في ذكرى استشهاد شيخ المجاهدين


شيخ قعيد أحيا الله به أمه، فمتى يتحرك صحيح البدن ضعيف الهمة

مات الجسد الضعيف المريض المعاق المبتلى المسجون المطارد فهل ماتت القضية

استشهد الإمام البنا وسيد قطب وحسن الهضيبي وعودة وإخوانهم فهل ماتت الدعوة فسبحان مغير الأحوال قويت حماس وانتصرت الكتائب وتحققت معادلة الرعب القسامي وبقى الإخوان وانتشرت الدعوة في الآفاق وبلغت مبلغا عظيما في قارات العالم ووصلت للحكم في بعض الدول وليس هذا هو نهاية المطاف فستنتصر انتصارا ساحقا بإذن الله، بعز عزيز أو بذل ذليل وستقام خلافة على منهاج النبوة، فالله تعالى حافظ دينه وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وحافظ الفئة والطائفة المستمسكة بالكتاب والمنهج، والأيام دول يوم لك ويوم عليك، فمن كان ظالماً ويظن أن هذا هو يومه! فلينتظر اليوم الذي يكون عليه، ومن كان مظلوماً فليرتقب يوم نصره، فالقوي لن يظل مدى الحياة قوياً، والضعيف لن يظل مدى الحياة ضعيفاً، والغاصب لن يظل مدى الحياة غاصباً، والحاكم لن يظل حاكما ومن صحت بدايته صحت نهايته، وتلك الأيام نداولها بين الناس  فخورون بشهدائنا الأبرار والقادة العظام فخورون بكم أيها الشهداء

فالتاريخ لا يؤرخ إلا للعظماء ولا يهتم إلا بالكبار

والكبار فقط لهم الشهادة التي هي جائزة الدنيا وكرامة الآخرة

فلا يُتصور للعظام إلا الشهادة ولا يُعقل للكبار إلا البقاء والخلود

فللذكرى وللتاريخ نؤكد أننا ما دخلنا هذه الدعوة لكي نكون رؤساء ووزراء ونواب ومحافظين ورموز وقادة (هذه وسائل يبتغى بها وجه الله لتكون كلمة الله هي العليا)

إنما دخلنا هذه الدعوة المباركة لكي نكون شهــــداء

فمـن يعمل لله لا ينتظر ولا يرجوا سوى الشهـــــادة

ولا يبتغي بديلاً عنها فهي أسرع الخطى إلى الله

وهى أسمى أمنيات الصادقين (أملي أن يرضى الله عني) (صدق الله فصدقه الله)

فلا يُرى ولا يُعقل ولا يُتصور للكبار والعظماء غير الشهادة فهي اصطفاء واختيار واتخاذ وانتقاء ورزق وهبة وعطية ومنحة من الله تعالى لأوليائه الأبرار المخلصين

 (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)

هنيئاً لكم جهدكم وجهادكم واستشهادكم

كم يغبطكم إخوانكم بفوزكم وسبقكم إلى الله

هنيئاً لكم لقيآكم الأحبة محمداً وحزبه

ستعيشون أكثر بكثير ممن سفكوا دمائكم

هنيئا لكم التحاقكم بخير ركب في قافلة الشهداء

وفي القلب أنتم لا تمحى محبتكم

وفي الدعــاء ذكركــم لا ينقطــع

ونحن سنظل أوفياء لدعوتنا ومنهجنا وقيادتنا ولدمائكم العطرة إلى أن يُلحقنا الله بكم 

وستظل دمائكم العطرة لعنة على المجرمين

والقصاص لدمائكم الطاهرة فريضة ماضية

نكمل طريقكم لدفع المحتل الغاصب الغشوم ولعلوا الحق ورفع راية الأوطان

فكلما استشهد منا رجل تبعه رجــــــال

وكلما ترجل منا بطل تبعه أبطـــــــــال

وكلما سقط منا فارس تبعه فرســـــان

وكلما ارتقى منا أخ تبعه إخـــــــــوان