لليوم الرابع على التوالي من أيام عيد الأضحى المبارك يتظاهر أعداد غفيرة من أحرار الاسكندرية في مسيرات حاشدة جابت ارجاء الاسكندرية بجميع أحيائها انطلقت من أحياء سيدي بشر والعصافرة والورديان والدخيلة لتعلن الرفض الشعبي الجارف للانقلاب العسكري، تلبية لدعوة التحالف لفعاليات مليونية كشف حساب 100 يوم من الانقلاب.

إن الملايين من أحرار الشعب السكندري التي شاركت في التظاهرات منذ اليوم الاول لرفض الانقلاب العسكري، واستمرت في التظاهر حتى في الأعياد، لهي خير دليل على الارادة الشعبية التي لن تنكسر ولن تخضع للانقلاب واعوانه وممارساته، وسيستمر التحالف الوطني لدعم الشرعية في القلب من جموع المصريين الأحرار في دفع الزخم الثوري حتى يحاصر الانقلابيين في حصونهم وقلاعهم، ليسطر النضال المصري نهاية اسطورة الانقلابات العسكرية في العالم أجمع، ولبتدأ مصر عهد الحرية من جديد، فإن النصر قادم لا محالة.

إن صمود الشعب السكندري قد أرهب الانقلابيون وأرهقهم، فجلس "السيسي" مع قيادات ميلشيات الداخلية والقوات المسلحة صباح اليوم بالإسكندرية بمنطقة أبي قير يطلب منهم أن يكمموا اصوات الاحرار بمدينة الاسكندرية الباسلة، والا يسمع للاسكندرية صوتًا وألا تخرج لها صورة احتجاج واحدة باي من وسائل الاعلام، ولكن الإسكندرية الباسلة التي قدمت خالد سعيد والسيد بلال وأكرم الزهيري قبل ثورة يناير وقدمت في ثورتها الآن سهيل عمار ومصعب الشامي والعشرات من الشهداء لن تنكسر ولن تتراجع أمام أهواء المجرم عبد الفتاح السيسي وستتحول دماء الشهداء إلى لعنة تلاحق هذا المجرم وأعوانه وجنوده حتى يلقوا جزائهم بمحاكمات ثورية عاجلة على أيدي الثوار، ثم محاكمات إلهية عادلة يوم القيامة.

إن التحالف الوطني بالإسكندرية يعلن التحدي في مواجهة هذا المجرم وستستمر الفعاليات الرافضة للانقلاب، وسيستمر تنظيم التظاهرات الحاشدة لتزلزل عروش الانقلابيين، وترتفع الاصوات الهادرة في سماء تلك المدينة الباسلة لتعلن بأقوى ما لديها صرخة مدوية في أذن العالم أجمع أن الإرادة الشعبية لا يستطيع أحد أن يكسرها أو يخضعها لأهواءه الدموية والوحشية، وأن الأحرار من أبناء هذا الشعب لا ترهبهم ميلشيات الانقلاب ولا يخشون من ممارساتها الوحشية، وأنهم رجال ونساء وشيوخ وأطفال هذا الوطن لا يقبلون الضيم ولا ينزلون على رأي الفسدة، ولا يقبلون ابدًا بالدنية من دينهم ولا وطنهم ولا شرعية رئيسهم.

إن التسريبات الأخيرة للقاءات "السيسي" التي أذاعتها وسائل الإعلام الشريفة أثبتت بشكل قاطع وغير قابل للشك أن الانقلاب العسكري أفرز ديكتاتور جديد، ولكنه ديكتاتور خائف مرتعد، يخشى من الجميع ولا يثق حتى في أعوانه ممن ساندوا الانقلاب العسكري من السياسيين، لقد آن الأوان أن يفيق الجميع من هذا الكابوس الخادع، وليعلم الجميع أن الانقلاب بكل ميلشياته ورصاصه ودباباته أهون من بيت العنكبوت، ويدعوا التحالف الوطني الشرفاء من أبناء هذا الوطن للعودة الى الصف الثوري، وتصحيح المسار، والتكتل لرفض الانقلاب العسكري وتوحيد الجهود نحو استعادة ثورة يناير من جديد، وترتيب البيت المصري، ونؤكد أنه لا سبيل إلى ذلك سوى بالقضاء التام على الانقلاب وعودة الشرعية، ثم الاتفاق على خارطة طريق يرتضيها الجميع لإعادة بناء الوطن من جديد.

لقد مر أكثر من 100 يوم على الانقلاب العسكري، سطر خلالها العسكر بلون الدم العديد ممن المجازر بالإسكندرية، سقط خلالها أكثر من 130 شهيد، وأصيب 2432 من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال، واعتقل أكثر من 700 من أحرار وحرائر الإسكندرية، كما انهارت الحالة الاقتصادية وتردت الأوضاع المعيشية لأبناء تلك المدينة الباسلة، بعد أن دمر حظر التجوال والممارسات الوحشية للانقلاب موسم السياحة، وهو ما تبعه ارتفاع حاد في الاسعار وتزايد معدلات البطالة، وغلق العشرات من المصانع بالمناطق الصناعية بسبب الاوضاع الراهنة التي تسبب في الانقلاب العسكري.

إن جرائم الانقلاب لم تعد تكسب عداوة حزب أو جماعة، بل أصبح الشعب المصري كله في عداوة مع الانقلاب وقادته، وسيستمر الشعب في نضاله السلمي حتى ينكسر هذا الانقلاب ويسترد الشعب حريته وكرامته وإرادته من جديد.

يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

التحالف الوطني لدعم الشرعية بالاسكندرية
الجمعة 18 اكتوبر 2013 – 13 ذو الحجة 1434