نقلا عن حساب الدكتور خالد أبو شادي، في موقع الأسئلة والإجابات "آسك" :
السؤال :
عندي أزمة ومصيبة أنا وزوجي منذ أن تزوجنا إلى الآن وصلاة الفجر ننام عنها؛ مع العلم أننا ننام مبكرا أوقات كثيرة، ونضبط أكثر من ٧ منبهات في أوقات مختلفة، وأدعو ربي كل يوم أن لا تفوت، ونحن بفضل عائلة ملتزمة إلى حد كبير، ولكني لا أعلم السبب ... ما الحل؟ .. ما الذنب الذي أقترفه؟! .. لا أعلم!
الجواب:
التفرقة بين نوعين من النوم هنا ضرورية:
- النوم الاضطراري كمن كان ثقيل النوم أو كان عمله يقتضي السهر لآخر الليل، ولا يمكنه انتظار وقت الصلاة، فهذا يصلي متى استيقظ، وهو معذور إن أخذ بالأسباب ولم يستيقظ.
وهذا شبيه بما حدث مع صفوان بن المعطل ، فقد شكت زوجته للنبي ﷺ أنه لا يصلي الفجر إلا بعد طلوع الشمس، فقال صفوان:
«وأما قولها: إني لا أصلي حتى تطلع الشمس؛ فإنا أهل بيت قد عُرِفَ لنا ذاك؛ لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس».
وفي رواية:
«فإني ثقيلُ الرَّأْس، وأنا مِنْ أهل بَيْتٍ يُعرفون بِذاك؛ بِثِقَل الرُّؤوس»، فقال له النبي ﷺ تخفيفا ورفعا للحرج: «فإذا استيقظت؛ فَصَلِّ».
- والنوم الاختياري قبل وقت الصلاة، وكان بوسعه النوم مبكرا ليستيقظ لكنه لم يفعل، فهذا يأثم لتقصيره في الأخذ بالأسباب اللازمة للاستيقاظ.
والتفرقة بين النوم الاضطراري والاختياري عائدة للعبد نفسه، والله مطلع عليه، ويعلم سره وجهره، وأنت وزوجك أحسبكما من أصحاب الحالة الأولى الاضطرارية.
لكن مع هذا الاضطرار أهدي لكما نصيحتين هامتين:
١ - أي يوم تستطيعان فيه النوم مبكرا للاستيقاظ، فواجب عليكما أن تستغلا هذا اليوم للاستيقاظ للصلاة.
٢- المحافظة على نوافل ثابتة لأن النافلة تجبر نقص الفريضة كالقيام والضحى والسنن الرواتب.. حدداها سويا وشجعا بعضكما البعض على القليل الدائم منها والكثير الدائم أفضل.. بحسب هِمّتِكما وقدرتكما.
ولا ينبغي أن يكون هذا الكلام حجة للكسالى الذين يفرِّطون، ثم يقول أحدهم: أنا ثقيلُ النوم، فمن تعلَّل بثقل النوم لا يستيقظ لعمله، ولا يدرك موعد الطائرة، لكن الحقيقة أن من أسباب ثقل النوم: قِلَّة الهَمِّ، فشدة الهم تجعل أعصاب الإنسان منتبهة، فيستيقظ مع أول منبِّه.