تسبب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في أزمة خلال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية بالقاهرة الأحد، عندما أصر على مهاجمة حركة "حماس" علنا أمام الصحفيين، ما دفع أحمد ولد تكدي وزير الخارجية الموريتاني الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب، إلى التدخل وتحويل الجلسة العامة للمجلس إلى مغلقة.


وكان عباس قد وجه انتقادات عنيفة وحادة إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بداية كلمته خلال الجلسة المعلنة، ما اعتبره رئيس الجلسة أمرا لا يجب أن يقال أمام الصحفيين الحاضرين الجلسة العلنية، حرصا على المصالحة الفلسطينية، فأوقف كلمة عباس وقاطعه، وطالب الصحفيين بمغادرة القاعة وحول الجلسة العلنية إلى مغلقة.

وقال عباس في كلمته خلال افتتاح الدورة 142 لمجلس وزراء الخارجية العرب الأحد بمقر الجامعة العربية بالقاهرة: "نحن اليوم نريد أن نتكلم في ثلاثة موضوعات؛ الموضوع الأول ما حدث في غزة، والحرب الغاشمة". ثم هاجم "حماس" مباشرة وقال: "حاولنا (المصالحة) أكثر من مرة إثر الانقلاب الذي حدث في غزة، وتلك المحاولات لم تنجح ولعل أهم هذه المحاولات ما جرى في المملكة العربية السعودية والكعبة المشرفة، كما أننا ذهبنا من أجل أن نجري هذه المصالحة".

وهُنا وضع أحد موظفي الجامعة ورقة أمام الرئيس الفلسطيني، الذي قال له بدوره: "كيف أقول لهم نسكّر (نغلق)؟"، فأجاب الرجل: "إذا ما بدك .."، فرد رئيس السلطة بـ "نعم .."، وهو ما فهم منه عرض تحويل الجلسة إلي مغلقة، وهُنا توجه الموظف إلى رئيس الجلسة وزير الخارجية الموريتاني، الذي وجه حديثه لوسائل الإعلام قائلا: "نطلب من المراقبين الدوليين والصحافة الخروج من القاعة، نطلب من الضيوف والصحافة الخروج".