24 / 11 / 2008

 محيط - أصدر الباحث التاريخي والكاتب الدنماركي ستيفن هيبرج كتابا جديداً بعنوان "بداية جديدة لتاريخ أوروبا الثقافي في القرون الوسطى" يتحدث فيه عن الإساءات الأوروبية للحكومات الإسلامية عندما اتهموها بأن أفكارها تعود للقرون الوسطى وإلى قرون الظلام .



وأراد أن يثور على هذه التسمية ويعيد الإساءة إلى من أساء حيث ركز على الممارسات التي كان يمارسها رجال الدين في القرون الوسطى ضد مواطنيهم واتهامهم بالخروج عن السلطة الدينية لجهلهم بالدين والحضارة والظلام الذي كان يخيم على المجتمع الأوربي بأكمله في تلك الحقبة، والفساد في الكنيسة والظلم والقهر الذي كان علامة مميزة.

ويعيد الباحث ورئيس قسم الدراسات في متحف "فريدريكسبورج" في كتابه وفق عصام واحدي بصحيفة "الوطن" السعودية أسباب الظلام التي كانت تعيشه أوروبا في تلك الحقبة إلى سببين الأول التوسع الروماني في أوروبا بشكل سريع واندثارها بشكل أسرع وصولاً للقرون الوسطى والثاني: تأثير الكنيسة السلبي على بعض المجتمعات الأوروبية مثل الكنيسة الكاثوليكية وظلمها للناس بعد تصاعد قوتها وسيطرتها بعد انحسار سلطة روما واستغلال الكنيسة الشعب باسم الرب.

ويقول الكاتب أن القرون الوسطى شهدت اختراعات كثيرة وأنظمة جديدة ومنظمات عالمية ونظام بنكي لأول مرة في إيطاليا كيومنا هذا وتطور اقتصادي وعلمي قادنا إلى أكثر الاختراعات في حاضرنا وكل هذه العلوم جاءت من المسلمين وقت حكمهم في أوروبا ونشرهم العلم فيها قبل أن تسمى تلك الحقبة بالقرون الوسطى على أنها قرون الظلام الدامس.

ويتهم الكاتب السياسيين في أوروبا بأنهم من يقفون وراء تشويه التاريخ الأوروبي والإسلامي كما تصف دائماً زعيمة حزب الشعب الدنماركي الحكومات الإسلامية بأنها من مخلفات القرون الوسطى بأفكارها وتقصد الناحية الدينية والثقافية حيث عاشت أوروبا ظلماً وجهلاً من هذه النواحي وكيف أصبح العلم الدين الجديد في أوروبا وفي أنحاء متفرقة من العالم وبدأ الساسة يصفون الحكومات التي تطبق الدين بأنها رجعية وغير حضارية وعدائية في محاولة لطمس معالم الدين وتأثيره على الحياة الاجتماعية والعلمية على مدى قرون من الزمن.