11/02/2011
بيان من الإخوان المسلمين بمناسبة سقوط مبارك ونظامه
(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشَاءُ وتَنـزِعُ المُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
يا جماهير مصر الصابرة الصامدة، يا أبطال الحرية وأنصار الحق، يا أهل التضحية والفداء، نحييكم فردا فردا، رجلا وامرأة، شابا وفتاة، طفلا وطفلة، مسلمين ومسيحيين، تحية من أعماق قلوبنا ونشد على أيديكم ونقبل جباهكم، ونحمد الله أن أزاح عن صدورنا جميعا كابوسا خانقا، وطاغية مستبدا، وأزاح عن شعب مصر العظيم غلالة الغبار حتى ظهر معدنه النفيس للعالم أجمع بأنه شعب - وإن كان صبورا - إلا أنه يأبى الضيم ويثور على الظلم ويعشق الحرية والكرامة، فهنيئا لكم هذه اللحظات الكريمة المباركة التى كانت ثمرة عظيمة لثورة مباركة .
وأنتم أيها الشهداء يا من ضحيتم بحياتكم فى سبيل الله ومن أجل تحرير أهلكم ووطنكم تحية خالصة لكم فى أرقى مكان وأكرم جوار، فى أعلى الجنان وجوار الرحمن، ومع حزننا العميق لفراقكم إلا أن سلوانا أنكم لستم أمواتا ولكنكم أحياء فى الجنة تمرحون (ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ويَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ)
وتحية لجيش مصر العظيم الذى حمى الثورة منذ نزل إلى الشوارع وأمن الناس والمؤسسات بعد انسحاب الشرطة، وتلاحم مع المتظاهرين، ورفض محاولات توريطه والإيقاع بينه وبين الشعب، ولا عجب فالجيش هو جيش الشعب وأبناؤه هم أبناء الشعب، ونحن نثق فى أن السلطة التى أُئتمن عليها بصفة مؤقتة سوف يتم نقلها بطريقة سلمية إلى أهل السياسة للحفاظ على مدنية الدولة وديمقراطيتها وإقامة المؤسسات التشريعية فيها وفق انتخابات حرة نزيهة .
وإلى الثائرين فى كل ربوع مصر ولا سيما الشباب منهم نقول : إن المرحلة الأسهل قد انتهت رغم مرارتها وقسوتها ألا وهى مرحلة هدم النظام الفاسد، أما المرحلة التالية فهى المرحلة الأصعب وهى مرحلة بناء نظام جديد على أسس صحيحة تحترم فيها الحريات العامة وحقوق الإنسان وكرامته، وتتوزع فيها الثروة بطريقة عادلة، ويقام فيها العدل والمساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين، وتطبق فيها قواعد العدالة الاجتماعية وتبنى مؤسسات الدولة على مبادئ وقيم وقوانين سليمة، ويكافح فيها الظلم والفساد، ويحارب الاستبداد حربا لا هوادة فيها ولا تهاون معها .
أيها المواطنون الشرفاء .. لقد حققتم بفضل الله مكاسب عظيمة، فلابد من حراستها والحفاظ عليها، وهذا يقتضى الاستمرار فى اليقظة والانتباه والوحدة والإيجابية، والحب والتواصل، وفقنا الله جميعا، وسدد على طريق الحق خطانا وحقق آمالنا لشعبنا وأمتنا ووطننا .
(وقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ورَسُولُهُ والْمُؤْمِنُونَ)
الإخوان المسلمون
القاهرة فى : 8 من ربيع الأول 1432هـ الموافق 11 من فبراير 2011م