21/01/2010
الأخوة الأعزاء والأخوات الفضليات ..
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ...
هذه رسالتى الأولى التى أوجهها إليكم من موقعى هذا الذى أوليتمونى فيه ثقتكم وجعلتمونى أثقلكم حملا وإن كان قالها أبو بكر الصديق تواضعا فأنا أقولها حقيقة "وليت عليكم ولست بخيركم أطيعونى ما أطعت الله فيكم" .. والذى نتعلق به جميعا هو الدعاء فلعل ببركته نكون من الخيرين الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه "خير أمرائكم الذين تدعون لهم ويدعون لكم"
كانت الشورى والمؤسسية والثقة محل اختبار ربانى دقيق فى نفوس الأخوة والأخوات على كل مستوياتهم ... فالشورى عندنا سورة من سور القرآن وفريضة من فرائض الإسلام وخلق وسلوك يحتاج إلى ممارسة وتطبيق على كل المستويات والآليات المستخدمة المستحدثة من استطلاعات الرأى والانتخابات فى تداول لمواقع تحمل المسئولية .
وقد رأيتم النموذج الذى قدمه المرشد السابع الأستاذ محمد مهدى عاكف يبلور ذلك كله فى موقف يعمق فيه هذه المفاهيم والمعانى ويرد به على كل الأكاذيب والافتراءات عليه وعلى جماعتنا المباركة فلم يرد على من يقولون أن الإخوان يطالبون بالديمقراطية لتأتى بهم الانتخابات فإذا ما جلسوا على الكراسى رفضوا أن ينزلوا عنها لذا فهم غير صادقين فى المطالبة بالديمقراطية ولم نرد بمقالات ولم نذع بيانات فنحن قوم عمليون وإذا بموقف واحد شامخ كهذا قذف الله به على الباطل فدمغه فإذا هو زاهق، وقد طاشت أمانى أخرى كثيرة بأن الأحداث التى مضت ستزلزل أركان الجماعة ويتصدع بنيانها وظنوا بنا ظن السوء .. والحمد لله كان ركن الثقة فى القيادة وفى وعد الله وفى حفظ الله لهذه الجماعة وفى سلامة المنهاج وصحة الإجراءات عاصما بفضل الله من الفتن ومعالجا للأخطاء ومكملا للنقص فى ظل الحب فى الله من غير أن يجر ذلك للمراء المذموم والتعصب أو الانتصار للنفس أو إتباع للهوى .
إذا كان هذا الذى رأيتم على مستوى قيادتكم فى أمر من أعظم وأهم أمور الجماعة المباركة، كان هذا الأداء الراقى فوجب علينا أن ننزل هذا على كل المستويات ففى لقاء الأخوة المحدود فى أسرهم تكون الشورى أحد أركان بناء الشخصية المسلمة المستقلة الحرة فى إبداء الرأى والنصح ابتغاء مرضاة الله ولا يمكن أن يقوم أفراد لا يملكون حرية رأيهم بتحرير أوطانهم فإن تحرير الأوطان من كل سلطان أجنبى عسكرى أو سياسى أو اقتصادى أو فكرى من أهم أهداف الإخوان ولن يتم تحرير الأوطان إلا بتحرير الإنسان .. فلنبدأ بأنفسنا، ولنمارس الشورى على كل المستويات لأنها تحتاج إلى تدريب وصبر على سماع الرأى الآخر والنصيحة التى هى لب الدين وهى لأئمة المسلمين قبل عامتهم .
هيا نحقق تجديد الدم بتدريب القيادات وتحميلها المستويات ليلينى منكم أولو الأحلام والنهى، الصف الأول ثم الذين يلونهم الصف الثانى ثم الذين يلونهم إعداد ثلاثة صفوف ردائف للقيادة، فإن إعداد الصبى المميز بحكم شرعى خاص يجيز له الإمامة فى الصلاة وهو لم يكلف بعد لفت الأنظار إلى أن إعداد القادة بالعبادة هدف يجب أن نضع له الإجراءات "كونوا عبادا قبل أن تكونوا قوادا تصل بكم العبادة إلى أفضل قيادة" كما يقول الأستاذ البنا رحمه الله .
لأن هناك من يتصور أن الاستقرار لا يتحقق إلا بالجمود وعدم التغيير بينما الجسم الصحيح المعافى هو الذى تجرى فيه الدماء وتتجدد فيه الخلايا، أما توقف الدم عن الجريان وتوقف الخلايا عن النشاط فليس هذا استقرارا إنما هو مرض الموت والعياذ بالله .
ها هى جماعتكم بفضل الله ومنته خرجت مما كان أكثر عافية وأشد قوة وأمضى عزما على الانطلاق فى نفس الطريق وعلى نفس الثوابت والقيم التى استقاها مؤسسها الإمام حسن البنا رحمه الله بالقرآن والسنة وسقاها الأئمة المرشدون السابقون وضحى الصابرون والصابرات من أبنائها وبناتها بكل ما يملكون لتبقى دعوة الله مرفوعة الراية عزيزة الجانب تنشر الخير فى ربوع البلاد ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ )(المنافقون: من الآية8)
والله أكبر .. أمام كل الصعاب
ولله الحمد .. على كل حال وفى كل حال
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القاهرة فى : 6 من صفر 1431هـ الموافق 21 من يناير 2010م