بقلم المستشار : وليد شرابي
كانت مفاجأة بالنسبة لى لم أتوقعها قبل أنا أشرع فى كتابة هذا المقال ، ولم يعجز قلمى عن الكتابة طوال عمرى كما عجز هذه المرة ، وسبب هذه الحيرة أننى أردت أن أكتب عن حركة المقاومة الإسلامية حماس فلم أدرى من أين أبدأ ؟ وإلى أين أنتهى ؟
هل أكتب عن كيفية نشأت هذه الحركة المباركة عام 1987 بعد حادث الشاحنة الصهيونية ؟
وماهى تفصيلات الإجتماع الذى تم انذاك وضم كلاً من الشيخ أحمد ياسين و محمود الزهار و إبراهيم اليازوري ومحمد شمعة وعبد العزيز الرنتيسى وعبد الفتاح دخان وعيسى النشار وصلاح شحادة ومحمد الضيف لبحث إعلان تدشين حركة حماس ؟
أم أكتب عن الشيخ أحمد ياسين وكيف نشأ وتربى فى أحضان جماعة الإخوان المسلمين داخل مصر ؟
أم أكتب عن أن رجلاً قعيداً غير مسار أمة وأقام الحجة على كل سليم البينه قعيد الهمه ؟ وكيف عجزت إسرائيل عن مواجهة رجلاً على كرسى متحرك إلا من خلال القصف بالطائرات ؟
أم أكتب عن الشيخ عز الدين القسام الذى أطلقت حركة حماس إسمه على الجناح العسكرى لها ؟ وكيف تربى هذا الشيخ الجليل فى مصر ودرس فى الأزهر ، وعلى يد من تتلمذ ؟ وكيف أستشهد قبل أن تنشأ حركة حماس ؟ أم أكتب عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسى الذى علم الأمة أن ( العدو الصهيونى لا يعرف سوى لغة الحراب )
؟ ولماذا وكيف نفى إلى مرج الزهور فى جنوب لبنان ؟ وكيف كان بطلاً فى منفاه ؟ وما هى ملابسات إستشهاده الذى تمناه وجاء كما تمنى ؟ أم أكتب عن كابوس الصهاينة المهندس يحيى عياش ؟ وكيف أن فرداً أصبح مصدر رعب للكيان الصهيونى ؟
ولماذا إستحق يحيى عياش الشهادة عن جدارة عام 1995 ؟ أم أكتب عن صلاح شحادة وكيف أسس الجناح العسكرى لحركة حماس ؟ وماهى ظروف إستشهاده عام 2002 ؟ أم أكتب عن محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام ؟ كيف أعتقل فى سجون الإحتلال ؟ وكيف أثار الذعر فى نفوس الصهاينه بعدما خرج من الإعتقال ؟
أم أكتب عن الشهيد عماد عقل الذى كان شوكة مؤلمة فى حلق الصهاينة ؟ ما قصته ؟ وكيف أوجع العدو الصهيونى ؟ وكيف أستشهد ؟ أم أحدثكم عن الأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب الساسى لحركة حماس والحاصل على إجازة القرأن برواية حفص عن عاصم ؟ وكيف جرى السم فى عروقه بعد أن سمه الصهاينه ؟ وكيف أنجاه الله من هذا السم ؟ ومتى إنضم للإخوان المسلمين ؟ وكيف أصبح رئيساً للمكتب السياسى لحركة حماس ؟ أم أكتب عن أبو الشهداء الدكتور محمود الزهار ؟ كيف علم الناس أن الأوطان أغلى من الأبناء ؟
وكيف كان قوياً فى أشد لحظات المحنة ، وليناً وهو فى أزهى مراحل التمكين ؟ أم أكتب عن رئيس وزراء فلسطين الشرعى إسماعيل هنية ؟ لماذا سجنته قوات الإحتلال ؟ وكيف أبعد إلى مرج الزهور ؟ وما هى محاولات إغتياله ؟ وكيف أن كلمته ( لن نعترف بإسرائيل ) سجلها التاريخ بأحرفٍ من نور ؟ وكيف قاد قطاع غزة فى ظل حصار خانق بحكمة وإقتدار وفراسه تستحق الدراسة ؟ أم أكتب عن دور نساء الإخوان المسلمين فى تكوين حركة حماس ؟ وكيف أن هؤلاء النساء هن الذين ربين الرجال الذين يحملون السلاح الأن فى وجه العدو الصهيونى ؟
ومن هى أم نضال وما هى قصتها وإن شئت فقل عنها خنساء فلسطين ؟ و من هى أم الشهيد محمد فرحات وكيف ودعته وهو ذاهب للقيام بعملية إستشهادية ؟ أم أكتب عن العمليات الإستشهادية التى نفذتها الحركة فى قلب الكيان الصهيونى ؟ وكيف أن شباب الحركة قدم أرواحه رخيصة فى سبيل الله ودفاعاً عن هذا الدين ؟
أم أحدثكم كيف أن هذه الحركة المباركة طورت من فكر المقاومة فى زمن قياسى وفى ظل ظروف يستحيل معها أن تتحقق هذه النتائج ؟ فمن رمى العدو بالحجارة إلى طعنه بالسكين إلى القنص بالرصاص إلى العبوات الناسفة إلى العمليات الإستشهادية فى قلب الكيان الصهيونى إلى الصواريخ قصيرة المدى إلى الصواريخ بعيدة المدى إلى مهاجمة الوحدات العسكرية الإسرائيلية إلى أن جعلت شعب إسرائيل فى المخابئ !!!
أم أكتب عن الحكام العرب الذين تأمروا عليهم ؟ أم أحدثكم عن الحكام الشرفاء الذين دعموهم ؟ أم أحدثكم كيف نكست كل الدول العربية والإسلامية رايات المقاومة أمام الكيان الصهيونى ؟ وكيف بقيت حركة حماس رايتها خفاقة عاليه فى وجه هذا الكيان ؟ أم أكتب عن عجز كافة قيادات الكيان الصهيونى من أن يَفُتوا فى عضد حركة حماس ؟ أم أكتب عن الأبطال وكيف يقودون المعركة الأن فى الميدان ؟
أم أكتب عن بطولات أخرين لا يعلمهم الكثيرون ولا يتسع المقام لمجرد ذكر أسماؤهم ، أدركت وأنا أفكر فى عناصر هذا المقال أننى لست بصدد كتابة مقال عن حركة المقاومة الإسلامية حماس ، ولكنى بصدد تاريخ يجب أن يكتب حتى يتعلم الأبناء والأحفاء كيف كان الأباء والأجداد ، فهذه الحكايات لو رويت نحتاج فيها إلى عدة كتب عن كل شخصية ، ومواقف لو سردت نحتاج إلى مجلدات لكى نروى عظمة أصحابها ؟
أما عن المقال فإنى كلما هممت على أن أكتب عن أحد هذه الشخصيات شعرت بأن الأخر أولى بالكتابة عنه ، وكلما شرعت فى أن أكتب عن أحد المواقف ظننت أن الأخر أروع منه ، وأمام هذا الكم من الشخصيات الفريدة والمواقف الرائعة تشتت أفكارى وعجز قلمى عن أن يكتب أى شئ ، فأعذرونى لم أتمكن من كتابة المقال .