بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من الإخوان المسلمين حول
محاولات الكيان الصهيوني المتزايدة نحو تهويد القدس
بينما ينشغل العرب بخلافاتهم، ويحاولون إجراء مصالحات بين حكوماتهم ويجتهدون لكى تنعقد القمة العادية القادمة فى موعدها بقطر دون تخلف أحد منهم، ويسعون لإطفاء الحرائق التى تشتعل فى كل بقعة من الوطن العربى، يسارع العدو الصهيونى بإكمال سياسته فى "تهويد القدس" وإخلائها من السكان الأصليين أصحاب الأرض من شعب فلسطين .
وبينما تلهث قيادات فلسطينية وراء سراب المفاوضات الخادع ينفذ العدو سياسته فى التهام الضفة الغربية وفى القلب منها القدس .
إن العدو الذى انسحب من غزة تحت وطأة المقاومة وصمودها، وانسحب من جنوب لبنان تحت ضغط المقاومة وصواريخها، وانسحب من سيناء بعد معركة التحرير الظافرة فى رمضان / أكتوبر 1973 لا يعرف إلا لغة المقاومة ومنطق القوة .
إن الإخوان المسلمين يحذرون من السكوت على المخطط الصهيونى الذى يتأكد كل يوم فى ظل "كنيست" يمينى متطرف وحكومة عنصرية يمينية يقودها مجرمو حرب لا يكفون عن التهديد بتهجير مليون وربع فلسطينى من أرض 1948 ولا يخجلون من التهديد بقصف السد العالى لإغراق مصر، ويشجعون على مزيد من الاستيطان فى الضغة الغربية ويعملون على رفض كل الحلول الرامية إلى إيجاد دولة فلسطينية، وتاريخهم يشهد على ذلك .
على الحكام العرب والشعوب العربية أن تعلم أن الطريق إلى تحرير القدس واسترداد المقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة هو وحدة الصف الفلسطينى ووحدة الصف العربى وإطلاق الحريات لتحرير الإرادة العربية وجمع شمل المسلمين خلف مشروع شامل للمقاومة بكل صور المقاومة وأول الطريق هو وقف التدهور الحالى فى المواقف العربية الرسمية وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تحظى بدعم عربى واضح ودعم المقاومة كسبيل للتحرير، ودعم صمود أهلنا فى القدس وفى أرض 1948، وفى كل فلسطين ومراجعة شاملة لاتفاقيات الاستسلام فى "كامب ديفيد" و "أوسلو" و "وادى عربة" حيث أصبحت هى الوسيلة التى يستخدمها العدو لتمرير مخططاته وتحقيق أهدافه (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)(لأنفال: من الآية30) (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)(آل عمران: من الآية103)
وعلى الأنظمة والحكومات العربية وكذلك منظمة المؤتمر الإسلامى أن تتحمل مسئوليتها فى استنقاذ المدينة المقدسة من عمليات التهويد المستمرة وأن تقوم بدورها تجاه ما يحدث من طرد وتهجير لـ 88عائلة فلسطينية بمنطقة البستان في حي سلوان التابع لمدينة القدس المحتلة، وهى - بإذن الله - قادرة على أن تمنع ذلك فقط حين تمتلك إرادة الفعل .
( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)
الإخوان المسلمون
القاهرة فى :
28من صفر 1430هـ ، 23 من فبراير 2009م