الدوحة - أحمد سعيد :

ضمن فعاليات  "منتدى الجزيرة التاسع"، والمقام بالعاصمة القطرية الدوحة، تحت عنوان "الصراع والتغيير في العالم العربي"، التقى نافذة مصر بالقيادي بحزب البناء والتنمية "طارق الزمر" الذراع الساسي للجماعة الإسلامية في مصر .. وكان لنا معه الحوار التالي :

- ما سبب وقوفك في بداية كلمتك بالمنتدى ؟

 وقفت أثناء حديثي في المنتدى احتراما للصامدين في الشوارع والسجون في مصر، واحتراما لصمود السيد الرئيس محمد مرسي وموقفه الرائع ليس في الدفاع عن "كرسي" بل دفاعا عن الشرعية ودفاعا عن الشعب.

- كيف ترى الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة ؟

أنا أتصور أن في هذه الدعوة مسارين، الأول، لا أستبعد أن يكون مسار مخباراتي، أما المسار الثاني، فهو "سياسي" يرى من وجهة نظر أصحابه أن عودة الشرعية ليست مطلوبة.

نحن كحزب البناء والتنمية وكتحالف دعم الشرعية، نتبنى المسار الثوري، ونقبل بالمسار الاحتجاجي الذي تتبناه بعض الحركات كـ "6 إبريل" ونقبل بالمسار السياسي الذي يأتي من داخل الانقلاب، وجميع تلك المسارات قد تسير بشكل متوازن في إطار مشروع يصب في إسقاط السيسي إذا صمم على الوقوف في وجه المعارضة.

- أثنيت في بداية كلامك على صمود الرئيس مرسي .. ألا ترى أن مسار الانتخابات الرئاسية المبكرة يعتبر تجاوز لإرادة الشعب ووصمود الرئيس ؟

أنا لا أرى الأمر بهذا الشكل، فانا أراه أحد أشكال الاحتجاج ضد الانقلاب وقد أقبل بها في إطار مساري الذي أقتنع به -المسار الثوري- ولا يمكن أن ألزم غيري من القوى السياسية بما أنا مؤمن به، الأمر في النهاية "اجتهادات سياسية".

- ألا ترى أن انتخابات رئاسية مبكرة قد تطيح بالسيسي فقط وتبقي على نظام الانقلاب ؟


هذا أمر غير مقبول لنا ، وأنا أظن السيسي لن يقبل بانتخابات رئاسية مبكرة.

- لما الدعوة إذا ؟

لهذا السبب قلت أن لهذه الدعوة جانب مخابراتي لتنفيس الغضب الشعبي ضد الانقلاب، أما المسار الآخر - السياسي-  هو لن يحقق الهدف وهو اسقاط السيسي، ولكنه سيضعفه سياسيا  بشكل  كبير على المدى القصير.

- تكلمت في المنتدى عن متلازمة العسكر والإخوان .. كيف تراها ؟

أتصور أن خطة الانقلاب وضعت منذ 11 فبراير وهي توريط الإخوان كأحد قوى الثورة في مشاكل مصر كي يستطيع الانقلاب عليهم لإسقاطهم.

والانقلاب على الإخوان يعطي العسكر مزايا كثيرة، لأن أعداء الإخوان كثيرون، مثل إسرائيل وحلفائها وأعوانهم في الداخل، وهو ما سهل لهم التحالف معهم ضد الإخوان لتحقيق أهدافهم في الاستمرار في حكم مصر، فإذا استطعنا أن نخرج الصراع من هذه الدائرة ونظهر أن الصراع ليس مع الإخوان فقط بل أنه صراع ما بين حرية الشعب كله بكل مكوناته واستبداد العسكر، ما يعني بلا شك سقوط الانقلاب.

- البعض يرى أن أمريكا والغرب ضد أي ديمقراطية في العالم العربي والإسلامي وأنها ضد مصالحهم ؟

أتصور الآن أن أمريكا تحديدا ترى أن مصالحها لم تعد مع الأنظمة الديكتاتورية، وأتصور أيضا أنها كانت ترغب بالإطاحة بالرئيس مرسي عن طريق الانتخابات المبكرة وليس الانقلاب، وأتصور أن التغيرات في المنطقة مؤخرا، خصوصا دعم إيران وروسيا  للثورات المضادة، قد يكون له مردود عكسي عند الأمريكان ليقفوا بشكل آخر - ليس مع الثورات- ولكن ضد التدخل الروسي الإيراني.

- يرى البعض أن جون كيري كان الراعي الرسمي لمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الذي كان دعما سياسيا لـ"السيسي" وليس دعما اقتصاديا.. فكيف تكون أمريكا ضد السيسي ؟

لم أقل ان أمريكا أعلنت الحرب على السيسي ولكن أقول العلاقات بينهما  ذات طابع "المصالح" خصوصا المصالح الأمنية.

- سمعنا كثيرا مؤخرا عن الاصطفاف الثوري .. فما رأيك فيه ؟

الاصطفاف الثوري أمر ضروري وهام جدا ، بل وأن نجاح الثورة في مصر يتوقف على إنشاء مظلة عامة للثورة المصرية في شكل تكتل كبير ممكن أن نطلق عليه "جبهة" تحتفظ فيها كل القوى بكياناتها وهياكلها، فقط ننسق من خلالها لإسقاط الانقلاب.

- هل ترى يمكن أن تحتوى مظلة واحدة خلافات القوى الثورية في مصر ؟

نعم باللطبع، الخلافات الأيدولوجية في مصر سطحية جدا بالمقارنة بالدول الأخرى، ولكننا لا نحسن إدارة هذه الخلافات ويمكن بقليل من الجهد والتنظيم و حسن النوايا أن نؤسس جبهة ثورية عامة لكل الثوار.

- في أي مرحلة ترى الثورة على الأرض في مصر ؟

الشباب والثوار في مصر أحرجونا وأخجلونا كثيرا، خصوصا صمود الفتيات والسيدات وكل المتواجدين في الشوارع في مصر يوميا رافضين لحكم العسكر، رغم القمع والاعتقال والتعذيب، فالإرادة التي ولدت في شباب مصر منذ 25 يناير أنشأت جيلا لا تهزمه الدبابة.

- كيف ترى مصير قائد الانقلاب "عبد الفتاح السيسي" ؟


السيسي محكوم عليه بالفشل، وكما ذكرت سابقا أن حكم الجنرلات في مصر دفن في 25 يناير، وما يحدث الآن هو محاولة لإخراجه من المقابر،  وهذا أمر مستحيل.