محمد عبد الرحمن صادق :

إن ديننا الحنيف قد علمنا كيف نبدع في استغلال أبسط الإمكانيات ونوظفها التوظيف الأمثل وذلك بوضعها في مكانها المناسب . إنه لا يجب علينا أن نترك الغافل لغفلته ، ولا يجب أن نترك الكسول لكسله ، ولا يجب أن نترك النائم حتى يغط في نومه فيكون هو والميت سواء . وتاريخ أمتنا الإسلامية حافل بنماذج رائعة لتوظيف الطاقات بل تفجير الطاقات ورعايتها ، ومن أمثلة ذلك :-   

 
1- الكليم موسى عليه السلام يستفيد من فصاحة أخيه هارون : فعندما أُمِرَ موسى عليه السلام بالذهاب إلى فرعون ، كان طلبه من الله تعالى أن يأذن له باصطحاب هارون عليه السلام معه وذلك لفصاحته وبلاغته .
2- ذو القرنين يُفجر الطاقات ويُلهب الحماس ويقود الجميع : فعندما طٌلِب منه أن يبني السد لم يفتخر بخبرته ، ولم يغتر بقوته ، بل أراد أن ينقل هذه الخبرة لغيره وأن يوظف هذه القوة بطريقة عقلانية لا تجعلها تتبدد وهم نيام .
3- توظيف النبي صلى الله عليه وسلم لأسرى بدر من المشركين لمحو أمية المسلمين : عن الشعبي قال : " كان فداء أسارى يوم بدر أربعين أوقية فمن لم يكن عنده أمره أن يعلم عشرة من المسلمين الكتابة ". وعلل الماوردي ذلك بقوله : " وكانت العرب تعظم قدر الخط حتى قال عكرمة : بلغ فداء أهل بدر أربعة آلاف حتى إن الرجل ليفادي على أن يعلم الخط ، لما هو مستقر في نفوسهم من عظم خطره وجلال قدره وظهور نفعه وأثره " .
4- توظيف النبي صلى الله عليه وسلم للنساء فيما يتفق مع قدراتهن وطبيعتهن : ففي الحروب تم توظيف النساء والاستفادة من قدراتهن في سقي الجنود ، وتمريض الجرحى ، ومناولة السهام . وفي السلم تم توظيف النساء والاستفادة من قدراتهن في ختان الإناث وتفقيه المسلمات بأمور الدين .... الخ . 


- هكذا فعل الأنبياء في توظيف الطاقات وحسن استغلالها ، وهكذا يفعل من يسير على دربهم إلى يوم القيامة ، فهل نجعل لأنفسنا نصيباً من هذا الزاد حتى نكون حلقة متينة في هذه السلسلة ؟