أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن معركة فلسطين لن تحصر في غزة، مشددا أننا "لن نسمح لأحد أن يخرج القدس والضفة من ميدان المقاومة".

وقال مشعل -خلال احتفال نظمه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في دولة قطر مساء الأحد ابتهاجاً بانتصار المقاومة في غزة- إن "الأمور صعبة في الضفة، ومن ينسق مع العدو، لكن هذه الضفة ستظل نارًا على المحتلين والمستوطنين"، مؤكدا أن الذي طور الحجر إلى بندقية وصاروخ سيتغلب على المعوقات في الضفة الغربية، "والمقاومة حقنا وواجبنا، وليس لأحد أن يصادر هذا الحق المقدس".
في سياق آخر، أكد مشعل أن الوحدة الوطنية حق وواجب، وأن "الاختلاف السياسي لا يمنع الوحدة"، مؤكدا أن حماس ستبقى أمينة على الوحدة والمصالحة بين أبناء شعبنا، "وكرسنا ذلك في العدوان، ووجهنا المجاهدين للتوحد في ميدان المقاومة، فنحن حريصون على المصلحة العامة وليس على المصلحة الفردية أو الحزبية".
وقال: "ما إن وضعت الحرب أوزارها حتى بدأ الهجوم على المقاومة، هل يريد أحد أن يخلق أجواء من خلال التراشق الإعلامي باتهام المقاومة، الشعب الفلسطيني ليس عنده وقت للانشغال بالمعارك الجانبية، ولدينا أولويات وأهمها إعمار قطاع غزة".
وأكد أن "المصالحة الفلسطينية تعني التطبيق الكامل لكل ملفات المصالحة، ولن نقبل إهمال أي ملف من الملفات مهما كان، فحماس ملتزمة بكل ملفات المصالحة صغيرها وكبيرها، وعلى الجميع الالتزام بذلك، وليس من حق أحد أن يستقوي بطرف على حساب شعبنا".
وتابع: "سلاح المقاومة لا نقبل بوضعه على جدول الأعمال، ولا نقبل أن يكون موضع خلاف بين فصائلنا الفلسطينية، وهو موجه للمحتل الإسرائيلي، ولا نقبل تسويفاً أو إلغاء لأي جزء نصت عليه اتفاقيات المصالحة".
وبين أن الوفد الذي ذهب موحداً للقاهرة كان بدعم ومقترح من حماس لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وأضاف رئيس المكتب السياسي لحماس أنه "لو وضع أهل غزة على الرؤوس والأكتاف والله لم نقم بالوفاء لهم، وعلى الأمة بقادتها وحكوماتها وشعوبها أن يسهموا في إعمار غزة".
وفي شأن إعمار غزة، قال مشعل: "ليكن لكل قائد وعالم ومن كل أبناء أمتنا العربية والإسلامية برنامج لإعمار غزة والمساهمة في إعادة بناء ما دمره الاحتلال الإسرائيلي، فنحن محتاجون لدور الأمة لنصرة شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة".
وشدد مشعل على أن حماس تتبنى النهج الوسطي المعتدل في ديننا، ولديها عقل سياسي منفتح على المحيط الإقليمي والدولي وعلى الجميع، وحماس لا تحارب أحداً لدينه أو عرقه، وحماس تؤمن بحوار الحضارات، (..) حماس لا تقبل الاحتلال ولا العدوان، وهناك فرق شاسع بين حماس المقاومة، وبين التطرف والإرهاب".
وذكر أنه "على كل قائد أن يكون أميناً عندما يتحدث عن الإرهاب، فغداً سيطرق العالم بابنا والمقاومة هي من تفرض ذلك".
ورحب مشعل بدعوة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالحفاظ على سلاح المقاومة وعلى حرصهم على وحدة الشعب الفلسطيني. وقال: "نحن اليوم ومنذ أن وضعت الحرب العدوانية على غزة أوزارها، الأمة احتفلت بانتصار غزة والمقاومة، وهذا فضل الله، ونحن نسير بخطى ثابتة، وأثبتت المقاومة الأصيلة أنها عند حسن الظن، وأن أدواتها وسلاحها المتطور أثبت أننا منتصرون على عدونا".
وأضاف مشعل أن "جهاد الكلمة اليوم أهم من جهاد البندقية، وأهل فلسطين لا ينقصهم شيء، ولو شعبنا الفلسطيني قاتل لوحده لن يقصر في النصر والتحرير بإذن الله".
وقال: "لن نتنازل عن شبر واحد من أرضنا الفلسطينية المحتلة، وإذا كان البعض يرى "إسرائيل" كبيرة؛ فنحن نراها حقيرة".
وأكد مشعل أن "ما قامت به المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام دليل على معجزة الآية القرآنية "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ورباط الخيل"، مبينا أن معركة غزة الأخيرة قربت مسافات النصر
 
وبشأن القدس؛ قال: "معركة القدس هي المعركة المركزية الكبرى لتحرير فلسطين، وقد أحاطها العدو بسوار وما بعده سوار، وضيق الخناق، وحاول تغيير معالمها، ومدنها العربية، لتهويد المدينة المقدسة، القدس تستسصرخنا جميعاً، وهي في القلب، وأناشد أن تكون في كل مناسبة وفي كل خطبة وفي كل احتفال".