07/04/2011

شهدت مصر العديد من الأحداث المتلاحقة، بعضها متعلق بمطالب الثورة المصرية، والآخر يؤكد أن الكارهين للثورة لا يزالون يسعون بكل طاقتهم إلى عودة الحياة للمربع الذي سبق يوم 25 يناير، وما يحدث في مصر ليس بعيدًا عما تشهده باقي الدول العربية التي بزغ فيها نور الحرية والتغيير، وأمام هذه القضايا يوضح الإخوان المسلمون رأيهم في التالي:

أولاً: على الصعيد الداخلي:

- يدعو الإخوان المسلمون المجلس العسكري والحكومة إلى اتخاذ الإجراءات التي تكفل سرعة محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك، وكل رموز نظامه، وبخاصة الذين تورطوا في أعمال البلطجة والعنف وقتل المتظاهرين في مختلف محافظات مصر منذ اندلعت ثورة 25 يناير وحتى إعلانه التنحي، وهي الأعمال التي لا تحتاج إلى البحث عن أدلة، أو قرائن بعد ما شهده العالم أجمع من عنفٍ متعمدٍ وصل لحدِّ القتل العمد برصاصات القناصة لمئات المصريين.
 
- يدعو الإخوان المسلمون الشعب المصري إلى المشاركة في جمعة التطهير الذي يجب أن يشمل كل المطالب الشعبية، ومن أبرزها الإسراع بتغيير المحافظين، وحل المجالس المحلية والاتحاد والنقابات العمالية، وإعادة فتح ملفات نهب أراضي الدولة وبيع القطاع العام والمبيدات المسرطنة، والمسئولين عن قتل المصريين من خلال تسميم غذائهم وشرابهم وتدمير صحتهم.
 
- يدعو الإخوان المسلمون علماء التوجه السلفي المشهود لهم برجاحة العقل ودقة الفهم إلى مراجعة المواقف والفتاوي التي أثارت قلقًا وبلبلةً داخل الشعب المصري، وأن يعملوا على تهدئة الشارع المصري الذي أصابه الذعر مما طرحه البعض من هدم الأضرحة ورفض السياحة وما شابه ذلك، وأن يحترم الجميع الاجتهادات الفقهية المتنوعة دون إصرارٍ على رأي واحد في المسائل الفقهية التي تحمل العديد من الآراء والاجتهادات المختلفة، ويراعوا المصلحة الشرعية فيما يتعلق بمصالح الوطن، وبما يقطع الطريق على دعاة الفتنة والمتربصين بأمن ووحدة وسلامة الوطن.
 
- يؤكد الإخوان المسلمون ضرورة حل الحزب الوطني الفاسد والمفسد وملاحقة أعضائه ورموزه، وكذلك المحافظين وأعضاء المجالس المحلية والاتحاد والنقابات العمالية قضائيًّا على جرائمهم في حقِّ مصر والمصريين.
 
- يُبدي الإخوان المسلمون قلقهم من عودة جهاز مباحث أمن الدولة بشكلٍ جديدٍ من خلال نقل ضباطه وهيئاته إلى قطاع الأمن الوطني؛ مما يعيدنا إلى نقطة الصفر من جديد، ويمنع الثقة في القرارات التي يتم اتخاذها لتنفيذ مطالب الشعب المصري، ويشير إلى أن ما يحدث يعدُّ التفافًا على هذه المطالب، وهي أمورٌ قد تؤدي إلى عودة الاحتقان للشعب المصري مرةً أخرى.
 
- لقد أظهرت أحداث مباراة الزمالك الأخيرة مع فريق الإفريقي التونسي أن الثورة المضادة لا تزال تريد العبث باستقرار وأمن مصر، ويوضح الإخوان أنهم مع عودة جهاز الشرطة لممارسة عمله في ضبط الانفلات الذي يشهده الشارع المصري الآن، إلا أنه يجب أن تكون هذه العودة بتغييرٍ في الشكل والمضمون وبشكلٍ سريع، ويتطلب أيضًا من المجتمع المصري الذي ضرب مثالاً وقدوةً خلال أيام الثورة أن يساعد رجال الشرطة في عودة الانضباط إلى الشارع مرةً أخرى، لنؤكد أن ثورتنا لم تكن في يومٍ من الأيام غوغائية.
 
- يوجه الإخوان المسلمون التحيةَ إلى وزارة الخارجية المصرية التي بدأت تستعيد روحها من جديد، وهو ما ظهر في الزيارة الرسمية للسودان شمالاً وجنوبًا، وتلتها زيارة الوفد الشعبي لأوغندا، وغير ذلك من تحركات متوقعة لعلاج أخطاء النظام السابق في قضية مياه النيل، وفي هذا الإطار يطالب الإخوان المسلمون رجال الأعمال المصريين والعرب إلى توجيه جزءٍ من استثماراتهم لدول حوض النيل- وبخاصة الاستثمار في زراعة القمح في السودان الشقيق لتلبية حاجة مصر والعرب- لغلق الباب أمام التوغل الصهيوني في هذه الدول، كما يطالبون بتشجيع الأزهر الشريف والكنيسة المصرية على القيام بدورهما المأمول في هذا المجال، وفي هذا حماية ليس للأمن القومي المصري فقط وإنما للأمن القومي العربي والإسلامي بشكل عام.
 
ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:

يدعو الإخوان المسلمون الشعوب العربية والإسلامية التي أثبت قدرتها على التغيير والتأثير، إلى دعم حركة الثوار في ليبيا الشقيقة ضد جنون رئيسها من جانب، ورغبات الاستعمار والاستحواذ الذي لم يعد خافيًا من المجتمع الدولي من جانب آخر، ويطالب الإخوان الرئيس الليبي بالاستماع إلى صوت شعبه وحقن الدماء التي تسال كل يوم؛ لأن النهاية لن تكون إلا بما كانت عليه في مصر وتونس، فرغبة الشعوب لا يستطيع أن يقف أمامها أي نظام مهما كانت قوته أو سطوته.
 
- يؤكد الإخوان المسلمون أن ما تشهده اليمن والبحرين وسوريا من حراكٍ شعبي للبحث عن الحرية والديمقراطية والعدالة هي نتائج طبيعية لحالة الكبت والظلم والانسداد التي عاشتها الشعوب العربية طوال عقود من الزمن؛ ما جعلها في مؤخرة ركب التطور والنهوض بعد أن كانوا قبلة العلم والتقدم، وهذا يجعل التغيير في النهاية خيارًا ليس له بديل.

- يطالب الإخوان المسلمون الرئيس محمود عباس أبو مازن بالإسراع في إنهاء ملف الانقسام الفلسطيني، وأن يسعى بقلبٍ وعقلٍ مفتوحينِ لا يُحركه إلا مصلحة شعبه وقضيته إلى إنجاز ملف المصالحة الفلسطينية، وعدم النظر إلى الوراء مرةً أخرى، وأن تتم مراجعة كل الملفات لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأن تكون الثورة في كلٍّ من مصر وتونس وما يشهده العالم العربي الآن فرصة للسلطة الفلسطينية لإعادة التفكير، وتأكد أن التعويل على غير رغبة الشعوب لن يكون مجديًا بأي حالٍ من الأحوال.
 
- على الأمم المتحدة أن تثبت مصداقيتها بأن تتمسك بالتقرير الخاص بالحرب الصهيونية على غزة، والذي أدان العدو الصهيوني وقد أصبح ملكًا لمجلس حقوق الإنسان والرأي العام الدولي، ويطالب الإخوان المسلمون بتفعيل توصيات التقرير وتقديم مجرمي الحرب الصهاينة إلى المحكمة الجنائية الدولية بقرارٍ من مجلس الأمن.