23/02/2010م
تلقَّى الإخوان المسلمون أخبار ضمِّ الصهاينة للحرم الإبراهيمي الشريف ومسجد بلال بن رباح بالضفة الغربية المحتلة إلى الآثار اليهودية المزعومة باستنكارٍ شديدٍ لهذا الإجراء الذي يعدُّ سرقةً واضحةً للتاريخ وتعديًا سافرًا على المقدسات الإسلامية، بل والمسيحية، في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو الإجراء الذي لم تُعلِّق عليه حتى الآن الأنظمة العربية والمؤسسات الدولية، فضلاً عن أن تتخذ الوسائل اللازمة والكفيلة وبشكلٍ عاجل لوقف هذا التبجح والإجرام الصهيوني؛ للحفاظ على هذه المقدسات من أن تدنسها يد الغدر الصهيونية.
ويطالب الإخوان المسلمون منظمةَ اليونسكو باعتبارها المنظمة الدولية المنوط بها الحفاظ على التراث الإنساني بالتحرك العاجل والفوري؛ لاتخاذ الإجراءات القانونية والدولية لحماية حقوق الشعوب في تراثها ومقدساتها، خاصةً في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ونؤكد أن الوقت لم يعد يحتمل التأجيل لاتخاذ وقفة جادة مع الكيان الصهيوني بعد تكرار حوادثهم الإجرامية، سواء بقتل المجاهدين في جريمة دولية غير مسبوقة تمثَّلت في اغتيال الشهيد محمود المبحوح وتأجيج النيران بين الفلسطينيين ودول كثيرة في العالم، بمؤامرة دنيئة على هذه الدول وعلى المقاومة الفلسطينية الشريفة، أو السطو على المقدسات في أرض فلسطين، أرض العروبة والإسلام؛ مما يوجب وضع هؤلاء على رأس قائمة الإرهاب، ليس إرهاب الأفراد وحسب، ولكنه إرهاب منظم شاركت فيه قيادة الكيان الصهيوني ومؤسساته.
ويدعو الإخوان المسلمون منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية والعالم الغربي- الذي تحرك منذ سنوات وأقام الدنيا من أجل الحفاظ على تماثيل بوذا في أفغانستان باعتبارها تراثًا إنسانيًّا- بوقفةٍ مماثلة مع هذه المقدسات العربية الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن يمارسوا نفس الضغوط على الصهاينة لاحترام مقدسات الغير وعدم السطو على تاريخهم، كما اعتادوا على ذلك.
ويستمر الإخوان المسلمون في تأكيدهم أن الصهاينة لا يحترمون عهدًا ولا يلتزمون بميثاق، وهو ما يتطلب موقفًا عربيًّا وإسلاميًّا ضد إجرامهم المدعوم أمريكيًّا ضد حقوق العرب والمسلمين.
كما نطالب الشعوب العربية والإسلامية ومنظمات حقوق الإنسان المعنية والمنظمات الأخرى المهتمة بالحفاظ على التراث العربي والإسلامي بممارسة الضغوط على حكامهم وأنظمتهم من أجل التحرك لوقف هذا العدوان الصهيوني المستمر.
وليرى الجميع ويسمع أهمية التوجيه الإسلامي الثابت للحفاظ على دور العبادة الخاصة بالأديان السماوية؛ انطلاقًا من قوله تعالى: ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج: من الآية 40).
والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل
الإخوان المسلمون
القاهرة في: 9 من ربيع الأول 1431هـ= الموافق 23 من فبراير 2010م