نافذة مصر :

كتبت الدكتورة  نغم نبيل عمر"أستاذ مساعد بكلية طب اسيوط" ووالدة السجين السياسي صلاح الدين ايمن محمد رسالة إلى مسؤولي الانقلاب توضح غيها سوء أحوال المعتقلين .. قالت فيها :
قدر لي ان اطلع على احوال ثلاثة اماكن لاحتجاز المواطتين المصريين المحبوسين احتياطبا على ذمة قضايا سياسية في اسيوط حيث تنقل ابني السجين السياسي بين فرق الامن وقسم اول وقسم ثان اسيوط وهالني وافزعني كطبيبة مارأيته بنفسي بداخل اماكن الاحتحاز
 
قسم اول :
الزنزانة لا تزيد عن 2متر x2متر وبلا منافذ تهوية ولا تدخلها الشمس والحمام بداخل هذا الجحر و مفتوح مباشرة على الغرفة بلا باب ولا ستارة ويحتجز بهذه الغرفة 80 سجينا كما هو مدون بسجلات القسم لايستطيعون الجلوس كلهم مرة واحدة ويصبح النوم ع الارض مستحيلا ويقتسم المساجين الوقوف والحلوس في ورديات طوال اليوم ويتكدسون فوق بعضهم بشكل لا انساني ، لا اتحدث عفوا عن الانسانية لكني اتحدث عن الحالة الصحية المرعبة في هذا الحجز اذا علمنا انه للجنائيين والتدخبن فيه والحشيش وكل انواع المخدرات بالاضافة لممارسة الشذوذ علانية بداخله ، لا اتحدث عن اختلاط السياسي بالجنائي فيه فقط اتحدث عن البيئة المرعبة التي يحيياها هؤلاء بين ميكروبات المرحاض المباشرة مع غياب الشمس والهواء وغبار النفس الملئ بالدخان بكل المواد السامة بالاضافة لفيروس الايدز الذي يتولد في بيئة مثالية كهذه وامتلاء الغرف بالزبالة فوق هذا الي ان يحين وقت اخراجها في اليوم التالي اذا اضفنا اليها امراض المساحين المعدية كالسل والجرب والتهاب الشعب الهوائية وتلوث الكسور والجروح للسياسيبن والجنائيين ع السواء منها ماهو ناتج عن التعذيب داخل القسم وتنتج عنه جروح حية مفتوحة ملوثة بالدماء بالصديد والقرح بلا ادنى حد لرعاية صحية ومنع الادوية من الدخول مع انتشار حالة رعب لحديث مسجون انه مصاب بالسل بالاضافة لحالات الانفلونزا التي اذا تسلل لها فيروس الانفلونزا القاتلة الذي ينشط تماما في هذه البيئة فاننا امام كارثة صحية حقيقية لن تصيب فقط المساحين ولكن الزائرين وطواقم الضباط والحراسة المتواجدة.
 
قسم ثان:
الزنازين في مساقط باردة بها منافذ تهوية لكن لايدخلها شمس والمراحيض بداخل الغرف وان كان لها ستارة او باب حسب الزنزانة الا ان ازمة الوباء الصحي هي نفسها لانتشار ميكروبات الحمام داخل الغرف المفلقة والمتكدس بها المساجين 22 سجين في حجز 4متر ×4متر بالحمام والنوم على الاسفلت المبطن للارضيات .وكارثة الدخان و الحشيش نفسها لاتتبدل غير ان هناك مصيبة اخرى وهي وجود حمامات خارجية في الطرقة المجمعة للزنازين في منطقة رطبة شتاءا حارة صيفا تطفح راوئحها عند اول قدم تضعها في المدخل وهذه الحمامات خاصة بطواقم الحراسة وقد انتشرت بها حالات انفلونزا مستعصية لم نتمكن طبعا من التعرف على نوع الفيروس لمنع المرضى من التوجه للمستشفيات للعلاج فمابالنا بالتحاليل ?
 
فرق الامن:
مارينا السجون المصرية كنا اطلقنا عليها وهي احسن حالا لانها معدة كتكنات لجنود الامن المركزي ويتم تريض المساجين بها يومبا لمدة 20 دقيقة واحيانا قبل شروق السمس ،والحمام ليس بداخل الغرفة لكن تكدس المساجين الغير عادي حيث ان العنبر الذي يسع 30 فرد امن يحتوي على 50 سجينا ولا تدخلها الشمس وبرغم ان بها مراوح الا انها لاتفي بالتهوية التي يختاجها هذا العدد المضاعف في غرفة واحدة بالاضافة لارتفاع نسبة الرطوبة مما يسبب الروماتيزم وينشط الروماتويد، كما تم رصد حالات جرب والتهاب رئوي حاد.
كما انه توجد حالات اضطرابات نفسية وصرع جراء عمليات التعذيب التي مروا بها في اماكن اخرى قبل انتقالهم للفرق .
 
وأضافت، هل بمكننا ان نطالب ببيئة صحية للمساجين ورعاية طبية ولو بوحود عيادة او مرور طبيب يوميا على المساجين وخروحهم في الشمس ولو ساعة يوميا وممارسة حتى الجري ليس فقط حفاظا على حياتهم التي هي امانة بين ايدي سيادتكم ولكن ايضا للحفاظ على صحة الطواقم العسكرية المختلطة عن كثب بهؤلاء المساجين قبل ان نجد انفسنا امام كارثة بيئية مدمرة.
 
د/ نغم نبيل عمر
أستاذ مساعد بكلية طب اسيوط
ووالدة السجين السياسي صلاح الدين ايمن محمد