17/10/2010
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من الإخوان المسلمين بخصوص
حملة الاعتقالات والمصادرات الأخيرة
اعتدنا قبل كل انتخابات فى مصر أن نسمع تصريحات متكررة من أركان النظام بأنها ستكون حرة شفافة نزيهة، واعتدنا أيضا فى كل مرة أن تسبقها وتواكبها حملة اعتقالات كبيرة فى صفوف الإخوان المسلمين وصلت فى بعض الحالات إلى اعتقال أكثر من ستة آلاف شخص، واعتدنا أن تكون هذه الاعتقالات بداية تزوير كبير لإرادة الأمة .
والآن بدأ التزوير والإرهاب الحكومى مبكرا فتم القبض على 164 شخصا من الإخوان المسلمين ولم يقف الأمر عند هذا الحد، وإنما تعداه إلى مهاجمة المؤسسات الاقتصادية ومصادرة البضائع والأموال مهما كانت ضئيلة من أجل قطع أرزاق الناس وإشغالهم بأنفسهم وصرفهم عن المشاركة فى أداء واجبهم الوطنى الذى نص عليه الدستور فى المادة (62) حيث يقول : (إن للمواطن حق الانتخاب وإبداء الرأى وفقا لأحكام القانون وأن مساهمته فى الحياة العامة واجب وطنى) ونحن نسأل هل هذا هو التطبيق الحكومى لمبدأ المواطنة الذى صدعوا به رؤوسنا ؟ أم أن الإخوان المسلمين ليسوا مواطنين وليست لهم حقوق ؟
إن النظام الذى لا يقوى على إجراء انتخابات طلابية نزيهة فى الجامعات (أرقى مؤسسات التعليم) خوفا من نجاح مجموعة من الطلاب - الذين يدعون إلى الإصلاح بالحكمة والموعظة الحسنة - بأصوات زملائهم الطلاب والطالبات، والذى يجمد انتخابات النقابات عشرات السنين وانتخابات نوادى أعضاء هيئات التدريس، لا يدرك مدى خطورة استمرار خنق الحريات وانتهاك الحقوق والحرمات لذلك نقول بكل الصدق والإخلاص افتحوا النوافذ يدخل الهواء النقى ليطرد المناخ الفاسد ويدخل الضوء الناصع ليطرد الظلام والظلم فى وقت واحد ونحن وانتم والشعب كله مسلميه ومسيحييه والوطن كلنا رابحون.
إننا لا نخشى على أنفسنا من مثل هذه الحملات الظالمة ولكننا – يعلم الله – نشفق على الوطن الذى وصل الاحتقان فيه مداه وبلغت القلوب الحناجر نتيجة للفساد الرهيب غير المسبوق الذى نجم عن زواج الثروة بالسلطة، والغنى الفاحش الذى ترفل فيه طبقة قليلة من بطانة الحكم، بينما سقطت الغالبية العظمى من الشعب فريسة الفقر والغلاء والبطالة والمرض، ناهيك عن مصادرة الحريات وانتهاكات حقوق الإنسان التى يمارسها النظام البوليسى فى كل زمان ومكان، ونخشى من انفجار شعبى لا يبقى ولا يذر .
إن إرهاصات العدوان على إرادة الأمة والعودة بها إلى حالة تكميم الأفواه واعتزال الحياة العامة تجلت فى مظاهر شتى إضافة إلى ما أسلفناه من اعتقالات ومصادرات تجلت فى العدوان بالضرب والأذى على الطلاب بل الطالبات، وتجلت فى إغلاق المحطات الفضائية وتجلت فى إزاحة بعض مقدمى البرامج ورؤساء تحرير الصحف والمحررين عن مواقعهم .
وتجلت فى تقييد مكاتب تقديم خدمات البث المباشر، وتجلت فى مراقبة عملية بث الرسائل عبر التليفونات المحمولة، الأمر الذى ينبئ عن أننا مقبلون على الدخول فى نفق مظلم لا ندرى السبيل إلى الخروج منه .
إننا نخاطب العقلاء والمثقفين والأحرار فى هذا الوطن أن يتصدوا لهذا المخطط الذى يودى بالبقية الباقية من سمعة الوطن والذى يؤدى إلى مزيد من الأضرار باقتصاده ومكانته وروابطه الاجتماعية وولاء الشباب له وان الايجابية وسيلته الوحيدة لاسترداد حقوق واثبات انتمائه وولائه، وليست السلبية ولا اللامبالاة التى نراها تخيم على نفوس الجيل الجديد فتحرم الوطن من قدراته وإمكاناته بل تدفعه إلى الموت انتحارا.
كما نخاطب الشعب المصرى الكريم ألا يخضع للابتزاز والإرهاب وألا يترك إرادته للاغتصاب والسرقة وأن يتصدى لمحاولات التزوير والإكراه، فعلى قدر صلابته فى موقفه يتحدد مصيره ومستقبله .
وللإخوان المسلمين نقول أنكم دائما الطليعة المضحية والقدوة الصابرة والشمعة المضيئة، فاعملوا لله واستعينوا بالله وتصبروا بالله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) ( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)
الإخوان المسلمون
القاهرة فى : 9 من ذى الحجة 1431هـ ، 17 من أكتوبــر 2010م