بيان من الإخوان المسلمين بخصوص
الأحداث الطائفية الأخيرة 8 مارس 2011م
إن الثورة الشعبية السلمية العظيمة التى قام بها شعب مصر، أعادت الروح الوطنية ورفعت قيمة المصلحة العامة، وأذابت الخلافات بين الفصائل والطوائف وصهرت الجميع فى بوتقة واحدة أظهرت المعدن النفيس للشعب المصرى الأصيل، فقدم الجميع أغلى التضحيات واختلطت دماء المصريين مسلمين ومسيحيين رجالا ونساء ومن كل ألوان الطيف السياسى، الأمر الذى علق أمانة فى أعناقنا جميعا، واجبة الأداء بالحفاظ على وحدة بلدنا وشعبنا والعمل على تحرره ونهضته وتقدمه .
ولقد حاولت فلول النظام البائد إلى إشعال الفتن وإحياء العصبيات والنعرات الطائفية وغيرها من أجل تمزيق نسيج الشعب والوطن، وهذا هو الأسلوب الذى استخدمه ذلك النظام طيلة عهده، وهو أسلوب فرق تسد، وهو الأسلوب الذى اتبعه فرعون من قبل (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ ) ولقد رأينا ذلك منه فى استخدام البلطجية لإرهاب الناس حتى ينصرفوا عن تأييد الثورة، وفى تحريض بعض الفئات على بعض.
وأخيرا وليس آخرا اللعب على إثارة الفتنة الطائفية مستغلاً حادثة بعينها، تعهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بحلها، وأيضا إثارة مجموعة من المتعصبين المسلمين للرد عليهم لحادثة ليس هذا وقت إثارتها ولا أسلوب حلها .
لذلك فإن الإخوان المسلمين يناشدون العقلاء من الطرفين بتحكيم العقل وتقديم مصلحة الوطن وتأخير المطالب الخاصة والمطالب الفئوية، واليقظة لمؤامرات فلول النظام البائد وأصحاب المصالح الخاصة التى أطاحت بها الثورة المباركة أو التى ما زالت تهددها، وحتى لا نضع العقبات والعراقيل أمام المجلس الأعلى للقوات المسلحة للوفاء بتعهداته ووعوده .
إن هذا وقت الوحدة والتعالى على النفس والفئة والطائفة والفصيل من أجل الوطن (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) ( وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
الإخوان المسلمون
القاهرة فى : 3 من ربيع الآخر 1432هـ الموافق 8 من مارس 2011م