التطعيم ضد الالتهاب الرئوي الذي تسببه بكتيريا المكورات الرئوية للأطفال وكبار السن أفضل وسيلة للوقاية وتجنب المضاعفات الخطيرة التي تصل إلى الوفاة.

وأوضح الدكتور ياسر مصطفي أستاذ الأمراض الصدرية بكلية طب جامعة عين شمس، أن الالتهاب الرئوي بسبب المكورات الرئوية الاجتياحية هو المرض الأكثر شيوعاً من أمراض بكتيريا المكورات الرئوية لدى البالغين، و أحد أهم أسباب الوفاة في الأطفال دون سن 5 سنوات من العمر، ويتميز الالتهاب الرئوي بالتهاب الرئة الذي يسبب الحويصلات الهوائية في الرئتين أن تمتلئ بالسوائل أو القيح الذي يمكن أن يؤدي إلى السعال والحمى و الرعشة و صعوبة التنفس.

وأكد مصطفى خلال مؤتمر المصل واللقاح بمناسبة اليوم العالمي للالتهاب الرئوي، أن “الوقاية خير من العلاج”، مشيراً إلى هذه المقوله الهامة كثيراً ما يتم تداولها دون وعي لمدى أهميتها أو العمل بها كما يجب.

وأشار مصطفي إلى أن عدوى الجهاز التنفسى هى الأكثر شيوعاً في فصل الشتاء لسهولة انتقال الميكروبات من خلال العادات الصحية الخاطئة و الأزدحام في الأماكن العامة، مؤكداً أن أكثر الميكروبات البكتيرية المسببة لكثير من حالات الالتهاب الرئوي بالمجتمع هو ميكروب “أستربتوكوكس نيموني” بجانب النزلات الشُعبية و انتكاسات السده الشعبية المزمنة.

وقال إن نسبة المضاعفات المؤدية للوفاة بسبب الالتهاب الرئوي تتراوح ما بين 1% في الحالات البسيطة الى 40% في الحالات الشديدة و التي غالباً يحتاج المريض الى دخول المستشفي أو الرعاية المركزة بالرغم من استخدام المضادات الحيوية القوية، و ذلك حسب تقارير المركز العالمي لمكافحة الأمراض المعدية.

ويضيف الدكتور ياسر أنه من هنا تكمن أهمية التطعيم ضد التهابات عدوى الجهاز التنفسي الفيروسية، مثل التطعيم ضد فيروس الانفلونزا الموسمي، و التطعيم ضد ميكروب “أستربتوكوكس نيموني” المسئول عن الكثير من حالات الالتهاب الرئوى.

ولهذا، فان التطعيم ضد الالتهاب الرئوي البكتيري بسبب المكورات الرئوية لا يقتصر علي الأطفال فقط، بل تم انتاج مصل لتطعيم البالغين فوق سن الخمسين لارتفاع احتمال إصابتهم بالالتهاب الرئوي البكتيري بسبب المكورات الرئوية.

وبجانب الحماية من العدوى بمضاعفتها الخطيرة فان فوائد التطعيم الأخرى كثيرة و متمثلة في خفض أيام التغيب عن العمل أو الدراسة، وخفض معدل استخدام المضادات الحيوية مما يقلل من تكاليف العلاج و يقلل من انتشار البكتريا المقاومة للعلاج، بالاضافة الى خفض المضاعفات التي تتطلب دخول المستشفى بما يحمله من عبء مادى و نفسي على المريض و أسرته و المجتمع.

وأكد الدكتور احمد البليدى أستاذ طب الأطفال جامعة القاهرة، أن الالتهاب الرئوي هو شكل من أشكال العدوى التنفسية الحادة التي تصيب نسيج الرئتين، ويأتي الالتهاب الرئوي في مقدمة أسباب وفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم، إذ يلحق أضراراً بالأطفال وأسرهم في كل مناطق العالم.

ويضيف الدكتور احمد البليدى أنه توفر اللقاح المدمج من عام 2000 لمحاربة الأمراض الناتجة عن ميكروب المكورات الرئوية المعروف باسم بكتيريا “ستريبتوكوكس نيوموني”، ويضم مرض التسمم الدموى البكتيرى و الالتهاب السحائي بالإضافة إلى بعض الالتهاب الرئوى البكتيري، والتهاب الأذن الوسطى، و منذ سنوات قريبة تم انتاج لقاحات جديدة أكثر تطوراً حيث تعطى مناعة ضد عدد أكبر يصل الى 13 سلالة من سلالات هذا الميكروب.

وطالب البليدى بإدخال التطعيم ضد المكورات الرئوية ضمن جدول التطعيمات القومية بهدف تحقيق أعلي استفادة للأطفال، مشيراً إلي أن منظمة الصحة العالمية نصحت بأستخدام تطعيم الوقاية من أمراض المكورات الرئوية بعد تجربة أمريكا عندما قامت بإستخدام التطعيم الأول عام 2000 و أدي إلي انخفاض الأمراض التي تسببها المكورات الرئوية بين كل الأعمار حتي كبار السن والذين لم يأخذوا التطعيم.

وأشار إلى أن تطعيم الأطفال ضد المكورات الرئوية يتم من خلال أربع جرعات أساسية عند بلوغ عمر شهرين، و4 شهور، و6 شهور، أما الجرعة الرابعة مابين 12 و15 شهراً؛ وفى حال فات موعد تطعيم الطفل، فهناك مايسمي بتعويض التطعيم عن طريق جدول يتم وضعه من قبل الأطباء المتخصصين طبقاً لعمر الطفل.