"أسال الله ألا يبقيني لحظة واحدة إذا لم يكتب لي الجهاد وتحرير المقدسات".. من بين الكلمات الخالدة للعاهل السعودي الراحل الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله.

 

اغتال الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود عمه ملك السعودية فيصل آل سعود في مثل هذا اليوم الموافق الثلاثاء 12 ربيع الأول 1395 هـ و25 مارس 1975؛ حيث أطلق عليه الرصاص أثناء استقباله لوزير النفط الكويتي عبد المطلب الكاظمي في مكتبة بالديوان الملكي وأرداه قتيلًا.

 

واتهمت السلطات السعودية آنذاك الأمير فيصل بـ"الاختلال في القدرات العقلية" ما دفعه لاغتيال عمه، وحكم عليه بالإعدام في السنة نفسها؛ إلا أن أمراء في الأسرة الحاكمة انقسموا على اتجاهين أحدهم يؤكد أن سبب الاغتيال راجع لتحريض أمريكي بسبب مواقف الملك فيصل الرافضة لهم، وآخرون يؤكدون أنه انتقام لشقيقه الأكبر الذي قتلته الداخلية السعودية أثناء تولي الملك فيصل للحكم.

 

وُلد الملك فيصل عام 1906، وانضم إلى السلك السياسي وهو ابن 13 ربيعا، اتخذ موقفا عدائيا من الولايات المتحدة الأمريكية مبكرا بعد دعوتها لتقسيم فلسطين إلى دولتين، إلا أن والده الملك عبد العزيز رفض ذلك، وعقب وفاته تولى الملك سعود الحكم في منتصف القرن العشرين، وبعد 10 سنوات تقريبا أعلن مفتى المملكة محمد بن إبراهيم آل الشيخ إنه تم خلع الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود من الحكم، وإنه سيتم مبايعة الأمير فيصل ملكًا، وبويع فعلا في 2 نوفمبر 1964.

 

عشقه للأقصى وخطابه الناري ضد الاحتلال الإسرائيلي

 

اهتم بالقضية الفلسطينية، وشارك في الدفاع عن حقوق فلسطين عالميًا، ورفض طوال ولايته الاعتراف بإسرائيل أو مهادنتها، وفي خطاب له خلال مقطع فيديو نادر، بكى الملك فيصل وهو يقول أمام الدول وفود الدول العربية "المسجد الأقصى يستغيث بكم أيها الأخوة لتنقذوه من محنته ومما ابتلي به، فماذا يخيفنا؟ هل نخشى الموت؟ وهل هناك موتة أفضل وأكرم من أن يموت الإنسان مجاهدا في سبيل الله؟".

 

 

وأضاف: "أيها الأخوة المسلمون نريدها دعوة إسلامية لا عربية ولا قومية، للجهاد في سبيل الله، دفاعا عن مقدساتنا وأرجو الله تعالى إن كتب لي الموت أن أموت شهيدا في سبيل الله.. أيها الأخوة حرمنا الشريف ومقدساتنا تنتهك وتستباح، وأسال الله ألا يبقيني لحظة واحدة إذا لم يكتب لي الجهاد وتحرير تلك المقدسات".

 

زوال إسرائيل

 

وفي مقابلة مع قناة أمريكية سأله المذيع ماذا تريد؟، فرد قائلا :"زوال إسرائيل".

 

 

خلافه مع عبد الناصر ووقوفه بجانب مصر

 

وعلى الرغم من الخلافات بينه وبين الرئيس المصري جمال عبد الناصر، إلا أنه بعد حرب 1967 وعقد مؤتمر القمة العربية في الخرطوم تعهد بتقديم معونات مالية سنوية حتى تزول آثار الحرب على مصر، كما أنه قرر مع عدة دول عربية بقطع البترول أثناء حرب أكتوبر، كما عمل على حل الخلاف بين السعودية ومصر حول القضية اليمنية.

 

 

ورفض طوال حياته وجود أي علاقة أو تمثيل سياسي مع الدول الشيوعية وذلك لأنه لم يكن يريد السماح بظهور أي مبدأ يعارض الشريعة الإسلامية.

 

خطاب قوي