نواب الإخوان يستنكرون .. وبكرى يطالب بالإقالة

02 / 12 / 2008 

نافذة مصر - حازم سعيد :

في تعليق له حول الصورة التي نشرت له منذ أيام وهو يصافح الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس، مما اثار ضجة كبيرة في العالمين العربي والاسلامي، أكد شيخ الأزهر طنطاوي أن المصافحة بينهما كانت "من باب الصدفة"

 

وجاء التصريح في بيان أصدره امس حيث قال إن "صورة المصافحة التي نشرت صحيحة وليست مزيفة، إلا أن المصافحة حدثت دون ترتيب وتمت بشكل تلقائي دون أدنى إعداد وفي سياق غير ما وظفت فيه".

وأشار البيان إلى أنها "جاءت عقب دعوة وجهها الأمين العام للأمم المتحدة لتكريم أعضاء الوفود المشاركة في مؤتمر حوار الأديان بأمريكا، وأن عدداً كبيراً من الحاضرين جاءوا لمصافحة شيخ الأزهر، وكان من بينهم شمعون بيريس، وأن شيخ الأزهر قد تفاجأ به أمامه، كما أنه لم يكن لديه سابق معرفة ببيريس، وأن الأمر لم يستغرق مجرد ثوان".

وأبدى طنطاوى استغربه قائلا "أنا لم أوقع مع بيريس اتفاقية تنازل عن فلسطين حتى تحدث كل هذه الضجة المفتعلة والمقصودة".

وقال أنه "صافح أكثر من عشرين شخصاً في آن واحد ، من بينهم الرئيس الإسرائيلي، بكل حسن نية و بكل فطرة"، مؤكدا "ان ما حدث ليس إلا مصادفة محضة، ولم يكن مرتباً له و لم يقصد منه أي شيء".
 

طنطاوى يهاجم منتقديه

وفي تصريحات لـ"العربية.نت" الاثنين 1-12-2008 قال د.طنطاوي شيخ الأزهر "هو مافيش غير شيمون بيريز. أؤكد أننى صافحته دون ان أعرفه أو أعرف شكله، وأن هذه المصافحة كانت "عابرة ،عابرة ،عابرة " لأننى لا أعرفه أصلا".

وأضاف طنطاوى "كنت أقف فى حفل حضره عشرات الرؤساء على هامش اجتماعات مؤتمر الحوار بنيويورك، وأصافح كل من يمد يده إلىّ ليصافحنى، وكان من بين هؤلاء شيمون بيريز الذى لم أكن أعرفه، وصافحته مثل غيره بصورة "عابرة" تماما دون أن أعرفه مطلقا".

وتساءل طنطاوى "هل مصافحتى لشيمون بيريز هى التى ستحل القضية الفلسطينية أو تعقدها، وبافتراض أنني كنت أعرفه، هل كفرت بهذه المصافحة".

واتهم من يقومون بالترويج ونشر صور مصافحته لشيمون بيريز بأنهم "مجموعة من المجانين". وقال: من يسعون لعمل ضجة كبيرة على مصافحتى "العابرة" لبيريز، من الأفضل والأولى أن يركزوا على قضية الحجاج الفلسطينيين الذين لايستطيعون الوصول الى الأراضى المقدسة لأداء فريضة الحج بسبب الخلافات بين الفصائل الفلسطينية التى تحول دون ذلك".

وأضاف "اللى بيعملوا هذه الضجة بيعملوها على أيه ؟.. دول جماعة فاضيين".

بكرى يطالب بإقالته

بدوره تقدم النائب مصطفى بكري ـ رئيس مجلس إدارة وتحرير صحيفة الأسبوع القاهرية المستقلة ـ بطلب إحاطة عاجل للبرلمان المصري قال في حيثياته: "لقد جاء اللقاء بمثابة صدمة للكثيرين حيث مثل أبلغ إساءة للأزهر ودوره وقدسيته في العالم الإسلامي وقد مثل هذا اللقاء تطبيعا واضحا مع العدو الصهيوني من قبل مؤسسة الأزهر وهو أمر يخل بدور الأزهر في قيادة العالم الإسلامي والدعوة نحو القيم الإسلامية الأصيلة".
وأضاف بكري : لقد تعمد شيخ الأزهر أن يلتقي العديد من حاخامات اليهود وفي مقدمتهم حاخام إسرائيل الأكبر "لاو" في وقت سابق، غير أن لقاءه برئيس الكيان الصهيوني هذه المرة يمثل إهانة للمسلمين جميعا وإخلالا متعمدا بدور ورسالة الأزهر الشريف.
وطالب بكري في بيانه بتدخل الرئيس محمد حسني مبارك لتنحية د. سيد طنطاوي عن مهام منصبه وإجباره على ذلك، حيث أن القانون المصري يمنع عزله، كما طلب من د. فتحي سرور عرض الأمر فورا على مجلس الشعب لخطورته في حضور رئيس مجلس الوزراء د. أحمد نظيف.

نواب الإخوان يستنكرون المصافحة

وكانت الكتلة البرلمانية للاخوان المسلمين في مصر استنكرت مصافحة طنطاوي للرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز بكلتا يديه في المؤتمر الذي عقد مؤخرا في الامم المتحدة حول حوار الاديان.

وجاء ذلك في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال الاسرائيلية تضييق الخناق على الفلسطينيين في غزة، فيموتون جوعا ومرضا وكمدا، بعد ان انهكهم الحصار والبرد، بسبب انعدام الوقود والكهرباء والادوية والمعونات الغذائية الشحيحة، حيث صافح شيخ الازهر بيريز بحرارة، تعلو وجهه ابتسامة كبيرة، الامر الذي فجر حنق وغضب الكثير من المسلمين في مصر وفلسطين والعالم.

من جهته، اكد رئيس الكتلة البرلمانية للاخوان محمد الكتاتني، ان "ما حدث يستلزم المحاكمة البرلمانية والشعبية"، موضحا ان المحاكمة البرلمانية ستتم في البرلمان من خلال بيان حسن الامين وتضامن بقية النواب. وقال: "حتى نواب الحزب الوطني لا يرضيهم ان يصدم شيخ الازهر الشعوب العربية والاسلامية بمصافحته بيريز".

وقال الشيخ السيد عسكر عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين والأمين العام المساعد السابق لمجمع البحوث إن موقف طنطاوي ليس جديدا أو مستغربا لأنه "يستند إلى مبرر باطل هو أن النظام المصري في سلام مع الإسرائيليين، وهو يعتبر نفسه موظفا حكوميا ولا يرى مشكلة في مصافحة اليهود واستقبالهم".

وأشار إلى أن مواقف طنطاوي من العمليات الاستشهادية واستقباله حاخامات ومسؤولين إسرائيليين "أضرت كثيرا بصورة الأزهر لدى الناس، الذين لا يعرف أكثرهم أن مواقف طنطاوي لا تعكس رأي الأزهر الشريف".

وأكد عسكر أن علماء الأزهر وأعضاء مجمع البحوث من كافة الدول الإسلامية لا يوافقون على كثير من تصريحات وأفعال طنطاوي. وقال إنه لو عرضت مسألة السلام مع الصهاينة واستقبال مسؤوليهم على مجمع البحوث "لرفضها وأدان فاعلها".

وقال الأستاذ علي لبن إن "مصافحة شيخ الأزهر لرئيس كيان مغتصب لأرض الإسلام لا يمكن تبريرها، والمشكلة أن الناس تعتقد أن مواقف طنطاوي هي تعبير عن رأي الأزهر".

وأضاف أن طنطاوي أبدى مؤخرا موافقته على مسألة انتخاب شيخ الأزهر لكن بعد تعديل جرى قبل سنوات قليلة أتاح له تعيين أعضاء المجلس "مما يعني أنه في حال اعتمد القانون سيضمن طنطاوي بقاءه في المنصب".

وأوضح أن رأي طنطاوي -وفق القانون- لا يمثل إلا نفسه، وأن الموقف الرسمي للأزهر يحدده مجمع البحوث المكون من أبرز علماء الإسلام في العالم, لكنه أقر بأن الناس لا يتفهمون ذلك وأن مواقف طنطاوي تنسب دائما للمؤسسة الدينية.

وانتقد لبن توقف اجتماعات مجمع البحوث منذ سنوات بأمر من رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف, قائلا إن ذلك ساعد على نشر الخلافات المذهبية "لأنه في ظل غياب رأي المجلس الذي يضم علماء من كافة المذاهب، تظهر الخلافات والفتاوى المذهبية".

 

واعتبر الدكتور حمدي حسن الامين العام المساعد للكتلة البرلمانية في بيان عاجل الى رئيس مجلس الوزراء، تلك المصافحة اثارة لمشاعر المصريين واساءة الى الشعب المصري والى الازهر الشريف.

 

وطالب النائب شيخ الازهر بالاعتذار لكل المسلمين عن هذه المصافحة المرفوضة وغير المقبولة، ليس فقط بالكلمات المعسولة، ولكن بالمواقف الجادة لنصرة القضية ونصرة اهالي فلسطين المحاصرين.