14/06/2011
يقول الصحفي العربي المقيم فى تركيا سعد عبد المجيد : لم يتخلف أردوغان يوماً عن واجب العزاء لأي تركي يفقد عزيزاً ويدعوه للجنازه.
اقترب الطيب من الجماهير خاصة البسطاء منهم ، قال احدهم : نحن نفخر بأردوغان ونعتقد أنه لن يجرؤ أحد بعد اليوم على السخرية منا أو إهمالنا .
ولد الطيب باستانبول فى 26 فبراير عام 1954 فى حي قاسم باشا الفقير لوالد يعمل فى خفر السواحل ، وبعد ان انتهى من تعليمه الابتدائي التحق بمدرسة الأئمة والخطباء ، ومنها إلى كلية التجارة والاقتصاد بمرمره طويل القامة ، فارع الطول ، جهوري الصوت ، حاد الطباع ، نتيجة نشأته ، لكنه خرج من السجن بدرجة عالية من المرونة وأفكار إصلاحية وأسلوب معتدل ..
متدين لا يجيد سوى التركية ، لكنه متحدث بارع ومصغي جيد .
تاجر ماهر ، مارس كرة القدم فى ثلاثة أندية رياضية .
يقول رجل الأعمال - التركي من أصل سوري - غزوان مصري : كل من يعيش فى استانبول يدين للطيب بالماء والهواء النظيفين ، والخضرة التى تملأ المكان .. كانت وسائل الإعلام سابقاً تنصح كبار السن و الأطفال ألا يخرجوا للشارع لأن الهواء ملوث ، كما كانت الكمامات توزع فى الشارع .
خلال ثمان سنوات عالج الطيب كل ذلك وحول استانبول إلى عاصمة اجتماعية وثقافية وسياحية تليق بتركيا .
اقتحم الطيب عالم الدعارة ، واستطاع أن يعيد تأهيل الفتيات نفسيأ واجتماعياً ، ويلحقهم كعاملات فى المصانع .
لم يغير الطيب مسكنه رغم تواضعه حتى بعد وصوله لمنصب عمدة استانبول ووجود فرص للحصول على عملات بملايين الدولارات بشكل شرعي ومتعارف عليه لكنه كان يخصم تلك العملات ويوفرها لخزينة المدينة .
دخل السجن فى عام 1999 بسبب أبيات من الشعر : ( المآذن رماحنا.. والقباب خوذاتنا.. والجوامع ثكناتنا .. والمؤمنون جنودنا ) .
حملته الجماهير إلى السجن لتودعه فى مشهد مهيب ، حيث أكد لهم أنه سيقضي أيامه فى وضع حلول لمشكلات تركيا ، وخطط للنهوض بمستقبلها .. مطالباً إياهم بالعمل والبذل والعطاء .
لم تمنع أردوغان نشأته المتواضعة أن يعتز بنفسه ، ففي مناظرة تليفزيونية مع زعيم الحزب الجمهوري وريث الكمالية دينز بايكال قال: (لم يكن أمامي غير السميد والبطيخ فى مرحلة الابتدائية والإعدادية كي استطيع معاونة والدي وتوفير قسم من مصروفات تعليمي ، لأن والدي كان فقيراً ) .
مُنِع أردوغان من ممارسة العمل السياسي رغم فوز حزبه بانتخابات 2002 وحصوله على 354 مقعداً وتشكيله الحكومة منفرداً ، لكنه عاد إلى البرلمان بعد خمسة أشهر ، حينما رفع عنه البرلمان عدم الصلاحية واستقال أحد نواب الحزب بـ (سرت) لتجري الانتخابات ويفوز الطيب بها ، ثم تنازل له جول عن رئاسة الوزراء ليعيد صياغة التاريخ التركي في ظرف أعوامٍ قليلة .