بقلم- أحمد المحمدي المغاوري
رحم الله الشيخ الأستاذ ،الحاج الخلوق ،المجاهد الصابر،المرابط الصداع بالحق ،الخطيب المزلزل للمنابر، الوالد والمعلم المربي ،الاجتماعي المبادر في الأتراح والأفراح. أسد الدعوة وسيف الحق.من رجالات الرعيل الأول في جماعة الإخوان المسلمين.أسد من الإخوان المسلمين. وهو أحد من رحالة "الإخوان" الذين جابوا العالم شرقًا وغربًا لتبليغ دعوته.
هو لاشين على عبد الله لاشين أبو شنب،وشهرته "لاشين أبو شنب"من مواليد 24 ذي الحجة 1345هـ الموافق 25 يونيو 1927م من شبين الكوم منوفية، ففي جو مليء بالحزن والهدوء يسيطر على مشهد تشييع فقيد الدعوة. شيعت جنازة الأستاذ لاشين رحمه الله يوم الخميس غرة ذي الحجة 1435ه في ظل حالة تعيشها الدعوة وانقلاب فاشي دموي يعيشه وطننا مصر وإن كان قد حضر البعض من الشباب وتلاميذ الشيخ وبعض رفقاء الكفاح وبعض رموز الإخوان ومن أهالي قريته وكلنا جميعا كنا نتمنى أن حضرنا جنازته لنكحل أعيننا برؤيته الأخيرة وهو يوارى في لحدة. ففي الظروف العادية كنا سنرى الآلاف وأكثر يشيعونه رحمة الله.لكنني على ثقة أن هناك من حضر من خلق الله لا نعلمهم ولكن الله يعلمهم .وهو ما ذكرني بالشهيد والإمام حس البنا عند استشهاده فلم يصلي علية إلا بعدد أصابع اليد .حين قتل أعداء دعوة الإسلام مؤسس دعوة "الإخوان المسلمين" وها هم الآن يريدون قتل الدعوة ذاتها ولكن هيهات هيهات .
وكما قيل. بحق لقد كان هذا الرجل واحدا من المدارس البشرية التربوية الذين تخرجوا على يد حسن البنا رحمهما الله فمثل هذه الشخصيات الفريدة التي عمد حسن البنا إلى تشكيلها عبر عملية تربوية تتخذ القرآن والسنة النبوية المطهرة ركيزة لها لصنع مثل هؤلاء الرجال ليحملون دعوة بحجم دعوة الإسلام حيث يتميزون بنظر دقيق وحس متفاعل وأنفس عالية وروح وقَّادة
- أول ما وقعت عيني علية كنت في مدرسة السادات الثانوية بالمحلة حين دُعيَّ لإلقاء كلمة في طابور الصباح بالمدرسة وكان آن ذاك مديرا عاما لإدارة التعليم .ولَكَم تأثرت ومن حولي من طلاب وأساتذة ووكلاء ومدراء بحديثة الماتع حيث كان يشحذ هممنا ويدعونا إلى الالتزام بالمبادئ الإسلامية الراسخة والمُثل والأخلاق الراقية النابعة من صميم دعوة الإسلام الصافية. وحثنا في كلمته على المحافظة على الوقت والحرص على النظام شارحا صفات الأخ المسلم "سليم العقيدة،صحيح العبادة، متين الخلق، قوي البدن ،مثقف الفكر،منظم في شئونه،قادرا على الكسب،حريص على وقته،نافعا لغيرة،مجاهدا لنفسه" وبرغم استخدامه لألفاظ وتراكيب ومفردات لغوية قوية رصينة تصعُب علي.لكنها وصلت وخالطت بشاشة قلبي واستقرت به. يقول أخي وحبيبي الشيخ محمد عوض عن الأستاذ لاشين"حين كان لاتحاد طلاب الإخوان وجود في الثمانينات القي محاضرة في جامعة طنطا لـــــــ3 ساعات كانت تدور حول أفكار حددها بمنتهي الدقة وكتبت هذه المحاور الأربعة فيما بعد علي جدران مدارس الجيل المسلم ليحفظها الطلبة والمعلمون وهي:التقوى بلا وعي غفلة،والوعي من غير تقوى فجور والحماسة من غير بصيرة طيش، والبصيرة من غير حماسة جمود.وظل الأستاذ يشرح هذه الأفكار في انبهار من الطلبة والأساتذة وكانت الإفادة يومها إفادة كبيرة جليلة لكن سرعان ما أغلقت الأبواب أمامه وأمام أمثاله من الدعاة لتفتح علي مصارعها لدعاة الخنا والرقص والفجور وليستبدل الذي هو ادني بالذي هو خير.ا ه
- رأيته في ليلة القدر مع حبيبي وصديقي المهندس سيد قنديل يجلس قعيدا على كرسي متحرك وهو على هذا الحال في إصابته بشلل نصفي.يدخل خيمتنا في شارع الطيران حيث خيام إخوان الغربية وقد حرص على حضور اعتصام رابعة. ليثبت المرابطين ويرابط معهم وكان مصرا أن يمر بالخيام ويصل إلى منصة رابعة فرافقته مع أخي سيد قنديل لأفسح له الطريق. وكان ينظر إلى إخوانه ويدعو لهم وكأن لسان حالة الذي لا ينطق يردد دعاء النبي لأصحابه قبل أن توافيه المنية صلى الله علية وسلم. "أيدكم الله آواكم الله نصركم الله ثبتكم الله "ليكون الحاج لاشين حجة علينا نحن الشباب وهو القعيد. وبالفعل اقتدناه إلى المنصة وكم كانت حرارة الحب والسلام والود والحنين بين المعتصمين لأستاذهم وهو في طريقة إلى المنصة.وقد بعث إليهم برسالة كان خلاصتها"لا يزعجنَّكم تجمعُ هؤلاء المارقين، فإن هؤلاء لن يزنوا عند الله جناح بعوضة، ولن يزنوا كذلك عند الناس جناح بعوضة، والله معكم ولن يتركم أعمالكم، وهو وليكم وناصركم إن شاء الله.
عندما بحثت عن شخصه وجدتني اقل ما يكون أمامه وأمثاله في الثبات واليقين والصمود و العزة والكرامة ومنتهى الإخلاص والولاء والطاعة العمياء لله ورسوله ودعوته وتفانيه في خدمة دينه ووطنه.فشتان بين الثرى والثريا.
هكذا عاش " الحاج لاشين" وتلك هي حياة أسد الدعوة ظل مرابطا ثابتا حتى لقي ربه وهو في على مشارف التسعين عاما. مقداما مخلصا لدعوته مضحيا من أجلها بنفسه وماله ووقته مدافعا عنها كالأسد الجسور،مربيا لأجيالها.ومحبا لإخوانه ناصحا لهم..رحم الله الأستاذ لاشين أبو شنب أسد الدعوة وأسكنه فسيح جناته جزاء ما قدم لدينه ووطنه ودعوته.شيخ مجاهد قوى صابر محتسب بليغ البيان فصيح اللسان كان الأسوة والقدوة نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله. وبعد فما أنا إلا ناقل لخواطر إخواني وخواطري عن هذا الرجل الفذ يرحمه الله وأنعم عليه برضوانه وجنته ومكن قلوبنا من محبة أمثاله. فاللهم ألحقنا به على الإيمان.هو وإخوانه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا...آمين..