بعد رحلة طويلة من الجهاد ودع الأستاذ أحمد حلمي عبدالمجيد محمد إسماعيل هذا الحياة في صمت دون ضجيج، حيث سارع إليه الآلاف من أحبابه وإخوانه ليشيعوا جثمانه الكريم يوم الأربعاء 27 فبراير 2013م، 17 ربيع الثاني 1433هـ.


فقد عاش حلمي عبدالمجيد يعمل كثيرا دون صخب، بل كان حريصا على عدم الحديث كثيرا، لكن حرصه كان نابعا من أيمانه بالعمل الدؤوب.


ولد حلمي عبدالمجيد في 16 يناير من عام 1919م، بقرية (شبرا سندى) مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية، حرص والده على تربيته تربية إسلامية طيبة، وألحقه والده بالتعليم حتى تخرج في كلية الهندسة وعين بكلية الهندسة فى جامعة القاهرة عام 1939م


يعتبر من أوائل مؤسسى الحركة الإسلامية بجامعة القاهرة، التحق بجماعة الإخوان المسلمين عام 1938 وشارك فى أنشاء الكثير من شعبها بعدما تعرف على محمد عبدالحميد احمد والأستاذ البنا.


انخرط فى جميع تنظيمات الجماعة وكتائبها وأقسمها التى كان يقوم على إعدادها الإمام حسن البنا، فقد كان احد جنود النظام الخاص حيث شارك في الكثير من الأعمال التي قام بها النظام ضد الانجليز في مصر والصهاينة في فلسطين.


ومن المواقف التي تذكر له أنه حينما كان يحضر مع الإمام البنا في كتيبة الطلبة وجاءه خبر وفاة ابنه لم يتحرك الإمام البنا وبعد ذلك توجه كل فرد من الكتيبة إلى عمله، وفى الساعة الحادية عشرة اتصل الأخ الطوبجى بالمهندس محمد حلمى عبد المجيد ليحضر تشييع جنازة ابن فضيلة المرشد، وعندما سأله: متى حدثت تلك الوفاة؟ قال: قبل الفجر عندما حضرت، وأسررت للمرشد بالخبر، وهو يلقى الدرس.


أيضا حينما أنشأ الانجليز جماعة إخوان الحرية لتنافس جماعة الإخوان المسلمين، عمل الإخوان على معرفة هذه الجمعية وفضح مخططها، وقد اكتشف ذلك المهندس حلمي عبدالمجيد فقد حاول مسئولو هذه الجمعية توثيق علاقتهم ببعض الإخوان لرفع تقارير دقيقة عن سير الجماعة، وقد وصل الأمر أن أحد الوجهاء الذي يتقرب إليه الإخوان وعينوه فيما يسمى مكتب الإرشاد الإقليمى ويدعى محمد درار أصبح على صلة وثيقة بإخوان الحرية، وطالبته الجمعية برفع تقارير حول شعبته، وكتب بالفعل تقريرًا، إلا أن هذا التقرير وقع فى يد أحد الإخوان المكلفين بمتابعة أنشطة الجمعية وأن يكونوا أعضاء بها، وقد أحضر هذا الأخ التقرير للمهندس محمد حلمى عبد المجيد الذي رفعه لفضيلة المرشد العام، وبعد الاطلاع على التقرير طلب الإمام ألا يشعر ذاك العضو أنه اكتشف، أو يشعر بأى تغيير فى المعاملة من الإخوان، وقال: دعوه يكتب ما يشاء.


وكان الإخوان يضعون تحت يده كل ما يريدون نقله للإنجليز عن الجماعة، ولما أصبح الإخوان فى غير حاجة إليه ألغى المرشد المكتب الاستشاري الإقليمي الذي كان فيه هذا العضو سكرتيرًا.


كان حلمي عبدالمجيد في أول مجموعة للهيئة التأسيسية للجماعة وضمن لجنة العضوية بها وكان أصغر الأعضاء سنآ، وفي عام 1948م رفض اختياره بمكتب الإرشاد ليظل عضو فعالا داخل الجماعة.
وبعدما استشهد الإمام البنا وعادت الجماعة اسند إليه المستشار الهضيبي إدارة النظام الخاص لفترة بعد استشهاد سيد فايز حتى تسلمها الأستاذ يوسف طلعت.


ذهب حلمي عبد المجيد (وكان مسئولاً عن النظام الخاص آنذاك) الساعة السادسة صباحاً.. إلى المستشار حسن الهضيبي قبل الثورة فوجده يتناول فطوره وقال له:"أريدك في موضوع مهم".
فقال له المستشار الهضيبى:
لدى موعد الآن مع أحمد عبد الرحمن باشا وزير الزراعة.. فاجلس على شاطئ البحر على مقربة منا حتى إذا رأيته غادر المكان تعال واعرض على ما تريد.. وبالفعل أتى أحمد عبد الرحمن باشا.. وجلس مع الأستاذ / الهضيبي بعض الوقت.. وعندما غادر المكان ذهب إليه وحدثه في شأن الثورة المزمع القيام بها ضد النظام الملكي.. فرفض الأستاذ / الهضيبي في البداية.


فظل يقنع فيه إلى آذان الظهر حتى اقتنع في نهاية الأمر .. فتركه وذهب إلى القاهرة ووجد الاستعدادات على أشدها للقيام بالانقلاب
اعتقل أكثر من مرة وحكم عليه بالسجن عشر سنوات، سواء في عهد الملكية أو في عهد عبدالناصر الذي ظل خلف قضبان السجون عشرات السنين.


حينما خرج مع إخوانه في السبعينات عمل جاهد على إعادة هيكلة الجماعة وكان عنصرا فعالا في هذا الأمر.


يعتبر أحد مؤسسي منارات الإيمان بمصر والسعودية، و مؤسس دار القرآن الكريم (بشبرا سندى) مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية محل ميلاده التى يتبعها 57 مكتب تحفيظ تضم حوالى أكثر من 6 آلاف طالب.


أنشاء بعض المشاريع لكى تمول دار الفرآن الكريم وال 57 فرع منه مساكن شعبية وبنزينة لخدمة شبرا سندى والقرى المجاورة غير المحلات المأجرة لأهل البلد لكى يستفيد منها أهل القرى وإيجار المحلات وشقق المساكن الشعبية والبنزينة يصرف على دار القرآن وعلى بعض الأسر الفقير والأيتام.


كما يعتبر من أوائل مؤسسى بنك فيصل الإسلامى المصرى، وعضو مجلس إدارة البنك وعضو الهيئة التنفيذية للإدارة منذ أول مجلس إدارة للبنك عام 1979م، ومن أوائل مؤسسي بنك التقوى وعضو مجلس إدارته منذ تأسيسه عام 1988م


يعمل فى أبحاث أساسات المنشآت الكبيرة بمصر وفى (توسيع الحرم النبوى الشريف) عام 1953م ومدير عام المشروعات الكبرى (مطار القاهرة الدولى) (توسيع قناة السويس) (مشروعات سيناء).


شارك فى تأسيس شركة ((المقاولون العرب عثمان أحمد عثمان)) بمصر وفى إنشاء جميع فروعها الخارجية ثم تركز عمله كمدير عام لمشروعات الشركة فى ليبيا والسعودية والكويت وأبو ظبى.، وكان عضوآ فى مجلس إدارة الشركة الأم ونائبآ لرئيس مجلس إدارتها، وبعد سن التقاعد عين مستشارآ فنيآ للشركة.


- منح وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1975م، كما منح وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1980.
له العديد من المؤلفات مثل المختار الاسلامي والتي تعدت مئات الكتيبات