15/06/2011

تشهد الساحة السياسية في الوقت الراهن عددا من الأحداث السياسية التي ترتبط بالشئون الداخلية الإقليمية والدولية، فعلى المستوى الداخلي يدور نقاش حول قانون مجلس الشعب، وحول الانتخابات التشريعية القادمة وظهور أحزاب جديدة فى الحياة السياسية، وعلى المستوى الإقليمي تشهد المنطقة توتراً بسبب الأعمال الصهيونية العدائية، ودوليا، كشفت الانتخابات التشريعية في تركيا عن تطور عميق في السياسة التركية، كما ثار جدل دولي حول انتخاب مدير صندوق النقد الدولي.

ويوضح الإخوان المسلمون رأيهم في هذه الأحداث فيما يلي :

أولا : الشأن الداخلي :

·  لا تزال تشهد مصر حراكاً سياسيا واسع النطاق خلال فترة ما بعد الثورة، وفي هذا السياق يأتي طرح قانون مجلس الشعب والانتخابات البرلمانية للنقاش والحوار السياسي العام، ويؤكد الإخوان المسلمون أنه رغم المعوقات التي تواجه الحوارات العامة، فإن استمرار الحوار والنقاش الجاد بين الأحزاب والقوى السياسية والجدل حول الشئون العامة سوف يؤدي في المستقبل للتقارب والتنسيق فى القضايا الاستراتيجية وبشكل يعزز القدرة علي حماية منجزات الثورة ودعم المصالح السياسية للدولة.

· وفيما يتعلق بمشروع قانون مجلس الشعب، يري الإخوان المسلمون أنه من الأهمية العمل علي تقوية دور لجنة الانتخابات والتقليل من دور وزارة الداخلية، لينحصر فى المشاركة فى حمياة العملية الانتخابية وخصوصا في هذه المرحلة التي تتطلب تفريغها لمهام الأمن وحماية النظام العام، كما تدعو جماعة الإخوان إلي أهمية أن يحقق القانون في صيغته النهائية مبدأ تكافؤ الفرص لكل من الأحزاب والأفراد  المستقلين حتى تعكس نتائج الانتخابات رغبات وتطلعات الشعب كله .

· يأتي السعي للتحالف الانتخابي في إطار الاتفاق بين حزب الحرية والعدالة وحزب الوفد وباقى الأحزاب التى شاركت والتى سوف تشارك لاحقا فى اللقاءات الحوارية والتنسيقية، والذي يفتح أبوابه لكل القوى السياسية لتعظيم حيوية المجتمع المصري وسعيه نحو الاستقرار السياسي والنمو .

· وافقت لجنة شئون الأحزاب علي إشهار حزب النور في يوم الأحد 12 يونيو 2011، وإذ يهنئ الإخوان المسلمون حزب النور وقيادته يري الإخوان المسلمون  أن هذه الخطوة تعد مهمة في الحياة السياسية المصرية، فى فترة ما بعد ثورة يناير، ونرى أن تكوين حزب سياسي يعبر عن طموحات الحركة السلفية يعبر عن ذروة التطور السياسي في الحركة الإسلامية والتي طورت رؤيتها للعمل السياسي منذ نهايات عقد التسعينيات من القرن الماضي وصارت أكثر ميلاً للانخراط في العمل السياسي الجماهيري، وينتظر الإخوان المسلمون من حزب النور أن يسهم فكريا وسياسيا وعمليا فى نهضة الحياة العامة المصرية في إطار الدستور والقانون .

ثانيا الشأن الإقليمي:

· تم الكشف عن تورط المخابرات الصهيونية في التجسس علي مصر والإضرار بأمنها الداخلي، حيث قدمت المخابرات المصرية أحد عملاء " الموساد" فيما يشبه حالة التلبس لنيابة أمن الدولة العليا متهما بتهم خطيرة من بينها التحريض ضد الجيش وإشعال الفتنة الطائفية، وفي هذا السياق يري الإخوان المسلمون أن الكيان الصهيوني يواصل أعماله القذرة ضد الأمن القومى المصرى يسعى إلى استمرار عناصر النظام السابق المعادية للثورة، وذلك من خلال تأليب الرأي العام ضد أهداف الثورة، وهو ما يؤكد طبيعته العدائية ويضر بالأمن والسلم الداخليين.

ثالثا الشأن العالمي :

· كشفت الانتخابات التشريعية في تركيا عن الحيوية السياسية العالية للشعب التركي الذي استطاع، وعلي مدي عقد من الزمان، ترسيخ الخيار الديمقراطي والتغلب علي التحديات التي واجهت النمو الاقتصادي والاستقرار السياسي، ويري الإخوان المسلمون أن تجربة الانتخابات في تركيا تعد نموذجا أمام شعوب المنطقة الساعية للتغيير والتحول السياسي، حيث اتسمت بالقبول الواسع للتنوع الاجتماعي والثقافي والعرقي، واحترام القانون، وهي حالة ـ بغض النظر عن نتائجها ـ توضح رغبة الشعب التركى في التطوير والاستقرار .

· شهدت انتخابات مدير صندوق النقد الدولي جدلاً كبيراً بين المجموعات الدولية، وقد سعت الدول الصناعية الجديدة وخاصة البرازيل والهند والصين إلي اقتصار الترشيح علي غير الأوربيين، لكن هذا لم يحدث وتم الإعلان عن وعود بتبني ترشيحات غير أوربية في المرة التالية، ولذلك فإننا نرى إعادة النظر في نظام التصويت في صندوق النقد الدولى والسياسات النقدية التي يتبعها وعمل التغييرات اللازمة ومراعاة التحولات الدولية وتركيبة التجارة الدولية المعقدة، خصوصا وأن سياسات الصندوق السابقة لم تساعد الدول الفقيرة علي التشغيل الفعال للاقتصاد الوطني وظلت أسيرة السياسات وتوجهات الصندوق وبرامجه فى الخصخصة وإخراج الدولة من النشاط الاقتصادي بما لا يتناسب وحاجات التنمية في كل دولة .