يحاول رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي بعد مضي احدى عشر عاما على ثورة يناير فرض صورة مغايرة للثورة في مخيلة المصريين غير تلك التي شاهدوها بأعينهم خلال تلك الفترة، رابطا الثورة بكل معاني الخراب والدمار وتشريد البلاد والعباد  حتى لا يفكر أحد في الثورة مجدداً.


وتحدث السيسي عن ثورة يناير أخيراً في "أسبوع الصعيد" في ديسمبر الماضي. وقال السيسي: "المفروض يا مصريين ما تنسوهاش أبداً في كل إجراء بتعملوه وفي كل خطوة بتتحركوها ما تنسوش 2011... ليه؟... لأن اللي أنقذكم ربنا.. ربنا وحده اللي أنقذ البلد دي من مصائر الخراب والدمار لأجل خاطر الـ100 مليون والناس البسطاء والغلابة ولحكمة إلهية أنقذها".


وأكد السيسي أيضاً أنه يبني واقعاً جديداً من خلال المشاريع التي تبنتها حكومته. وقال حول ذلك: "أعاهدكم أنا والحكومة إننا نفضل نشتغل لغاية ما نغير الواقع اللي إحنا فيه".


ورأى قيادي حزبي سابق، أن "حديث السيسي الدائم عن الثورة وربطها بالخراب والدمار فقط، هو محاولة مستميتة منه لفرض سردية جديدة خاصة به". 


وأضاف المصدر أن السيسي "يذكر الناس بالخراب والدمار، بحسب روايته، وفي الوقت نفسه يبيع لهم واقعاً جديداً مبنياً على مشاريع وإنجازات مزعومة، ضمن الجمهورية الجديدة التي يتحدثون عنها هذه الأيام".


واعتبر المصدر أن رئيس الانقلاب "يفترض بذلك أن الجماهير سوف تلعن الثورة وتلتحق بالجمهورية الجديدة، متناسياً أن الثورة هي السبب في توليه الحكم".


واعترف القيادي الحزبي، الذي كان عضواً في ما كان يسمى بـ"جبهة الإنقاذ" بتعاونهم مع العسكر لإسقاط الرئيس الشرعي المنتخب قائلا: "نحن من صنعنا 30 يونيو (عام 2013، تاريخ التظاهرات التي خرجت ضد حكم الرئيس مرسي)، ورتبنا كل التفاصيل، وقمنا بالحشد، وكان ذلك اعتقاداً منا أننا نصنع التغيير، ووقتها كان العسكر يعملون مع حكومة الإخوان المسلمين، في الوقت الذي رفضنا فيه العمل معهم".


وقال المصدر: "نحن من أسسنا جبهة الإنقاذ، ثم بعد ذلك أدخلنا العسكر في المشهد السياسي، وذلك كان خطأً استراتيجياً، لأن ما فعلناه في 30 يونيو جنى ثماره العسكر وحدهم، حيث تم استبعادنا من الصورة، واكتشفنا أن ما حدث كان خطة من العسكر للإطاحة بالإخوان وجميع القوى السياسية الأخرى، وأن العسكر انتظروا حتى نفذنا نحن الجزء الأكبر من الخطة وهو الجزء السياسي، والحشد الجماهيري والإعلامي، والآن هم ينسبون الفضل لأنفسهم".