يرقد في سرير بغرفة العناية المركزة في مستشفى "المطرية" العام، ويداه مربوطتان إلى السرير بالكلابشات، رغم أنه يسبح في غيبوبته التي لا يتذكر أهله متى دخل بها، وعندما يستيقظ يصرخ قائلاً:" هيضربوني ويعلقوني من رجلي تاني"، هذه هي الحالة التي أصبح عليها "محمد" الشاب الذي يبلغ من العمر 20 عاماً، ولم تغفر إعاقته الذهنية ذنبه الذي لا يعرفه حتى الآن من التعذيب على أيدي ظباط قسم المطرية.
"محمد" محبوس على ذمة قضية منذ العيد، ويجدد حبسه وكانت آخر جلساته أول أمس وانتهت بتجديد حبسه، ورغم أنه قانونيا يعتبر "فاقد الأهلية" لإعاقته الذهنية، ولذلك لم تدنه المحكمة حتى الآن، إلا أن هذا لا يبرر واقعة التعذيب.
يقول عمرو شقيق محمد الأكبر " قبل العيد بأسبوعين عرفنا أن محمد مقبوض عليه في قسم المطرية، حاولنا نعرف في ليه معرفناش، ولما ذهبت في الزيارة لقيته مش قادر يقف على رجله من وجع بطنه، ولما سألته قالي دا مغص، بس لقيت وشه وارم جامد بس هو قالي مفيش، ولما رحتله تاني أسبوع لقيته مش قادر يقف على رجله ولقيتهم رموه برا علشان ميعديش حد فعيط على شكله أنا واخواته البنات".
وأوضح شقيق الضحية أن شقيقه متهم بإصابه عسكري شرطة بمحطة مترو المطرية في رجله بالمطواه، رغم أن العسكري اعترف في البداية أن صديق شقيقي الذي يدعى "مبارك" هو من قام بضربه ولكنه غير أقواله بعد ذلك، مضيفاً أن " محامي صاحب أخويا اعطاه 2000 جنيه لكي يغير أقواله".
وتابع: " صاحب أخويا خرج إمبارح علشان هو دفع رشوة وأخويا اتعذب علشان احنا مش عندنا فلوس"
وأضاف قائلاً: " بعد 3 أيام جالنا تليفون أن محمد مات وموجود في مستشفى المطرية".
وأضافت والدته باكية " أنا لما سمعت الخبر جريت وبقيت بصوت زي المجنونة يابني يابني، محمد مات"، وتابعت: " روحنا المستشفى قلولنا محمد فاق ورجع القسم تاني بعد ما اعطوه محاليل".
مصر العربية