يُصاب من 50% إلى 70% من الأطفال حديثي الولادة بالصفراء، وإذا أهملتِ في علاجها أو فشلتِ في ملاحظتها، قد تُعرضين طفلكِ لخطورة المضاعفات، التي قد تصل إلى تلف الدماغ، لا قدر الله.
ما هي صفراء حديثي الولادة؟
تُشير صفراء الولادة إلى اصفرار بشرة الرضيع وعينيه، ثم ينتشر الاصفرار بعد ذلك في صدره وبطنه وذراعيه وساقيه، وكثير من الرضع يكونون عُرضة للإصابة بهذا المرض في اليوم الثاني أو الثالث بعد الولادة، بسبب زيادة مستويات مادة البيليروبين في الدم، وهي صبغة كيماوية صفراء تُنتج في أثناء التكسير العادي لخلايا الدم الحمراء، وفي أجسام الأطفال الأكبر سنًا والبالغين، يعمل الكبد على معالجة هذه المادة وتخليص الجسم منها، إلا أن الكبد في أجسام الرضع قد لا يكون قد نما بما يكفي لإزالة هذه المادة.
لحسن الحظ أن معظم الحالات تُشفى من الصفراء، بمجرد بدء الكبد في العمل والتغذية الجيدة للطفل والتخلص من مادة البيليروبين.
لكن في حال استمرار ارتفاع نسبة الصفراء في الدم بعد الولادة ودون اكتشاف الأمر وعلاجه، قد يتعرض الطفل للإصابة بالصمم والشلل الدماغي وغيره من أعراض تلف الدماغ.
لذا توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بخضوع حديثي الولادة لفحوصات الصفراء كل 8 إلى 12 ساعة بعد الولادة، وبعد الخروج من المستشفى بيومين أو ثلاثة كذلك.
ما أعراض الإصابة بالصفراء؟
انتشار اصفرار البشرة في باقي أنحاء الجسم، وزيادة الاصفرار.
ارتفاع درجة حرارة جسم الرضيع، لأكثر من 38 درجة مئوية.
عدم قدرة الطفل على المصّ وسوء تغذيته، وخموله الدائم أو بكائه بنبرات صوت عالية.
كيف يُمكن أن أحمي طفلي من خطر الصفراء؟
لا توجد طريقة مُحددة للحماية من خطر الصفراء، لكن عليكِ اتخاذ بعض الإجراءات للحد من احتمالات الإصابة بها، والتخفيف من شدتها في حالة الإصابة بها لا قدر الله.
يُمكنك إجراء تحليل الدم قبل الولادة وبعدها، لمعرفة احتمالات إصابة جنينكِ بها، والاستعداد لمواجهتها.
قللي من احتمالات الولادة المبكرة، إذ يتعرض الأطفال الذين يولدون قبل الأسبوع 38 للإصابة بالصفراء، ولا يكون الكبد قد نما بالقدر اللازم للتخلص من مادة البيليروبين.
تجنبي شرب الكحول والتدخين وبعض الأدوية، التي قد تزيد من احتمالات الولادة المبكرة، وحاولي الابتعاد عن أي إرهاق بدني أو عصبي.
واظبي على اتباع نظام غذائي صحي، مع تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية اللازمة.
تحدثي إلى طبيبكِ بشأن أدوية التخدير (أو ما يُسمى بالمخدرات) في أثناء الولادة، فوفقًا لبعض الأبحاث الطبية، بعض أدوية التخدير في أثناء الولادة قد تُعرض الطفل للإصابة بالصفراء.
أرضعي طفلكِ فور الولادة، واحرصي على إرضاعه كثيرًا (من 8 إلى 12 مرة يوميًا)، والتأكد من تغذيته بالصورة اللازمة لتحفيز الكبد على العمل، وحاولي استشارة أخصائية رضاعة للتأكد من إرضاع الطفل بالصورة المناسبة وحصوله على ما يكفيه من الحليب، فقد عرفت في اليوم الرابع من مولد حمزة أنه مصاب بنسبة عالية من الصفراء ومن الجفاف، رغم بقائه على صدري ساعات طويلة، ظنًا مني أنه يرضع بالصورة الصحيحة.
عرضي طفلكِ لضوء الشمس منذ اليوم الثاني.
كيف يُمكن علاج طفلي من الصفراء؟
حسب درجة الصفراء، تتحدد طريقة العلاج، فلو كانت نسبتها ضئيلة حسب تحليل الدم، قد تُشفى دون الحاجة لعلاج مع الحرص على تغذية الطفل تغذية سليمة وتعريضه لضوء الشمس.
أما عند زيادة نسبة الصفراء، فيُمكن علاج الطفل بالضوء في الحضانة، وأنصحكِ حينها بشفط حليب الثدي والتشديد على الممرضات بإعطائه للطفل، لكي لا يتأثر مخزون الحليب لديكِ خلال فترة بقائه في الحضانة، وليستفد أيضًا من العناصر الغذائية فيه.
في الحالات الأشد خطورة، قد يلزم تبديل الدم، إذ يتلقى الطفل المصاب الدم من أحد المتبرعين أو من كيس دم، لتحل خلايا الدم الحمراء السليمة محلّ الدم المصاب.