"السوق بقا خرابة" تعليق واقعي لأحد صناع الأثاث بدمياط واصفًا حال الصناعة وسوق بيع الأثاث في أكبر المدن إنتاجًا للمواد الخشبية.

"خاوية على عروشه" وصف آخر وصفه أحد أصحاب المحال التجارية بشارع عبد الرحمن أكبر وأشهر الشوارع في إنتاج الموبيليا . 
 
يقول أحدهم: "بطلع العفش اللي مصنوع عندي كل يوم أمام المحل وأدخله تاني في آخر اليوم زي ما طلعته". 
 
يصف آخر حال شباب المحافظة التي اختفت فيها البطالة خلال سنوات عدة، وعادت في الظهور وبقسوة في الآونة الأخيرة، "القهاوي مش لاقيه كراسي تقعد الشباب العاطل عليها بعد ما الصنعه باظت". 
 
شرعت شبكة "رصد" في كشف الستار عن أوضاع تلك صناعة الأثاث والموبيليا في دمياط أكبر المدن المصرية انتاجا وتصنيعا وأكثرهم شهرة، تتهافت الأسر المصرية على "الأثاث" الدمياطي ، خاصة الراغبين في المتانه والجودة والذوق الرفيع. 
 
تمتلك محافظة دمياط 45 ألف ورشة ومصنع في مجال صناعة الموبيليا.

يقول خالد عصام، تاجر موبيليا بشارع عبد الرحمن، في حوار لـ"رصد" :" لأول مره منذ عشرات السنين نصل إلى هذا الحال بشارع عبد الرحمن لأننا كنا نبدء عملنا بإستقبال الزبائن منذ الساعات الأولى من صباح كل يوم وتظل عمليات البيع والشراء حتى نهاية اليوم والكل يبيع ويكسب.
 
وتابع " الآن أصبح ممن العادى جدا ان نفتح ونرج بضاعتنا ويمر اليوم ولا يوجد زبون واحد قام بشراء ولو قطعة واحدة حتى وأحيان كثيرة لا يدخل المحل زبون حتى لمجرد السؤال عن البضاعة".
 
ويضيف عصام ، "الوضع له مردود على النجارين وباقى المهن التى تعتبر صناعات مغذية لصناعة الموبيليا زى تاجر الخشب والابلاكاش وتاجر الحدايد وأصباغ الدهان والإسترجى والاويمجى والأوشرجى لأن الكل منظومة واحدة لإخراج منتج واحد ،ولما يقف بيع هذا المنتج الكل بالتالى، وده الي حاصل دلوقتي"، متابعا "بطالة تصيب كل الأوساط بين الصنايعية فى كل المهن الخاصة بالموبيليا "
 
أصحاب ورش النجارة  أغلق الكثير منهم أبواب ورشتة وفضل البحث عن عمل يضمن بها لقمة عيش لأبنائة .
 
يقول عبد الرحمن سعد ،صاحب ورشة، " الإرتفاع الجنونى فى أسعار الخامات وأجر العمالة جعل من الصعب جدا على الكثير من أصحاب الورش الإستمرار فى العمل لأن رأس مالهم تآكل تماما مع هذه الزيادات"
 
وتابع "أسعار خشب الزان تضاعفت فى الأشهر الأخيرة مرتين تقريبا إنتقل فيها سعر المتر من خشب الزان ممن 1800جنيه إلى 3200 جنيه وكذلك خشب البياض والأبلاكاش وكل الخامات الخاصة بالإنتاج أيضا أجر العمال إرتفعت جدا بالتزامن مع إرتفاع كل أسعار كل السلع وغلاء المعيشة".

يضيف صبرى محمود ،إسترجى، في حوار لـ"رصد" : " كان عندى أكتر من 20عامل فى الورشة وكنا بنصع حوالى 7 أو 8 غرف فى الأسبوع الواحد وكانت الأمور ماشية والكل بياكل عيش" 
 
وتابع: " لكن الأيام دى مفيش صاحب ورشة يقدر يشغل عنده أكتر من 2 أو 3 عمال لأن معتش شغل يكفى ولا يسدد الكلام ده، الأجور إرتفعت والمون أسعارها بقت نار والشغل قل جدا ومع ذلك أسعارة مش بتزيد يعنى صاحب الورشة ممكن يدفع من جيبة علشان يفضل شغال فضلا عن إنه يطلع له حاجه يعيش منها هو وبيته ".