المولد والدراسة
ولد بفلسطين في مدينة جنين في 18 محرم 1367هـ ،1/12/1947م ودرس في جنين في المدارس حكومية حتى الصف الثاني الإعدادي، ثم توجه إلى الدراسة الشرعية، وانتقل إلى نابلس للدراسة في المدرسة الإسلامية، وهذه المدرسة كانت مرتبطة مع الأزهر، فكان الطلاب الأوائل يذهبون في بعثة للدراسة في الأزهر وقد تيسر له الحصول على البعثة ثم سافرإلى القاهرة سنة 1965م.
وهناك أخذ الثانوية الأزهرية، ثم التحق بكلية الشريعة وتخرج فيها سنة 1970م، ثم عاد إلى الأردن لأن الضفة الغربية كانت قد احتلت سنة 1967م وسجل لدراسة الماجستير سنة 1977م في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وحصل عليها عام 1980م ثم حصل على درجة الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن سنة 1984م من الجامعة نفسها، وكانت الرسالة بعنوان (في ظلال القرآن دراسة وتقويم ) وأشرف عليها أيضاً الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات وناقشه في الرسالة عالمان مشهوران هما الشيخ مناع القطان رحمه الله، والأستاذ الدكتور عدنان زرزور -العالم القرآني المعروف.
فيقول في ذلك في حوار معه:
- (فقد ولدت في مدينة جنين في (1/12/1947م) الموافق (18/محرم/1367هـ)، ودرست في جنين في المدارس الحكومية حتى الصف الثاني الإعدادي، ثم توجهت إلى الدراسة الشرعية، فانتقلت إلى نابلس للدراسة في المدرسة الإسلامية، ودرست فيها سنتين: الثالث الإعدادي والأول الثانوي، وهذه المدرسة كانت مرتبطة مع الأزهر، فكان الطلاب الأوائل يذهبون في بعثة للدراسة في الأزهر. وقد يسر الله لي الحصول على هذه البعثة.
- سافرت إلى القاهرة سنة 1965م، وهناك أخذت الثانوية الأزهرية، ثم دخلت كلية الشريعة وتخرجت فيها سنة 1970م، وعدت إلى الأردن لأن الضفة الغربية كانت قد احتلت سنة 1967م. ومن أبرز مشايخي في هذه المرحلة الشيخ موسى السيد رحمه الله أحد علماء فلسطين، وقد كان عالماً عاملاً ربانيّاً وخرج من العلماء الكثير.
- أما مصر فقد سافرت إليها في عز المحنة، وكان هناك حرب على العلماء وكثير منهم في السجون، ومنهم في تلك الفترة الشيخ محمد الغزالي وسيد سابقوعبدالحليم محمود، حيث كان لهؤلاء جهود دعوية في تلك الفترة خاصة الشيخ محمد الغزالي وكنا نحضر محاضراته في مختلف مناطق القاهرة.
- ثم سجلت لدراسة الماجستير سنة 1977م في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وكانت الرسالة التي قدمتها بعنوان: (سيد قطب والتصوير الفني في القرآن) وجاءت في قسمين: القسم الأول عن حياة سيد قطب، والثاني عن التصوير الفني في القرآن. وتمت المناقشة سنة 1980م، وتألفت اللجنة من الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات مشرفاً والأستاذ محمد قطب مناقشاً والشيخ محمد الراوي العالم المصري المعروف مناقشاً.
- وكانت قاعة المناقشة ممتلئة بالحضور، وجاء عدد كبير منهم جاء ليسمع كلام الأستاذ محمد قطب، الذي أخجلني وهو يثني على الرسالة والجهد المبذول فيها، حتى إنه قال: لو تقدم الطالب بالقسم الأول من الرسالة فقط لاستحق الماجستير عن جدارة! وهذا من فضل الله عليِّ، وأسأله القبول سبحانه.
- ثم حصلت على درجة الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن سنة 1984م من الجامعة نفسها، وكانت الرسالة بعنوان: (في ظلال القرآن دراسة وتقويم) وأشرف عليها أيضاً الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات، وناقشني عالمان مشهوران هما الشيخ (مناع القطان رحمه الله، والأستاذ الدكتور عدنان زرزور -العالم القرآني المعروف)
الوظائف الدعوية والعلمية
عين واعظا بوزارة الأوقاف في مدينة الطفيلة بالأردن، وعمل مراقباً للتوجيه الإسلامي (مساعد مدير أوقاف) في عام 1974م بمدينة السلط، ثم عُيِّن في كلية العلوم الإسلامية في عمان، في سنة 1980م بعد حصوله على الماجستير وبقي فيها حتى عام 1991م، وكان عميداً لها في آخر سنتين، ثم أصبح مدرساً في كلية أصول الدين- جامعة البلقاء التطبيقية، وما زل يعمل فيها إلى الآن.
وخلال هذه الفترة من عام 1981م-1994م عمل خطيباً وإماماً في مسجد عبدالرحمن بن عوف في منطقة صويلح بعمان.
علاقتة بجماعة الإخوان المسلمين
يقول حول هذه العلاقة:
- أذكر وأنا في الصف الثاني الإعدادي بمدرسة جنين تعرفت على بعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وكانوا يأخذونني لشعبة الإخوان بجنين لنقرا القرأن والصحف وغيرها من الأنشطة.تعرف على جماعة الإخوان وعمره كان 13 عاما حيث التقى بقادة الإخوان بجنين أمثال الشيخ فريد جرار وتوفيق جرار.
- كانت التربية والنشأة الدينية لدى الشيخ هي الدافع القوى الذي جعله يسلك درب الإخوان حيث التحق بهم في عام 1963م، وظل معهم وقد حدث بعض الاختلاف في وجهات النظر في بعض القضايا فترك الجماعة على إثرها (إلا انه عاد مرة أخرى إلى أحضان الجماعة).
المشايخ الذين تتلمذ علي أيديهم
-
- الشيخ موسى السيد رحمه الله –أحد علماء فلسطين.
- الشيخ محمد الغزالي.
- الشيخ سيد سابق
- الشيخ عبدالله الغديان عضو هيئة كبار العلماء.
- الدكتور مصطفى مسلم وهو من العلماء السوريين المعروفين
- الأستاذ : محمد قطب الذي أشرف له على رسالة الماجستير
- وقد تأثر الشيخ تأثرا كبيرا بالشيخ الأستاذ سيد قطب وكانت صلته بالشيخ صلة محبه وتلمذة، أما الصلة شخصية فلم يكن بين الشيخ صلاح وبين الأستاذسيد قطب صلة شخصية.
- ويصف ذلك بقوله: كانت علاقتي بالشهيد سيد قطب هي علاقة محبة وتلمذة، أما صلة شخصية فلم يكن بيني وبين الأستاذ سيد قطب صلة شخصية، لم ألتق معه لأني عندما سافرت إلى مصر، كان سفري في شهر (9) سنة 1965م، وكان سيد قد اعتقل في شهر (7) من السنة نفسها، وبعدها أعدم، فلم ألتق معه لقاء شخصيّاً إنما تتلمذت على كتبه، قرأتها كلها. لما سافرت للقاهرة كان قد وقع في محنة فزاد إعجابي بالرجل، فأقبلت على كتبه، رغم أنها كانت ممنوعة وغير متوفرة في المكتبات، لكن كنا نحصل عليها عن طريق بعض الزملاء والمعارف وبطرق خاصة.
أما أول كتاب قرأته لسيد فله قصة.. كنت في المدرسة أحب القراءة والمطالعة، وكنت أتردد على مكتبة المدرسة، فاستهواني اسم كتاب بعنوان: (مشاهد القيامة في القرآن) ومؤلفه سيد قطب، قبل ذلك لم أكن قد سمعت عنه، فأعجبني اسمه (سيد) و (قطب)، وعنوان الكتاب أعجبني، فاستعرت الكتاب من المكتبة وأخذته إلى البيت وقرأته، وأعترف أنني لم أفهم معظم ما فيه إلا أنها كانت أول مرة أسمع فيها عن سيد وأقرأ له.
وحينما استشهد سيد قطب وكان الخالدي في القاهرة في ذلك التوقيت فيضف شعوره بقوله: حقيقة حزّ في نفوس الجميع استشهاد سيد، كان استشهاده في(29/8/1966م) فتألمنا جميعاً، وأذكر منظراً لا أنساه، فقبل استشهاده كنا في كافتيريا المدينة الجامعية في الأزهر، وفيها تلفاز، وكنا نجلس نستمع لنشرة أخبار الساعة الثامنة مساءً، وفي النشرة عرضوا صورة سيد قطب عندما خرج من السجن لتنفيذ حكم الإعدام عليه، فسلَّم على جميع الضباط والجنود الموجودين وصافحهم واحداً واحداً، ولما وقف على باب السجن، صافح الواقفين، وكانت سيارة السجن تنتظره، فركب السيارة والتفت للخلف وحياهم جميعاً، وابتسم ابتسامته الكبيرة التي انتشرت بعد ذلك في الصحف.. كان منظراً مؤثراًً، وهذا ردّ على من يقول: إن سيداً كان رجلاً مكتئباً وسوداويّاً.. بالعكس كان وجهه مشرقاً في الصورة، وكان يسلم على أعدائه الذين حاربوه وعذّبوه، ومع ذلك كان يسعهم بقلبه الكبير.
وأذكر أنني في يوم استشهاده كنت في البيت ولم أخرج.. كان من الصعب أن يخفي أحدنا حزنه وألمه على ما جرى، لكن رجال البوليس المصري آنذاك كانوا يحاسبون الناس على عواطفهم، ففي اليوم التالي لاستشهاده، رأيناهم يعتقلون أي رجل ملتزم تبدو عليه مظاهر الحزن لما حدث! وهذه قمة السوء؛ أن تحارب الناس على عواطفهم.
مؤلفاته
عدد المطبوع من مؤلفاته بلغ (44) كتاباً وهي:
-
- سيد قطب الشهيد الحي
- نظرية التصوير الفني عند سيد قطب.
- أمريكا من الداخل بمنظار سيد قطب.
- مدخل إلى ظلال القرآن.
- المنهج الحركي في ظلال القرآن.
- في ظلال القرآن في الميزان.
- مفاتيح للتعامل مع القرآن.
- في ظلال الإيمان.
- الشخصية اليهودية من خلال القرآن.
- تصويبات في فهم بعض الآيات
- مع قصص السابقين في القرآن 1-3.
- البيان في إعجاز القرآن.
- ثوابت للمسلم المعاصر.
- إسرائيليات معاصرة.
- سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد.
- لطائف قرآنية.
- هذا القرآن.
- حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية.
- الخلفاء الراشدون بين الاستخلاف والاستشهاد.
- التفسير والتأويل في القرآن.
- الأتباع والمتبوعون في القرآن.
- التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق.
- الخطة البراقة لذي النفس التواقة.
- تفسير الطبري تقريب وتهذيب 1-7.
- الرسول المبلغ صلى الله عليه وسلم .
- القصص القرآني عرض وقائع وتحليل أحداث 1-4.
- تهذيب فضائل الجهاد لابن النحاس.
- تعريف الدارسين بمناهج المفسرين.
- القبسات السنية من شرح العقيدة الطحاوية.
- سيد قطب الأديب الناقد والداعية المجاهد.
- صور من جهاد الصحابة.
- إعجاز القرآن البياني ودلائل مصدره الرباني
- مواقف الأنبياء في القرآن : تحليل وتوجيه.
- سعد بن أبي وقاص : المجاهد الفاتح.
- الحرب الأمريكية بمنظار سيد قطب.
- سيرة آدم عليه السلام : دراسة تحليلية.
- بين الإسلام الرباتي والإسلام الأمريكاني
- عتاب الرسول في القرآن : تحليل وتوجيه.
- وعود القرآن بالتمكين للإسلام.
- حديث القرآن عن التوراة.
- جذور الإرهاب اليهودي في أسفار العهد القديم .
- سفر التكوين في ميزان القرآن 1-2.
- تهافت فرقان متنبئ الأمريكان أمام حقائق القرآن.
- الأعلام الأعجمية في القرآن : تحليل وتوجيه.
- الكليني وتأويلاته الباطنية للآيات القرآنية في أصول الكافي.
قالـــــــــوا عنه
يقول فضيلة الأستاذ الدكتور علي الصوا – أستاذ الفقه في الجامعة الأردنية:
- " الشيخ صلاح الخالدي عالم رباني ولا أزكي على الله أحدا يتمتع بخلق رفيع تأثر فيه بكتاب الله وعالم تفسير تأثر بأخلاق القرآن الكريم وحقيقة له باع طويل بالعلم والتفسير وقد نحى منحى الكتابة عن تفسير الظلال.
- وشخصية صاحب الظلال وهو متخصص به وهذا يعكس شخصية الشيخ صلاح الخالدي الداعية وبصفته أحد العلماء الذين يتمتعون بفهم كتاب الله تعالى والدعوة إلى مايتضمنه الكتاب الكريم … وهو أيضا إلى جانب ذلك له شخصية محببة تقربه من الناس.
- ويصرف قسما كبيرا من جهده ووقته في تعليم كتاب الله في المساجد وخاصة مسجده الذي يصلي فيه وكذلك الدورات الشرعية التي استفاد منها الكثير من طلبة العلم الشرعي… وهو كذلك عف اللسان .. ويتقبل وجهات النظر المختلفة" .
ويقول فضيلة الأستاذ الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني رئيس جمعية المحافظة على القرآن الكريم:
- " جزى الله الشيخ صلاح الخالدي خيرا فيما قيما قدم للمكتبة الإسلامية من نفائس الكتب في التفسير وبالتعريف بإمام من أئمة التفسير في العصر الحديث الإمام سيد قطب .
- لقد كان الشيخ صلاح الخالدي بعلمه وبحثه وجهده كاشفا عن كنوز سيد قطب وعن آثاره ومساعدا للقارئ العربي والمسلم بالتعرف على كنوز هذا الإمام رحمه الله .وقد اجتمع في منهج الشيخ صلاح الخالدي مداد العلماء الموصول بدماء الشهداء… والشيخ صلاح رجل دعوة .
ويقول فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد شكري أستاذ التفسير في الجامعة الأردنية:
- " صلاح الخالدي : هو العالم العامل المخلص قليل المثال في هذا الزمان لقد رأيت من كلامه ما يذكر بأحوال السلف الصالح .. وتدل كثرة مؤلفاته وتنوعها على سعة علمه واستثماره لوقته وله نظرة طيبة في الموضوعات التي يبحث فيها" .
ويقول الأستاذ عاطف الجولاني رئيس تحرير صحيفة السبيل الأردنية:
- " الشيخ صلاح الخالدي حفظه الله من العلماء المعروفين , الذين يشار إليهم بالبنان في الأردن والساحة العربية وآثاره العلمية في مجال العلم الشرعي والتوعية والإسهام في المشروع الإسلامي واضحة وجلية تشهد له كتاباته ومؤلفاته المتميزة .. حيث تخصص في عدة جوانب وأبدع فيها وكان له عظيم الأثر في التركيز عليها وأخص بالذكر تركيزه على الخطر الصهيوني وجذوره التاريخية ومنطلقاته التوراتية التلمودية ...أسأل الله أن يوفق الدكتور صلاح الخالدي بمزيد من العطاء بما فيه خير الأمة ومشروعها النهضوي . ا.هـ .
من كلماته
صراعنا مع اليهود مفتوح ومستمر ومتواصل، ونحن نعيش في هذا الزمان الإفساد الثاني لليهود، الذي تحدثت عنه الآيات الأولى من سورة الإسراء. والأرجح أن الإفساد الأول الذي تحدثت عنه الآيات كان في الحجاز، في منطقة المدينة وما حولها، وأن الرسول- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه هم الذين أزالوا ذلك الإفساد الأول.
ويعقب بعدها والإفساد الثاني اليهودي إفساد حول "المسجد الأقصى"، والاحتلال اليهودي احتلال للأرض المباركة وحول المسجد الأقصى، وستتوحد الأمة المسلمة بإذن الله حول المسجد الأقصى، وسيحدوها النداء المبارك الصادر مما حول المسجد الأقصى، وسترتبط قلوب المسلمين في المشارق والمغارب "حول المسجد الأقصى"، وستكون نبضات هذه القلوب مبرمجة مع ما حول المسجد الأقصى.
وستنجح مواكب المجاهدين القادمة في الوصول إلى ما حول المسجد الأقصى، وستدخل هذه المواكب المباركة المسجد الأقصى، كما دخله أجدادها من الصحابة ! وهذا ما جزم به القرآن (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (الإسراء: من الآية 7).
ألبوم صور الشيخ صلاح الخالدي
المصدر : إخوان ويكي