قال نائب المدير العام لأوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك ناجح بكيرات: إن ما يُجرى في المسجد الأقصى بداية لحرب دينية قد تعلم بدايتها ولا تعلم نهايتها،  مشددا أن هذه الحرب لن تكون يوما في مصلحة الاحتلال.


وأكد أن الاقتحامات والصلوات التوراتية من شأنها أن تغير الواقع الحضاري وخلق مدينة يهودية على رأسها الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.


وأوضح أن اقتحامات المسجد الأقصى من قطعان المستوطنين حرب ممنهجة بدأت تدريجيا منذ عام 1967، حيث كان الاقتحام حينها لا يتجاوز 10 أشخاص أثناء "فترة السياحة".


وأشار إلى أن الاحتلال تدرج في فرض هذا الواقع بعد اقتحام شارون للمسجد الأقصى، حيث أصبح باب المغاربة بيد الشرطة الإسرائيلية، وبدأت تدخل مجموعات كبيرة حتى عام 2015، عندما تغير نوع الاقتحام من خلال إدخال نوعيات جديدة، سواء أعضاء كنيست أو زعماء متطرفون وغيرهم.


وأضاف: "تدرجت الاقتحامات إلى أن دخل الآلاف من المقتحمين في بعض الأيام"، لافتا إلى أنها حرب ممنهجة ذات خلفيات وأبعاد؛ منها أنها تريد إثبات حق لليهود في المسجد الأقصى، إضافة إلى أنها تريد إحداث قداسة يهودية في هذا المكان الذي لا يقبل القسمة على اثنين ولا الحوار أو التفاوض.


وأشار إلى أن الاقتحامات واجهت من أهل القدس مقاومة كبيرة جدا أدت إلى اعتقال الآلاف من أهل القدس واستشهادهم وإبعادهم.


وقال: إن الاحتلال يستغل الضعف العربي والإقليمي والدول المنافقة الكبرى التي تنحاز إلى الرواية التوراتية وتنحاز إلى الجلاد على حساب الضحية.


وأضاف: "المتغيرات بدأت منذ عام 2000 حينما بدأ الانحدار في المواقف الدولية وفي مواقف الشعوب، بالذات الرافضة لكل ما يجرى".


وتابع: "بعد معركة سيف القدس تحولت نظرة بعض الدول إلى ما تقوم به دولة الاحتلال من بلطجة واستدعاء لحرب دينية".


وذكر بكيرات أن أكثر من 80٪ من المجتمع الإسرائيلي يتجه نحو التطرف، وحكومة بينيت من الحكومات المتطرفة.


ونبّه إلى أن هناك عوامل ومقدمات ساعدت على هذه الحرب المستعرة يمينيا تجاه الأقصى، من أهمها أن الجماعات المتطرفة واليمينية ورؤساء الاستيطان التي استطاعت أن تخترق أجهزة الحكومة الإسرائيلية كافة.


واستدرك: "في المقابل هناك صحوة إسلامية رائدة على مستوى العالم تعتمد على المنهج والتحليل والزيادة والتخصص".


وأكد أن الحرب مع دولة الاحتلال لم تعد على أرض ولا مصالح سياسية بقدر ما هي حرب دفاع عن المقدسات والهوية والقضية الفلسطينية برمتها وحاضنتها العالم الإسلامي أجمع.


وأشار إلى أن القضية الفلسطينية هي الميزان لقوة الأمة، لافتا إلى أن المسجد الأقصى الذي يعد رمزا للقضية الفلسطينية بدأت تعود رمزيته للأمة الإسلامية.


وأكد أن هناك تيارات واعية في الغرب والعالم الإسلامي تتضامن مع القدس والقضية الفلسطينية.


المقبرة اليوسفية


من ناحية أخرى أشار إلى أن المقبرة اليوسفية هي امتداد لباب الرحمة على طول الحائط الشرقي للبلدة القديمة من باب الأسباط إلى أن تصل إلى برج اللقلق، حيث تمتد على مساحة نحو 30 دونما.


وشدد بكيرات على أنه لا يمكن قبول قرار محكمة الاحتلال القاضي باستمرار أعمال التجريف بالمقبرة اليوسفية في القدس.


وأضاف: "هذا القرار لا يمكن قبولة، وهو قرار مرفوض لا يستند إلى أي قانون حقيقي".


وأضاف: "محكمة الاحتلال تريد أن تصغر المشهد وتظهره في مشهد قانوني أنه اضطهاد صارخ بالاعتداء على حرمة الأموات التي كفلتها كل الحقوق والديانات السماوية وكفلتها اتفاقية جنيف لعام 1954 ولعام 1974".


وأوضح "بكيرات" أن المشروع هو اعتداء على أرض وقف، واعتداء على أصول وجذور الشعب الفلسطيني، وبالتالي هو ضرب لهذه الجذور،  من أجل خلق رؤية جديدة في المشهد الحضاري بمدينة القدس.


وشدد على أن بلدية الاحتلال وأذرعه هدفها من خلال هذا المشروع ليس عملا إصلاحيًّا، وإنما عمل إجراميّ من أجل خلق حدائق توراتية ومسار توراتي للمتطرفين، الذين يقومون دوريًّا بانتهاكات ضد المقدسات واقتحامات يومية للمسجد الأقصى.