرهم محتشدين إلى جانبه، إلا أنّ المنشورات من وسائل الإعلام إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وصولاً إلى التظاهرات على الأرض، تؤكّد العكس.


فعلى الرغم من مخاوف من الملاحقة القانونية إثر قوانين جديدة في روسيا بسبب المنشورات على مواقع التواصل، أو إظهار الاعتراض على القرار الرسمي الروسي بشنّ الحرب، ومن الاعتقال بسبب التظاهر، إلا أنّ الروس أظهروا موقفهم الداعم للأوكرانيين والرافض للحرب ولقرارات الرئيس فلاديمير بوتين، مشيرين إلى أنّهم لا يمكن أن يقفوا مع الحرب ضدّ أوكرانيا التي يعتبرونها "جارا"، ولهم فيها أقارب وزملاء.


وانتشر عبر مواقع التواصل في روسيا وسوم "#НетВойне" و"#SayNoToWar" و"#لا_للحرب"، بالإضافة إلى #solidaritywithukraine🇺🇦، التي وصلت إلى الأكثر تداولاً.


وفيما تعجّ مواقع "تويتر" و"فيسبوك" و"يوتيوب" و"تيك توك" بأخبار الحرب وتفاصيلها والبروباغندا المرافقة لها، يظهر كثير من الروس مواقفهم الرافضة للحرب. ونشر هؤلاء شهاداتهم وشهادات أهلهم حول الحرب التي لم يتوقعوا أن تحدث في حياتهم، أو أن تكون روسيا هي من بدأتها، خصوصاً المتحدرين من أصول روسية وأوكرانية على حد سواء.


وكتبت أولغا أوساتشايا: "أريد للجميع أن يعرفوا أن الروس لا يقفون مع بوتين. نحن لا نريد الحرب ولا ندعم أجندة بوتين. قلبي مع كلّ أصدقائي الأوكرانيين وعائلاتهم وكل المتأثرين بالحرب".


وقالت تمارا زهيروفا: "بلدي ليس حكومتي. لقد سرقوا الانتخابات وقتلوا حرية التعبير واعتقلوا المعارضة، واليوم يستخدمون أموال شعبهم لقتل أخوتنا بأيدي أولادنا. أوقفوا الحرب".


واعتبرت مارينا ماترنوفسكايا: "أنا روسية، واليوم أنا خجلة من دولتي ومن أفعال حكومتي التي لم أخترها. لقد بدأوا حرباً، ولم يفعل ذلك الشعب الروسي".


من جانبها، قالت ناتاليا كوريلوفا: "أنا روسية، وكالملايين من الروس أنا ضد الحرب. قلبي مع أوكرانيا".


هذا فيما قالت كاتيا دفت: "إنه لمن المؤلم حقاً أن تتصل بأمك نصف الروسية ونصف الأوكرانية، وأن تبدو تائهة، أن تقول إنها لم تتوقع أن تعيش حربين في حياتها، وواحدة منهما بدأتها روسيا...".


في العالم العربي، أعاد كثيرون نشر هذه التدوينات للدلالة على ضرورة الوقوف ضد الحرب، خصوصاً أنّ كثيرين نشروا صور فلاديمير بوتين معلنين تأييده، أو سخروا من الحرب العالمية الثالثة، أو نشروا تدوينات ذكورية تسيء إلى الأوكرانيات وتحطّ من قيمة الإنسان.