في قرية غرين بانك، بالولايات المتحدة، لا ترن الهواتف المحمولة ولا أحد يحدق في هاتفه ولا أحد يستخدم خدمة تشغيل الإنترنت اللاسلكية "واي فاي" ولا وجود لتقنيات عصر المعلومات، وهو أمر نادر في العالم الغربي. ولكن ما السبب الوجيه لذلك؟
السبب في ذلك يعود إلى أن هذه القرية تقع ضمن دائرة ضخمة "ميتة لاسلكيا" قطرها 16 كيلومترا مخصصة للبحث العلمي- على بعد 350 كيلومترا من واشنطن العاصمة.
وتحظر السلطات الأمريكية استخدام الأجهزة اللاسلكية في هذه المنطقة نظرا لوجود تلسكوب راديوي فيها، يعتبر أكثر التلسكوبات الراديوية حساسية في العالم، حيث بإمكان علماء الفضاء الاستماع عبر أجهزتهم دون عائق أو ضجيج إلى ما يدور في الفضاء. وأنشئت هذه المنطقة المسماة "منطقة الهدوء الراديوي الوطنية" عام 1958.
حينئذ لم تكن توجد هواتف محمولة ولا إنترنت لاسلكي. وقد لجأ إلى قرية غرين لاند -وعدد سكانها 143 نسمة وهي واقعة في ولاية فرجينيا الغربية- كل من كان يعاني بسبب الإشعاعات الكهرومغناطيسية الموجودة في المنطقة، والمستخدمة في مجالات البحث العلمي الفضائي.