القائد المجاهد الشهيد رائد العطار، عضو المجلس العسكري الأعلى لكتائب الشهيد عز الدين القسام، والقائد العسكري للواء رفح جنوب قطاع غزة، كان على مدار سنوات طويلة من أبرز المطلوبين للتصفية لدى جيش الاحتلال الصهيوني، واليوم: يترجل الفارس.
 
رائد العطار، اسم بات يحفظه كل مواطن في غزة، ويعرف الجميع ماذا يمثل هذا الاسم من رعب للاحتلال وما هو حجم هذا الرجل ووزنه العسكري لدى المقاومة الفلسطينية ورأس حربتها كتائب القسام.
 
قادة يتقدمون الصفوف

فجر اليوم الخميس (21-8-2014)، استهدفت طائرات الاحتلال الصهيوني بـ12 صاروخا منزلا مكونا من خمسة طوابق لعائلات كلاب في رفح، ما أدى لاستشهاد ثلاثة من أبرز قادة كتائب القسام في منطقة رفح، وهم الشهداء رائد العطار، ومحمد أبو شمالة، ومحمد برهوم.
 
واستشهاد القادة الثلاثة يثبت كذب الدعاية الصهيونية التي تروجها عبر إعلامها الخبيث بأن قادة المقاومة يرزحون تحت الأرض في الملاجئ والتحصينات العسكرية، بينما يتركون الناس يموتون فوقها.
 
فقادة القسام يقودون المعركة فوق الأرض ومن قلب الميدان وفي مقدمة الصفوف، ويرتقون شهداء عند ربهم محققين أمانيهم بالشهادة وقاهرين عدوهم أحياء وشهداء.
 
ولد العطار عام 1974، يصفه الكيان الصهيوني بأنه “رأس الأفعى”، وتقول أجهزة استخباراته دائما إنه يقف خلف تهريب الأسلحة وأسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط واحتجازه.
 
تاريخ من الجهاد

تعتبره قوات الاحتلال الصهيوني الوريث الفعلي لرئيس أركان كتائب القسام أحمد الجعبري الذي اغتيل في الحرب العدوانية على غزة عام 2012، والتي أطلق عليها “عامود السحاب”.
 
وخلال الحرب الجارية على غزة الآن، اتهمت “إسرائيل” العطار على لسان صحيفة “يديعوت أحرنوت” الصهيونية بأنه الشخص الوحيد الذي يمكن أن يعرف مصير الضابط الصهيوني المفقود هدار غولدن.
 
وقالت: “إذا كان هناك شخص يعرف أين الضابط غولدين فسيكون العطار لأنه المسؤول عن جميع الأنشطة العسكرية لحماس في رفح”، حسب زعم التقارير الاستخبارية الصهيونية.
 
وأضافت: “على مر السنين أصبح العطار أحد أقوى رجال حماس فهو مسؤول منطقة رفح بأكملها والتي يوجد بها الأنفاق التي أمدت حماس بالمعدات والمواد اللازمة لبناء القوة العسكرية لحماس”.
 
وخلال هذه الحرب، استهدفت الطائرات الحربية الصهيونية منزل القائد العطار كغيره من القادة الآخرين في محاولة لاغتياله إلا أنها لم تفلح بالوصول إليه. كما حاولت في عدوان 2012 اغتياله بصاروخ من الجو أيضاً إلا أنها فشلت كذلك.

الشبح القسامي

ونقل تقرير صهيوني سابق عن ضابط رفيع في القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال قوله: “العطار شخص في غاية المكر ليس من السهل تتبعه وهو شخص سري جدا وقائد إرهابي خطير ولا يشارك أحدًا في خططه”.
 
وأضاف: “القلة فقط من جنوده يحظون برؤيته شخصيا ويغير بشكل دائم أماكن تواجده ويقيم تحت الأرض وهو يدرك أننا نتحين الفرص لاقتناصه”.
 
ونسبت القناة -استنادًا إلى شهادات من كبار ضباط جيش الاحتلال وجهاز المخابرات-للعطار المسؤولية عن العشرات من الهجمات التي استهدفت “إسرائيل” خصوصا الهجمات التي استهدف المواقع العسكرية الصهيونية بمحاذاة قطاع غزة و”المستوطنات” داخل القطاع قبل إخلائها وإطلاق الصواريخ صوب عسقلان وبئر السبع وإيلات”.
 
ووصف ضابط كبير في جهاز الاستخبارات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال العطار بالقول: “إنه رأس الأفعى الحمساوية وهو مسؤول أيضا عن عمليات التهريب من مصر، وتمكن من الحصول على سلاح متطور من مصر، وما من مصيبة في قطاع غزة إلا وله يدٌ فيها”.
 
وقال ضابط آخر في الجيش الصهيوني: “العطار كان من بين الأشخاص القلائل في قيادة جهاز حماس العسكري الذين علموا بمكان جلعاد شاليط خلال فترة أسره”.
 
وقالت القناة إن السبب الرئيسي الذي يجعل من العطار هدفا أساسيا للجيش الصهيوني وسائر الأجهزة الاستخبارية الصهيونية هو أن العطار جعل هدف حياته ومشروعه الشخصي في الحياة خطف الجنود من أجل تحرير الأسرى الفلسطينيين، لاسيما القدماء منهم الذين شاركوه في تنفيذ العمليات المسلحة الأولى خلال الانتفاضة الأولى.

المركز الفلسطيني للإعلام