17 / 1 / 2010

كتب : عمر الطيب

كان موقع (نافذة مصر) قد قام فى وقت سابق بنشر حوارا للدكتور محمود عزت الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين نقلا عن جريدة الشرق القطرية وهو ما تلقى الموقع على إثرة تصويبا من فضيلة الدكتور محمود عزت لنص الحوار كما أجراه مع مراسلة الجريدة ، والموقع بدوره يعيد نشر الحوار بنصة الصحيح ،

ويتقدم الموقع لقراءه الكرام وللدكتور محمود عزت بالاعتذار عن هذا الخطأ غير المقصود سائلين المولى عز وجل أن يتجاوز عن زلالتنا أجمعين .

*******

أكد د. محمود عزت أن الإخوان أصحاب رسالة ودعوة يريدون إيصالها إلى كل العالم بما فيه أميركا المتصلة بالكيان الصهيوني، لأن الإسلام أرسل للعالم ولكل الديانات والأفكار، وقال أن أي حوار بين الإخوان وأي جهة أخرى يتم علناً في وضح النهار وبمعرفة الحكومة المصرية.، مؤكداً أن الإخوان يدركون جيداً أن أميركا لا تقوم بشيء إلا لصالح مصلحتها، وأنها لن تسمح بوجود نظام حاكم في مصر يقوم بإحداث نهضة في مصر حتى ولو كان هذا النظام نظاما ليبراليا. مضيفاً معنى قيام نظام حر قوي في مصر يعني القضاء على إسرائيل وأميركا. والغرب لن يسمح أبداً بالقضاء على الكيان الصهيوني.

وقال عزت فى حوار مع جريدة الشرق القطرية :
"الإخوان يعلمون جيدا أن أميركا تريد أن يحدث فوضى في مصر كما فعلوا في غيرها ولكن هذا لن يحدث أبداً إن شاء الله مهما اختلفنا مع النظام فلا يمكن أن تكون الفوضى التى تريدها أمريكا بديلاً عن هذا النظام المستبد .
إلى نص الحوار:
 كيف ستتعاملون مع منع القانون لاستخدام الشعارات الدينية في الانتخابات القادمة؟
أولاً كل ما ذكر في منع استخدام أي شعارات دينية في الانتخابات المقبلة المقصود به هو تحجيم دور الإخوان في المجتمع. من خلال منع استخدام شعارهم "الإسلام هو الحل"، والحزب الوطني (الحاكم) وأعضاؤه عندما يشرعون ذلك فهم يخالفون الدستور الذي يتبنى الشريعة الإسلامية مصدراً رئيسياً من مصادر التشريع وكذلك القانون. وثانياً أنه ثبت الآن أن كل المناهج التي يحتكم إليها العالم سواء في أميركا كبلد رائد للغرب أو في روسيا كبلد كانت رائد للشرق فشلت في علاج المشاكل، وثبت أن الإسلام هو الحل، لكن رفع شعار "الإسلام هو الحل" في الانتخابات القادمة مسألة سابقة لأوانها .
 لكن هناك من يقول إنه شعار يحمل تمييزاً دينياً فخارجه المسيحيون مثلاً.. ما تعليقك؟
نحن حصلنا على حكم قضائي من المحكمة الإدارية في الانتخابات الماضية بأن شعار الإسلام هو الحل ليس شعاراً دينياً، ولم يستطع النظام أن يقصي اسم الإسلام عن أن يكون هو الشعار العام الذي يجمع جمهور الناخبين تحت لوائه، فالإسلام لغير المسلم يعد حضارة وللمسلم دين. وليس في هذا الشعار ما يعارض فكرة الوحدة الوطنية حيث يقول الشعار إن الإسلام عنوان حضارة، ونحن لن نختلف مع إخواننا المسيحيين، وهم كمصريين يعيشون على أرض مصر مقدرين للإسلام هذا الدور الحضاري. فمعتقد الإنسان في قلبه ولا يمكن أن يكون المسيحي هو المقصود بأي شعارات يرفعها الإخوان.
 ما علاقتكم بالأقباط؟
علاقتنا بالأقباط طيبة، وفيها مودة وتعاون لصالح الأمة، فكثيراً ما نجلس على طاولة واحدة نتفاهم على لغة مشتركة نعمل من خلالها، ولا أظن أن في ذلك شكا. فنحن نحترم إخواننا الأقباط وأصدق دليل علي ذلك دعمنا لترشيح الأقباط فى النقابات المهنية وكذا دعمنا لمرشح قبطي في انتخابات مجلسي الشعب عام 87 حيث فاز بالعضوية، وكان ذلك تحت شعار الإسلام هو الحل فنحن والحمد لله تجمعنا بهم لا أقول علاقة وإنما تطبيق عملي لمفهوم المواطنة.
 هل ستشاركون في الانتخابات البرلمانية القادمة.. وما توقعاتكم؟
الإخوان عندما يتقدمون للانتخابات فإن غرضهم الأساسي هو خدمة الناس وتحقيق مصلحة الجماهير وأهدافهم، وإيجاد حل لمعظم المشاكل الموجودة في المجتمع، ومنها البطالة، الجامعات تخرج كل عام عشرات الآلاف ويجد إلا المئات فرصاً للعمل تناسب مؤهلاتهم الجامعية، وكذلك لترشيد السياسة الزراعية في مصر التي تسببت في بعد الفلاح عن الأرض والزراعة، وانتشار الأمراض وانهيار الحياة الاقتصادية، فكل ذلك يؤكد على ضرورة المشاركة. أما عن توقعاتنا فالمسألة ليست مرتبطة بتوقعات، ولكنها مرتبطة بالظلم والاستبداد فإذا كانا هما المهيمنين على الانتخابات القادمة لن يكون هناك إخوان أو غير إخوان.
 هاجمكم النائب أحمد عز في مؤتمر الحزب الوطني الأخير.. فهل ستتأثر صورتكم بهذا الهجوم؟
مهما تحدث أحمد عز، الشعب المصري يعلم من الكاذب ومن الصادق وهو لديه من النضج ما يستطيع به أن يميز بين الكلام الصحيح والعلمي والمبني على حقائق والكلام الذي يقال عبثاً وزورا، والعمل يكذب القول، أو يصدقه ، فحال رجل فى ألف رجل خير من قول ألف رجل فى رجل .
 هل أنتم مستعدون للحوار مع جمال مبارك؟
لا نرفض الحوار مع أحد، لكن الواضح أن هذا النظام يتحاور مع الإخوان بالسجون والأمن المركزي. فهم يتحاورون بالفعل ولكن بالطريقة التي يعرفونها. ونحن بالمقابل نتحاور معهم بالصبر والتضحية والدأب لمصلحة هذا الوطن ولم نغير طريقتنا مهما حدث ومهما كان الثمن.
 على ذكر التعامل الأمني معكم.. ما حقيقة الاعتقالات الحالية لعناصركم؟
النظام يفتقد أي سند شعبي له ويعتمد فقط على القوة والمساندة الغربية له وتحالف وثيق بين الثروة والسلطة مما جعلهم يفتقدون أي ثقة بأنفسهم. ولا ننسى أن الإخوان المسلمين صمام أمان لمصر وأن اشتداد القبضة الأمنية عليهم وإلقاءهم بالسجون لا يصب إلا في مصلحة الصهاينة، والنظام جرب الإخوان كثيراً ولم يجد فائدة ونحن إن شاء الله لن نبدل ونغير أبداً مهما حدث.. فلماذا يصبر على السجن رجال الأعمالوالعلماء والسياسيين والأطباء والفقهاء إلا إذا كان الدافع أقوى. وأكرر لا يمكن أن نبدل أو نغير مهما كانت التضحيات.
 وما موقفكم من المطروح حول قضية التوريث؟
الفيصل هو انتخابات حرة نظيفة وصناديق اقتراع غير مزورة، لكن من المعروف أن الفيصل في هذا أيضاً هو القوى العالمية ومن ستوافق عليه، وفى المقابل جماعة الإخوان لها مشروع نهضوي مبني على الإسلام العظيم. ولن يحقق هذا المشروع إلا الشعب. والشعب قريب من الإخوان ويحبهم لمعرفته أن الإخوان هم الأقدر على حمل هم وعبء هذا الشعب وتحقيق طموحات الجماهير ويكفي أن الإخوان منهجهم مستمد من الكتاب والسنة. وقد لاحظنا في الانتخابات السابقة مدى حب الجمهور للإخوان ورغبته في أن يكونوا نوابه في مجلسي الشعب والشورى. ولا ننسى أن العالم كله يعرف أن الشرعية مع الإخوان، ومهما بلغت وعورة الطريق فستتحقق الوحدة والهدف في النهاية هو مصلحة الوطن التى هى جزء من مصلحة الأمة الإسلامية.
 دائماً تشيرون إلى تحالف الآخرين مع الغرب. ألم يكن هناك تواصل بينكم والأميركيين؟
الأميركيون حالياً يحاولون تجميل وجههم القبيح وتخفيف حدة الكراهية والسخط الشعبي ضدهم، عبر الضغط على الحكام العرب لإفساح، لبعض المظاهر الشكلية للديمقراطية. أما الإخوان فهم ضد العولمة والكيان الصهيوني. فالحضارة الغربية العلمانية أثبتت فشلها وأغرقت العالم وأميركا في أزمة اقتصادية عجزت عن التصدي لها مما يؤكد كذب مقولة إن أميركا والحضارة الغربية لا يمكن أن يقهرا وسيظلان مسيطرين على العالم بصفة مستمرة، فيما عرف بصراع الحضارات وأن نهاية الحضارات هى الحضارة الأمريكية.
ومن جهة أخرى الإخوان أصحاب رسالة ودعوة الإخوان نريد أن نوصلها إلى كل العالم بما فيها أميركا الداعمةلللكيان الصهيوني، نوصل رسالتنا بصدق ورجولة،فالإسلام رحمة للعالمين، وأي حوار بين الإخوان وأي جهة أخرى يتم علناً في وضح النهار. ونحن نعلم جيداً أن أميركا لا تقوم بعمل شيء إلا لصالح مصلحتها. وأن أميركا لن تسمح بوجود نظام حاكم في مصر يحدث نهضة حتى ولو كان هذا النظام نظاما ليبراليا. لأن معنى قيام نظام حر قوي في مصر يعني القضاء على إسرائيل وأميركا والغرب عموماً لن يسمح أبداً بالقضاء على الكيان الصهيوني فالأميركان حددوا خياراتهم وأهدافهم في المنطقة التي نعيش فيها وهي أن تظل إسرائيل متفوقة على جميع الدول المحيطة بها وأن تقود هي جميع دول المنطقة. والإخوان يعلمون جيدا أن أميركا تريد أن يحدث فوضى في مصر عن طريق الإخوان كما فعلوا في باكستان ولكن هذا لن يحدث أبداً إن شاء الله مهما اختلفنا مع النظام فلن نسمح أن تكون المفوضى التى تريدها أمريكا بدلاً عن هذا النظام المستبد.
 وما موقفكم من الداخل (الأحزاب والقوى السياسية) في معادلة الحوار؟
الإخوان يمدون أيديهم إلى كل من يرغب، ويسعون إلى استخدام كل وسيلة مشروعة، فقد تحالفنا مع أحزاب المعارضة منذ عام 1984، لكن النظام يحاول أن يضعف كل القوى السياسية.
 ما حقيقة الخلافات الحالية في مكتب الإرشاد؟
نطلب من الإعلاميين أن يمحصوا مصادرهم. فالإخوان يحكم كل تصرفاتهم حسن الخلق، والتعامل بيننا يحكمه آداب الإسلام التى منها المؤسسية والشورى والديمقراطية، والذي يريد أن يعرف التعامل فيما بيننا يذهب لأمن الدولة ويطلب منهم التسجيل الأساسي ويرى كيف يتم التعامل بين الإخوان.
 لكن هناك من يقول إن محاولة تصعيد عصام العريان لحرقه إعلاميا؟
الدكتور عصام نشر مقالة بعنوان "النقاط على الحروف"، وذكر فيها أنه لا يريد أن يكون عبد الخفاء ولا عبد الظهور. فالدكتور عصام لا يريد أن يصعّد ولا يريد أن يحرم الناس مما يستطيع أن يقدمه، وهو أيضا يقول إنه يخطئ ويصيب ويقبل بالمشورة. ومسألة الحرق إعلاميا غير موجودة في أعراف الإخوان.
 هل تحبون أن تشيع أخبار الجماعة في الشارع المصري؟
بالقدر الذي يفيد الجماهير ولأن الجماعة جزء من هذا الشعب وحتى يكون كل ما لدينا واضح فالإخوان لا يعملون في الخفاء وما يفعلونه في القاعات المغلقة يفعلونه أمام الجماهير.
 هل في مصلحة الإخوان أن يكون المرشد غير مصري؟
مكانة مصر في العالم الإسلامي هي التي تجعل الأقطار تختار مرشداً مصرياً لأن قيمة المرشد من حب الناس له ولذلك عندما يطرح ترشيح مرشد تفكر الأقطار في مصر. فمبدأ الإخوان هو الشورى والديمقراطية.