زيت الزيتون المعروف بفوائده الصحية والتجميلية العديدة، أضاف له فريق من الباحثين الأمريكيين، مؤخرا، فائدة أخرى للملايين من مرضى السرطان حول العالم؛ حيث وجدوا أن إحدى مكوّناته، المسمّاة بـ"أوليوكانتال"، بإمكانها القضاء على الخلايا السرطانية، وذلك في أقلّ من ساعة زمنية واحدة.
والـ"أوليوكانتال" هو "بوليفينول مضاد للأكسدة"، ويعتبر من أبرز مكوّنات زيت الزيتون البكر ذي النوعية الممتازة، وهو ما يمنحه مذاقا لاذعا نوعا ما. وقد توصّل الباحثون إلى أنّ بإمكان هذه المادّة أن تخترق الخلايا السرطانية، وأن تتسبّب في تدميرها دون الإضرار بالخلايا السليمة الأخرى، وذلك في أقل من ساعة زمنية واحدة، وفقا لما نقلته، اليوم الأربعاء، مجلّة "علوم ومستقبل" الفرنسية.
وتأكّد الباحثون الأمريكيون من فعالية الـ"أوليوكانتال" في القضاء على الخلايا السرطانية، من خلال تجارب أجروها على عدد من الفئران، غير أنّ لا أحد منهم أوضح آلية عمل هذه المادّة، وفقا لأصحاب الأبحاث، الذين اختاروا دراسة تأثيرات الـ"أوليوكانتال" على الخلايا السرطانية التي تصيب البروستاتا والثدي والبنكرياس.
ووفقا للدراسة الأمريكية، فإن الـ"أوليوكانتال" يتسرّب إلى داخل الخلايا السرطانية، ويقوم بتدمير الجسيمات، التي هي عبارة عن جيوب داخلية صغيرة تشكّل مكانا لتراكم نفايات الجسم، وهذا ما ينجم عنه موت تلك الخلايا في وقت أسرع بكثير من المتوقّع.
ورغم ما يمثّله هذا الاكتشاف من أهمّية في مجال تقدّم العلوم بشكل عام، إلاّ أنّ هذا الأمر لا يخفي حقيقة أنّ الدراسة لم تهتمّ إلاّ بالخلايا، وهذا ما يجعلها بعيدة عن التعقيد الذي يمثّله كائن متعدّد الخلايا.
وللحصول على تأثير مضاد للسرطان بالنسبة لكائن يزن 90 كلغ على سبيل المثال، فإنه يجب أن يستهلك ما لا يقلّ عن 2.25 ليتر من زيت الزيتون، وفقا للباحثين الأمريكيين.
وتعقيبا على الموضوع، قال بول بريسلين، وهو أحد الباحثين، إنّه "من المعقول التفكير بأنّ التعرّض اليومي المستمرّ للأوليوكانتال يمكن أن يكون له تأثير كبير على المستويات التي تمّت ملاحظتها من قبلنا"، قبل أن يختم قائلا: "نحن في حاجة إلى المزيد من الدراسات على الحيوانات، ومن ثمّة تجربتها على الإنسان"، من أجل دفع التقدّم العلمي.
ووفقا للتقرير العالمي حول السرطان الصادر عن منظمة الصحة العالمية لعام 2014، فقد سُجّلت أكثر من 14 مليون حالة إصابة جديدة بالسرطان في 2012، إلى جانب مصرع أكثر من ثمانية ملايين حالة وفاة جراء الإصابة بهذا المطر الخطير.