شكل الطريق الحدودي الذي تعمل كتائب عز الدين القسام على تعبيده على بعد 250م من السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، تحديا جديدا للاحتلال الإسرائيلي.

وشوهدت شاحنات تعبد طريقا قرب خط التماس على مرأى من أجهزة مراقبة الاحتلال الإسرائيلي، ولوحظ بعض عناصر المقاومة الفلسطينية قرب هذه الآليات.

وقال الناطق باسم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) حماد الرقب إن تعبيد الطريق يهدف إلى حماية القطاع من أي اختراق إسرائيلي، وضبط الحالة الأمنية.

وأوضح الرقب في حديث للجزيرة أن تعبيد الطريق يهدف أيضا إلى "شل حركة التواصل بين العملاء ومخابرات الاحتلال، إضافة إلى تدريب مقاتلي كتائب القسام عمليا كوحدات جيوش ضمن إستراتيجية الإعداد لمعركة تخوضها مستقبلا كجيش فلسطيني إلى جانب فصائل المقاومة في معركة التحرير".

إضافة نوعية
ويمثل الطريق -حسب الرقب- إضافة نوعية إلى أعمال المقاومة في الدفاع عن القطاع، فهي تحدّ من وجود اختراقات للعدو تمس المواطنين والمزارعين.


واعتبر الكاتب المتخصص بالشأن الإسرائيلي حازم قاسم تعبيد كتائب القسام للشارع قرب السياج الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة، تحديا حقيقيا للاحتلال وقواته على طول الحدود، خاصة أن المنطقة كانت محرمة إسرائيليا على الفلسطينيين.

وقال قاسم إن "هذا التحدي سبقته خطوات أخرى مثل إقامة مواقع تدريب للقسام قرب خطوط التماس

، مما شكل إزعاجا كبيرا لجيش الاحتلال، إضافة إلى تحدي حفر الأنفاق والتجارب الصاروخية التي ترصدها إسرائيل".


وأضاف "تريد كتائب القسام فرض معادلة جديدة بعدم السماح لإسرائيل بالتفرد على الحدود، والقول إن هذه المناطق فلسطينية والسيادة عليها هي للمقاومة".

ورأى قاسم أن كتائب القسام ترسل رسائل مفادها أنها طرف قوي في مقاومة الاحتلال، وأنها لا تخشى العمل بالقرب منه، وأن الحرب الأخيرة على قطاع غزة لم تردعها رغم همجيتها ووحشيتها.

وأشار إلى أنها رسالة لا تكتفي بالاتصالات السياسية لتحقيق المكاسب الميدانية، دون خشية المواجهة والتصعيد.

مفاجأة الاحتلال
وردا على تساؤل بشأن صمت القسام إعلاميا عن هذه الأعمال، قال قاسم إنها لا تعلن عن أغلبية أعمالها وتجهيزاتها ومقدراتها، وأن ذلك مكّنها من مفاجأة الاحتلال في كل مرة كما حصل في الحرب الأخيرة على غزة العام الماضي 2014.


وأشار إلى أن الاحتلال يتابع هذه الإجراءات والتجهيزات، وأن جيشه قلق من تداعياتها، كما يتزايد قلق مستوطني غلاف غزة الذين ما زالوا يعيشون رعب الحرب الأخيرة بعدما اضطروا للهرب من المستوطنات.


تعدد الأهداف
من جهته أكد الكاتب الصحفي محمد عبيد أن هناك أهدافا معنوية ومادية لتعبيد الطريق، من بينها رفع الروح المعنوية للمقاتلين الذين باتوا يتطلعون إلى ما وراء الأسلاك الشائكة الفاصلة بين القطاع والداخل، فليس أقل من أن يكون لهم وجود علني قرب الحدود.

ورأى عبيد أنه يمكن لكتائب القسام الاستفادة من هذا الطريق في عمليات عسكرية من بينها الرصد.

وأشار إلى أن ذلك سيترك آثارا إيجابية تتمثل في الحد من ظاهرة تسلل بعض الشبان الغزيين عبر الحدود، خاصة أن هذه الظاهرة ازدادت في الآونة الأخيرة، إذ يسعى الاحتلال من خلالها لاختراق المجتمع الفلسطيني عبر إسقاط متسللين في وحل التخابر معه.