كتب - محمد ناجي :
 
طرح الكاتب البريطاني ديفيد هيرست تساؤلا عن مصلحة رئيس الوزراء السابق توني بلير في تبني محادثات تهدئة بين حركة "حماس" من جهة، ومصر وإسرائيل من جهة ثانية.
 
هيرست ذكر في مقال له بالنسخة الأمريكية من "هافينغتون بوست" بعض المعلومات قال إنها سبب قيادة بلير مبعوث الرباعية الدولية للمفاوضات متجاوزا القواعد التي وضعتها اللجنة، فيما كان يرفض مسبقا لقاء أي قيادي بالحركة.
 
الكاتب البريطاني المعني بالشأن العربي، قال إن بلير مهتم بشكل خاص بغاز بحر غزة، مشيرا إلى أن شركة "بريتيش غاز" تتعامل بشكل دائم مع "جيه بيه مورغان" كبرى المؤسسات المالية ببريطانيا التي يعمل لديها توني بلير بوظيفة كبير مستشارين ويتلقى منها أتعابا على ذلك.
 
هيرست كشف أهمية حقل غاز غزة، وقال إن وزارة الخارجية البريطانية، تعتبره المورد الطبيعي الفلسطيني الأهم والأكبر على الإطلاق من حيث القيمة، وأن تطويره قد يدر مليارات الدولارات على القطاع والشركة التي ستقوم بتطوير الحقل.
 
وتعجب هيرست من توسط بلير بين السلطات المصرية وإسرائيل من جهة وبين خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس بل ودعاه لزيارة لندن.
 
وأضاف هيرست في مقاله : "بلير لم يكتف بالحديث مع مشعل، بل لقد وجه له دعوة لزيارة لندن، مقترحا عليه موعدا في شهر (يونيو) من المؤكد أن تحديده حظي بموافقة رئيس الوزراء الحالي دافيد كاميرون. وهذا هو نفس رئيس الوزراء الذي ناضل - ولكن فشل حتى الآن - في سبيل نشر تقرير يصف تواجد جماعة الإخوان المسلمين في بريطانيا بالتشدد والتطرف. إنه لأمر في غاية الغرابة. رغم كل ذلك، فقد مضى بلير في مسعاه، وحتى بعد أن جرى الكشف من قبل ميدل إيست آي عن وجود محادثاته مع "حماس". ولم يتوقف حتى الأيام الأخيرة عن بذل الجهد في سبيل إقناع النظام في القاهرة بالموافقة على الصفقة. ولكن لماذا؟".
 
ومجيبا على تسائله قال هيرست : "دوافعه الحقيقية غير واضحة للعيان. لكن من المؤكد أنها ليست انطلاقا من صحوة ضمير وشعور إنساني بالقلق تجاه ما يعاني منه ما يقرب من 1.8 مليون إنسان في قطاع غزة. فحينما كان رئيسا للوزراء وكذلك حينما عمل مبعوثا للسلام لم يتوان طوني بلير عن تزويد إسرائيل بغطاء دولي قيم لتشن الحروب على قطاع غزة حربا تلو أخرى. ولا يمكن أن يكون مندفعا من حبه لحركة حماس ولا لجماعة الإخوان المسلمين، وهو الذي اعتبر "الإسلاميين" عدوا أيديولوجيا. واقتباسا من كلمات لبيتر ميندلسون، يشعر بلير بالارتياح الشديد إزاء مساعدة الدكتاتوريين أصحاب السجلات الفظيعة في مجال حقوق الإنسان في الإمارات ومصر وكازخستان، نظرا لأنهم يشاطرونه الرأي بوجوب مسح الإسلاميين تماما من الخارطة السياسية".
 
وأكد هيرست على رفض حماس لتحركات بلير، قائلا : "إلا أن "حماس" رفضت طلبا من طوني بلير التوقيع على أي صيغة تتضمن نصا على أن المفاوضات السياسية هي الطريق إلى الأمام، أو على أي شيء من شأنه أن يعيد الحياة إلى عملية أوسلو التي باتت الآن تعتبر في عداد الأموات. وأصرت "حماس" على أنها يمكن أن توافق فقط على استمرار وقف إطلاق النار، وليس على هدنة لفترة زمنية يتم النص عليها كحد أدنى، شريطة أن يتعلق وقف إطلاق النار بغزة فقط، ولا ينطبق على الضفة الغربية حيث تصر "حماس" على أن المقاومة ضد المستوطنين وضد الجيش الإسرائيلي ستستمر. أضف إلى ذلك أن الصفقة المقترحة لا تتضمن تبادلاً للأسرى.
 
أجلت "حماس" قبول الدعوة لزيارة لندن، وأخبر قادتها طوني بلير بأنهم يمكن أن يمضوا قدما في العملية فقط فيما لو تأكد دعم إسرائيل ومصر لها. إلا أن بلير فشل في الحصول على ذلك، وبذلك وصلت العملية إلى طريق مسدود حسبما علم موقع ميدل إيست آي من مصادر مطلعة يوم الثلاثاء".
 
واختتم هيرست مقالة بجملة موجزة قال فيها : "المهم في الأمر أن هناك من يؤمن بأن مصالحه تتطلب وقف الصراع".