قريبا تهل علينا نفحة ربانية تمكث فينا لِلحَظات، وصفها الله في كتابه فقال (أباما معدودات)، ورد في الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" إن لله في أيام دهره لنفحات،ألا فتَعَرَّضُوا لها "


رمضان : ضيف خفيف سيشرفنا ، شهر بركة، ينبغي علينا ان نستعد له ونعد العده لاستقباله فهو يحمل معه من البشريات والهدايا والجوائز، فيفه تفتح ابواب الجنة وتغلق أبواب النار وتُصفد الشياطين، فكم من أناس مر عليهم رمضان ولم ينالوا خيرا. وكم من أناس قد فازوا وسعدوا بهذه النفحات ذلك لأنهم اعدوا واستعدوا بقلوبهم قبل أبدانهم . فمن قَلَّ صيامه وقيامه طيلة العام يُسْتَحَبّ له أن يستعدّ لرمضان بالتدريب على النَّوافل قُبيله، حتى إذا دخل شهر الفريضة وجد نفسه على أُهْبة الاستعداد وفي شوقٍ لأداء العبادات، مهما صعب القيام بها لظروف الطقس أو لطول النهار فقد ورد في الأثر"صُمْ يومًا شديد الحرِّ ليوم النشور"فهيا بنا نحي القلوب قبل رمضان.


شهر رمضان المبارك، كتب الله صيامه على أمه الإسلام، قال تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنقَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) البقره. وتختلف المسلمون درجاتهم في استقبال الشهرالكريم ، فهم على ثلاث فمنهم ظالم لنفسه فلم يعبأ بقدوم الضيف ولم يعد العدة لاستقباله قال تعالى(وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46)  التوبه، تخلى ولم يتحلى بالصبر.فكان الشهرله بمثابة العبء وشهرحرمان له ، تسأله لماذا تصوم؟ يقول كما يصوم الناس ولد الشهر ميتا في قلبه فدخل عليه وخرج منه وهو على حاله لم يتغير فيه شيءٍ والصنف الثاني ظلمه أشد، يسعى في إلهاء الناس وصدهم عن سبيل الله وعن الهدف المرجو منه ، فخاب وخسر، أما البطل والهداف الحقيقي ذلك الصنف الثالث الذي أعد واستعد وخطط وسارع في الخيرات قبل قدوم الشهر.فمعه من الإرادة والعزيمه التي تجعلة مشتاق لاستقبال الضيف الكريم والترحيب به، أراد فنجح وربح ، يقتنص الفرص فقه قول الله تعالى وعلم أن في رمضان الله يريد ان يخفف عنا الذنوب ويغفر لنا (والله يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا (28) النساء.


- انتبهوا ، ( وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً) رمضان يجب أن نستعد له من الآن. كيف ؟ بأن نتعلم ونقرأ في أحكام الصيام ومبطلاته. ونعرف أن الصيام ليس صيام بطن وفرج وفقط بل صيام قلب.نستعد بتوبة صادقة واستغفار وتصالح مع الله وفيما بيننا ، واضيف ايضا أن نقنن استخدام وسائل التوصل (التقاطع) الاجتماعي في نهاره بالاتفاق مع العائله وتحديد وقت له في ليلة. كل ذلك وفق خطه موضوعه يتم قياسها وتقيميها فيما بعد. ونخصص دعاء عند الافطار في كل يوم وخاصة.للأمة المكلومه ولرجالتها رجال الحق وللوالدين أيضا، فكم من أناس الآن لا يجدون الوقت للتفكير مثلنا، ولا يجدون المأوي والمأكل، مُهجرين مشردين مضطهدين.


، لذلك إياك ان تأتي حزينا يوم يقوم الناس لرب العالمين  فيفرح اناس ويحزن اخرين، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه. ومن هذا الذي يدعوا علية جبريل بالخسران ويؤمن عليه الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم  بالخيبه والخسران ورغمت انفه؟ عن حديث جبريل عليه السلام الذي قال فيه للحبيب صلى الله عليه وسلم "من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله . قل: آمين . فقلت: آمين " ذاك الضائع الذي ضيع رمضان ولم يُعد له و يُحسن استقباله.


- أذن شعبان بالرحيل، وبقيت أيام بل ساعات على رمضان لنقترب من واحته الوارفة، فعلى العاقل ومن يترقب مواسم الخير ومواطن القبول وميادين السباق أن لا يغفل عنها وينتبه..


أرايتم الطالب المجتهد قبل الامتحان يذاكر ويسهر لينال الدرجة العليا، وكذلك المسافريرتب كل شيء  يحجز الطيران والفندق ويضبط موعد السفر ويجهز الحقائب  بل ربما لا ينام حتى لا تفوته الطائره ، والمتسابق إذا اقترب من نقطة النهايه اسرع وقفز ونهض لكي ينال الجائزة والذهبيه ، كل هؤلاء يعدون العدة ومن سهر الليالي بلغ المعالي. والآخرة خير وابقى ، ورمضان يحتاج منا  الى انتباهه،  فالعاقل لابد ان بفكر قبل أن يفعل أي شيء، يسال نفسه (ماذا أفعل ولماذا أفعله؟ وما الثمرة المرجوه منه؟.والصيام ثمرته التقوى.ولباس التقوى ذلك خير. ليكن شعارنا في شهر رمضان( صيام قلب) مع الجوارح فمن مات قلبه قبل جسده فقد هلك
الصوم الحقيقي احبتي هو الذي يُدخل صاحبه الجنه، ورمضان جسر ممدود الى جنة الرحمن ففيها باب الريان فلا يدخلة إلا الصائمون. اللهم بلغنا رمضان.


احمد المحمدي المغاوري