بقلم - إسماعيل حامد :
1- علمت كما علم غيري من الإخوان بوفاة والدنا وشيخنا وأستاذنا الحاج لاشين أبو شنب من الرعيل الأول للإخوان المسلمين ، فاشتاقت نفسي لوداعه والسير في جنازته والصلاة عليه، ونازعتني الوساوس والمخاوف من بطش المجرمين، حتى وجدت من أعانني على السفر والذهاب لحضور الجنازة فعقدنا العزم وبيتنا النية بالليل للسفر مهما كانت الصعاب
2- ذهبنا إلى مسجد الفتح بقرية بتبس مركز شبين الكوم محافظة المنوفية وصلينا به الجمعة وانقبض قلبي من قلة عدد المصلين، ولكن الله شرح صدري سريعا حينما علمت أن الجنازة في مسجد آخر ، فانطلقنا سيراً على الأقدام فوجدنا الناس تسير معنا من كل مدخل سعياً إلى المسجد حتى التحمنا بالجموع الحاشدة التي حضرت ولم يرهبها خوف أو بطش الظالمين .
3- ونحن نسير في الطريق وجدنا شاباً بالصف الثاني الثانوي متجهاً معنا لحضور الجنازة وبسؤاله لماذا تحضر الجنازة هل تعرف الحاج لاشين ؟ قال ومن لا يعرفه .. فانشرح صدرنا بكلماته التي نزلت بردا وسلاما.. وعلمنا أن الله يقيض لهذه الدعوة من يحملها جيلا بعد جيل
4- حينما وصلنا المقابر وأدخلنا الحاج إلى مقبرته، أشار أحد الإخوة أن أتكلم فأمسكت بالميكرفون اليدوي ولم أستطع التحدث من رهبة الموت وهيبة الموقف ، ومن أنا حتى أتكلم عن الحاج لاشين أبو شنب تلك الشخصية الفذة في دعوة الإخوان ، ولم أتمالك نفسي ولم أنطق بكلمة في حضرة جنازته كما حدث معي من قبل أثناء تشييع جثمان أخي وحبيبي د جمال ماضي العام الماضي .
5- وتحدث أحد الحضور مذكراَ الناس بحقيقة الموت ثم دعا للفقيد ، وانقبض القلب أن تمضي جنازة الوالد هكذا دون ذكر لمناقب الرجل، حتى تحدث شاب بكلمة قوية أبكت الحضور جميعاً وهو يسرد مواقف من حياة الشيخ المجاهد منذ جهاده في فلسطين حتى مقارعته للباطل والظلم طوال 70 عاماً عاشها الفقيد في ظل دعوة الإخوان المسلمين
6- عدد الحضور الذين شاركوا تشييع جنازته وتنوعهم ما بين صغار السن و الشباب والشيوخ رغم التضييق الأمني و رغم غياب الإخوان نتيجة الاعتقال أو المطاردة أو الهجرة .. إلا أن الحضور أثبت أن هذه الدعوة راسخة بعمق في تلك الأرض الطيبة وأن الله حافظها ومؤيدها ومورثها للأجيال وناصرها بإذنه سبحانه وتعالى
رحم الله شيخنا وفقيدنا الذي علمنا أسمى معاني الثبات والتضحية والجرأة في الحق وألا نخشى في الله لومة لائم .. اللهم تقبله عندك مع النبيين والصديقين و الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً