17/07/2009
الإسلام يرفض العنصرية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..
فإنَّ العنصرية مرفوضة من كلِّ العقلاء في هذه الدنيا؛ إذْ هي قائمةٌ على التفرقة بين البشر بحسب ألوانهم أو أجناسهم أو أعراقهم أو ثقافاتهم أو لغاتهم أو أديانهم أو قِيَمهم، وذلك كله مما يُغذِّي روحَ الكراهية بين البشر، ويدفع إلى إيقاد نيران الحروب والعداوات التي لا تنتهي بين الأمم، وهو ما عانت منه البشرية كثيرًا إبَّان تاريخها الطويل، ولا تزال البشرية تعاني آثاره وتحصد ثماره المرَّة يومًا بعد يوم.
وقد دعت جميع العقائد والشرائع السماوية إلى مبدأ الأخوَّة الإنسانية، والمساواة بين البشر، وكان للإسلام وللقرآن اليد الطولى في هذه الدعوة، بشكل لم يُسبَق إليه، ولم تُطبَّق هذه المساواة بصورة واقعية كما طبقها محمد صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه.
فقد قرر القرآن أن الإنسانية أسرة كبيرة خلقها الله ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾ (النساء: من الآية 1)، وقرر أن اختلاف الألسن والألوان والأنساب ما هو إلا مظهرٌ من مظاهر القدرة الإلهية، ولا يعني من بعيد أو قريب أي تفضيل أو تمييز، فالجميع سواءٌ في الحقوق، وعليهم التعارف والتعاون لتحقيق السعادة في الحياة ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ (الحجرات: من الآية 13)، ورفض أي تمييز بينهم، فالجميع أمام شريعته سواء، ولا يتفاضلون إلا بقدر ما تحمل قلوبهم من خير وإيمان، وما تمتدُّ به أياديهم من عطاء وإحسان ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (الحجرات: من الآية 13)، وقال صلى الله عليه وسلم: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلاَ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلاَ لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى" (أحمد).
ووقف الإسلام وقفةً في غاية الحسم أمام النظام القبلي الجاهلي الذي كان يقوم على عنصرية بغيضة، فقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ (أي كِبْر) الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالآبَاءِ، أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ" (أبو داود)
بل رفض العيش والدعوة والجهاد تحت راية القبلية والعصبية، فقال صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ" (أبو داود).
وكان البيت النبوي نموذجًا عمليًّا عجيبًا في ذلك، فقد جمع صلى الله عليه وسلم في عصمته بين القرشية وغير القرشية، كما جمع بين المسلمة ومن كانت قبل ذلك على النصرانية أو اليهودية، وجمع بين الفقيرة وابنة رئيس العشيرة، في تطبيقٍ رائعٍ للمساواة ومحوٍ واضحٍ للفوارق العنصرية.
أما المجتمع المسلم فكان مثالاً مُدهشًا للتعايش بين الأجناس والأديان والقوميات، ففيه يعيش بلالٌ الحبشيُّ مع صهيب الرومي مع سلمان الفارسي مع أبي بكر القرشي، في إخاءٍ عجيبٍ نادرٍ لم يتكرر في التاريخ، حتى يقول عمر رضي الله عنه: "أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وَأْعَتَق سَيِّدَنَا" يعني بلالاً الحبشي (البخاري)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم عن سلمان الفارسي: "سَلْمَانُ مِنَّا آَلَ الْبَيْتِ" (ابن سعد والطبراني).
وكتب النبي صلى الله عليه وسلم وثيقة المدينة التي تعدُّ أول دستور بشري لتضع إطار المعايشة الطيبة بين الفئات التي شكَّلت المجتمع المدني من المسلمين والمشركين واليهود.
وحين حاول شياطين الإنس والجن إحياءَ الدعوة إلى العنصرية وقف صلى الله عليه وسلم بكل قوة حين نادى رجل: يا للأنصار! ونادى آخر: يا للمهاجرين!، فقال صلى الله عليه وسلم: "مَا بَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ؟!"، وقال: "دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ" (البخاري).
وكلما أطلَّت هذه الفتنة برأسها لا يتأخر صلى الله عليه وسلم في مواجهتها ومحاربتها، سواءٌ على مستوى الأفراد أو على مستوى المجتمع، فلا مجال للتهاون مع هذه العنصرية على الإطلاق، فهو صلى الله عليه وسلم يدرك أن العنصرية بيئة لا تتسم بالعدل والمساواة والإقرار بالحقوق واحترام التنوع والاختلاف، بل هي بيئة إلغائية استئصالية إقصائية، تشجِّع على العنف والعنف المضاد وردود الأفعال والانتقام.
وقد قامت الحضارة الإسلامية على هذا الأساس، فكانت حضارةً عالميةً، شاركت فيها كل الأجناس والشعوب وكل الديانات والمذاهب، وكل اللغات والثقافات، دون استثناء أو إقصاء أو إلغاء.
وفي ظل هذه الحضارة الراشدة لم يكن يتحدَّد مركز الإنسان بحسب لونه أو شكله أو نسبه أو جنسه، فالمجال مفتوح للقدرات والكفاءات لتتبوَّأ المراتب المناسبة لها، والتاريخ الإسلامي خيرُ شاهد على ذلك، فكثير من الملوَّنين والموالي (العبيد المحررين) تسلَّموا مراكزَ قياديةً في المجتمع الإسلامي، وذلك ما يريد الإخوان المسلمون أن يعيه ويفهمه أولئك الذين يرمون الإسلام بالنقائص، ويتهمونه بالإرهاب والتطرف، فهل آن الأوان ليتفهَّم العقلاء في هذه الدنيا حقائق الإسلام؟!
الحضارة الحديثة والعنصرية
لعل من المناسب التذكير بأن الحضارة الغربية الحديثة- على الرغم من كل ما حققته من رفه مادي- إنما قامت على أسس عنصرية، وسادتها نزعة تسلطية، وقامت على استعباد الشعوب الأخرى، لا سيما الإفريقية، وعلى التطهير العرقي (كما حصل مع الهنود الحمر في أمريكا)، ثم صحبتها شعارات عنصرية من قبيل "سودي يا بريطانيا واحكمي".. "إيطاليا فوق الجميع".. "ألمانيا فوق الجميع".. إلخ الشعارات العنصرية التي ملأت أوروبا في النصف الأول من القرن العشرين، فضلاً عن الاستعمار الأوروبي الذي نالت الأمة الإسلامية النصيب الأوفر من شره وضرره.
ومع ارتفاع الصيحات في العقود الأخيرة لمحاربة العنصرية ومواجهة الكراهية والتمييز؛ فإن غالب هذه الصيحات بقيت بعيدةً عن التطبيق الواقعي، بل سعى سادة "الحضارة" الجدد إلى تأسيس نظام عالمي يرسخ العنصرية والطبقية بكل صورها وأنماطها، ولا يحفظ كرامة الجميع وحقوقه، ويحتكر "الحضارة" والمدنية لنفسه، ويرسخ في العالم الانقسام بين أمم متحضِّرة لها كل الحقوق، وأمم متخلِّفة لا تستحق شيئًا، بل ولا يحق لها أن تحافظ على قيمها ومبادئها، ويُراد لها أن تذوب في الثقافة الغربية، بل اتخذت الحكومات الغربية إجراءات (قانونية وغير قانونية!)، وروَّجت صورًا نمطيةً سلبيةً للإسلام والمسلمين، استهدف بعضها مباشرةً الجاليات العربية والإسلامية، وشكَّلت دعمًا قويًّا لنزعات الكراهية والعداء للآخر؛ مما ساعد في انتشار مفهوم "الإسلاموفوبيا" الذي يعكس بشكل عام انتشار نزعة العداء للمسلمين، ويمثل أبلغ دلالة على الموقف السلبي العام تجاه العرب والمسلمين.
مأساة الإيجور المسلمين في تركستان الشرقية والموقف الدولي منها
امتدادًا لهذا الموقف العنصري الظالم ها هي جريمة أخرى كبيرة تُرتَكَب بحق العرق الإيجوري المسلم على أرض تركستان الشرقية، على أيدي الصينيين من عرقية الهان الذين احتلوا هذه الدولة المسلمة، بمساعدة ظالمة من المستعمر البريطاني حينًا (1878م) ومن المستعمر الروسي المجاور حينًا آخر (1949م)، وغيَّروا اسمها من (تركستان الشرقية) إلى (شينجيانج) يعني (المستعمرة الجديدة)، وساموا- ولا يزالون يسومون- أهلها الإيجوريين المسلمين سوء العذاب، أمام سمع العالم (الحر!) وبصره، دون أن تتحرك الهيئات الدولية أو الدول الكبرى (بل دون أن تتحرك الدول الإسلامية باستثناء تركيا)، والجميع يرون هذه الفظائع العنصرية، ومنها:
- فرض الإلحاد بالقوة، والمنع من تعليم الدين، ومن ممارسة الشعائر الدينية، ومصادرة المصاحف والكتب الإسلامية، وإجبار النساء على خلع الحجاب، وإلغاء العمل بأحكام الشريعة في الأحوال الشخصية.
- اعتقال علماء الدين والوطنيين في معسكرات اعتقال وتعذيب وحشية، قُتِلَ فيها مئات الآلاف، ولا يزال عشرات الآلاف من رجال الدين ومن الوطنيين يقبعون في السجون والمعتقلات الوحشية، لمجرد أنهم مسلمون مستمسكون بهويتهم ودينهم وتاريخهم.
- مصادرة الثروات والأملاك الخاصة، وطمس معالم تركستان وهويتها الإسلامية، وترحيل الإيجوريين إلى خارجها، ونقل الهان الصينيين إليها وتسليمهم مقاليد الأمور فيها، وفرض سياسة التصيين في كل المجالات، حتى صار أهل تركستان لا يشغلون من المناصب القيادية فيها سوى 10% فقط، ويعامل أكثرهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية والثالثة.
- وضع التشريعات والقوانين التي تضيِّق على الإيجوريين فرص التعليم- وبخاصةٍ الجامعي والعالي- وفرص التوظيف والعمل المحترم، لدفعهم إلى امتهان الأعمال المتدنية كالخدمة في المنازل والأعمال الشاقة، مع حرمانهم من الاستفادة من ثروات بلادهم.
وحكومة الصين تمارس كل هذه العنصرية الوحشية تحت شعار (محاربة الإرهاب)، وتحاول خداع العالم بالقول بأن المسلمين الإيجوريين متطرفون وإرهابيون، مستفيدةً من ازدواجية المعايير التي تحكم الساحة الدولية، وآخر تلك الممارسات ما فعلته الحكومة الصينية حين تدخلت بشكل منحاز وسافِر إلى جانب بعض العمال الهان الصينيين، في نزاع بينهم وبين بعض العمال الإيجوريين، مدعيةً أن الإيجوريين قد قتلوا عددًا كبيرًا من أقلية الهان، بينما الحقيقة أن قوات الحكومة الصينية قد قتلت آلاف المواطنين الإيجوريين، وتهدِّد بإعدام زعمائهم والوطنيين منهم.
موقف الدول والشعوب الإسلامية من الإيجور المسلمين
باستثناء تركيا التي وقف رئيس وزرائها المحترم وقفةً قويةً منصفةً إلى جانب الحق، وأعلن أن ما يجري في تركستان هو إبادةٌ بشريةٌ وتطهيرٌ عرقيٌّ؛ فإن بقية البلاد الإسلامية تكاد تكون غائبةً عن الوعي، إن لم تكن مشاركةً فيما يفعله الصينيون بإخوانهم، وحتى منظمة المؤتمر الإسلامي بات قرارها وموقفها مرهونًا بضعف دول المنظمة وعجزها وتردُّدها.
وقد صار من الواجب على الأمة أن ترفع صوتها وبكل قوة لإيقاف هذه المجازر الوحشية وإعطاء الإيجوريين حقوقهم، خصوصًا أن الأمة الإسلامية تملك الكثير من أوراق الضغط الاقتصادية والسياسية على الصين.
كما أن على حكومة الصين أن تدرك أن ضعف الحكومات الإسلامية وعجزها لا يعني أن الشعوب المسلمة ستبقى ساكتةً، خصوصًا أنها تمثِّل أكبر سوق استهلاكي للمنتجات الصينية، وهنا يأتي دور المنظمات الشعبية والأهلية في الدعوة للتضامن مع المظلومين المضطهدين في تركستان الشرقية، والدعوة العامة إلى مقاطعة المنتجات الصينية إذا لم تتخلَّ الحكومة الصينية عن حملات التطهير العنصرية العرقية التي تقوم بها في حق إخواننا الإيجوريين.
مروة الشربيني والعنصرية ضد حجاب المرأة المسلمة
هذه صورة أخرى مفزعة ومفجعة لما يسبِّبه التحريض ضد المسلمين، ولما ينتج من الترويج المستمر للربط الظالم بين حجاب المرأة المسلمة والتخلف، وقد رأينا قبل أيام من الحادثة الفاجعة الرئيس الفرنسي وهو يتنكَّر لأبسط مبادئ حقوق الإنسان، ويصف الحجاب الإسلامي بأنه صورة من صور قمع المرأة، وأنه لن يسمح به في بلاده، ضاربًا عرض الحائط بأبسط معاني الحرية الإنسانية التي يدَّعيها الغرب، وبذلك يتبيَّن للعقلاء مَن الذي يغذي العنف والتطرف والكراهية والعنصرية بين الشعوب!.
ولا يزال يتبيَّن للجميع حجم التعاطف وردَّات الفعل الإسلامي مع الدكتورة مروة الشربيني التي اغتالتها يد العنصرية الحاقدة، وسط صمت غربي مفضوح، استفزَّ حتى بعض المنصفين في أوروبا، الذين كتبوا عن هذا النفاق الغربي، الذي يملأ الدنيا صياحًا وعويلاً وهو يرى فتاةً إيرانيةً تتعرض للقتل في ظروف سياسية يعلمها الجميع، بينما يصمت على جريمة كراهية تُرتكب في قلب المحكمة؛ فقط لأن المقتولة مسلمة متمسكة بدينها وحجابها، واعتقاده أنه لن تكون هناك ردود أفعال حاسمة من الدولة التي تنتمي إليها.
دعوة للحوار وفهم الإسلام
إن جوهر الأزمة بين الإسلام والغرب في الحقيقة هو في الفهم الخاطئ لحقائق الإسلام ومبادئه؛ حتى أصبح مجرد ذكر كلمة "مسلم" يستدعي مصطلحات من قبيل "الإرهاب" و"التخلف" و"رفض الآخر"!.
ولعل العقلاء والمنصفين في العالم ينتبهون إلى الجناية الكبرى التي يجنيها العنصريون على البشرية، فيتسارعون إلى نزع فتيلها وإطفاء نارها، من خلال التواصل والحوار والتفاهم مع العالم الإسلامي، وفهم الإسلام على حقيقته، باعتباره دينًا خالصًا يرفض العنصرية ويحارب التمييز والكراهية، ويدعو إلى الوحدة الإنسانية وإلى التعاون بين الناس وجمع الدنيا كلها على كلمة سواء.. ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ (آل عمران: من الآية 64).
والبداية الحقيقية للحوار هي بالتجرد للحق، وبالفهم الدقيق للحضارة الإسلامية، فلا يكن حوارًا يفرض الغرب فيه هيمنته وسيطرته علينا، بل حوارًا يتيح إمكانية اكتشاف أساليب التعايش السلمي بدون هيمنة أو قهر أو سيطرة، على أساس الاحترام المتبادل، والرغبة في المساهمة في تطوير الحضارة الإنسانية، بدلاً من أن يدمِّر الغرب تلك الحضارة بعنصريته واستعلائه وغروره.
هذا الحوار الإيجابي يحتاج إلى صياغة علاقة جديدة بين الغرب والإسلام، وهذه العلاقة تحتاج منا نحن المسلمين إلى تطوير مصادر قوتنا الإسلامية، وتفجير طاقات الأمة؛ للمشاركة في بناء عالم جديد يقوم على العدل والمساواة ورفض العنصرية والغرور والخرافات العرقية، فهل يدرك عقلاء البشرية الأمر قبل فوات الأوان؟!
والله أكبر ولله الحمد..
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين
وقد شجَّع ذلك أجناسًا كثيرةً على التعامل بنفس هذا المنطق المعوجّ، وصارت السياسة العالمية التي يتحكمون فيها تكيل بمكيالين، فحين يُعتَدى على يهودي هنا أو هناك تقوم الدنيا ولا تقعد، ويشهر سلاح الاتهام بالعداء للسامية.. إلخ، أما حين يُعتَدَى على المسلمين فإنك تجد صمتًا دوليًّا مريبًا، بل تواطؤًا عنصريًّا مفضوحًا، وخير مثال على ذلك الموقف الدولي عامةً والغربي خاصةً من العنصرية الصهيونية في فلسطين؛ تلك العنصرية التي تعلن عن نفسها بكل وضوح، وتُقابَل بالصمت والسكوت فضلاً عن التشجيع والتأييد والمساندة في المحافل الدولية؛ مما يفضح زيف دعوات المساواة والحريات.