الصفقة التي دارت حولها كثير من الشبهات منذ البداية وحتي اللحظة والت قطعت فيها أبراج الإماراتية شوطا كبيرا تمكنت من الاستحواذ علي نسبة ليست بالقليلة منها ،لم تكتفي الشركة بهذه النسبة وتسعي الآن للاستحواذ الكامل .

 

وأعلنت شركتي "بيسكو إنفست" للتجارة والاستثمار و"سفنكس" أوبليسك بي في، التابعتين لمؤسسة "أبراج" الإماراتية عن رفع سعر العرض المقدم لشراء كامل أسهم الشركة المصرية للأغذية "بسكو مصر" من 73.91 جنيه ليصبح 80.58 جنيه للسهم الواحد وذلك بهدف منافسة شركة كيلوج الأمريكية التي ترغب هي الأخرى في شراء أسهم "بسكو مصر" بسعر 79 جنيه للسهم الواحد.

 

وينطلق اليوم بداية عرض الشراء المقدم من شركة كيلوج الأمريكية لشراء حتى11,500,000 سهم تمثل نسبة 100% من أسهم الشركة المصرية للأغذية- بسكو مصر و بحد أدنى عدد 5.865.000 سهم تمثل نسبة 51% لتنفيذ عرض الشراء بسعر 79 جنيه للسهم الواحد.

 

ويبدأ فترة سريان العرض لمدة عشرين يوم عمل ابتداء من يوم الخميس الموافق 27 /11/2014 وحتى نهاية جلسة تداول يوم الأربعاء الموافق 24 /12/2014.

 

يذكر أن هيئة الرقابة المالية أعلنت موافقتها على شركتي “بيسكو إنفست” للتجارة والاستثمار و”سفنكس” أوبليسك بي في، التابعتين لمؤسسة “أبراج” الإماراتية، عن عرض لشراء 11.5 مليون سهم تمثل 100 % من أسهم الشركة المصرية للأغذية “بسكو مصر” بسعر 73.91 جنيه للسهم الواحد بقيمة إجمالية تبلغ 849.96 مليون جنيه، وبحد أدنى عدد 5.865.000 سهم تمثل نسبة 51% لتنفيذ عرض الشراء.

 

بسكو مصر والتي تعد واحدة من أكبر شركات قطاع الأعمال الغذائية والمنتجة الرئيسية للبسكويت والشيكولاتة والكعك وغيره من أصناف الحلوى المختلفة التى تتوفر للطبقات الفقيرة والمتوسطة بأسعار معقولة، وذلك فى مواجهة الأسعار المرتفعة لمثل هذه المنتجات المستوردة.

 

تتركز الشبهات التي تحوم حول الصفقة فيما كشفه الكاتب سعيد الشحات في مقال له الاثنين الماضي، بـ"اليوم السابع" حيث أكد أن الصفقة رابحة لمن سيشترى، فالشركة تمتلك أراضى تقدر بنحو 80 ألف متر فى منطقة السيوف بالإسكندرية ضمن مصنع الشركة، ونحو 36 منفذا للبيع فى مناطق مهمة، وتصدر إنتاجها إلى حوالي 15 دولة، وتحقق مكاسب تعادل نحو 60 مليون جنيه سنويا، وحققت فى الربع الأول من العام الحالي أرباحا قدرها 15 مليون جنيه.

 

مشيرا في الوقت نفسه إلي عرض مجموعة «أبراج الإماراتية» بقرض تتراوح قيمته ما بين 200 و300 مليون جنيه للاستحواذ على أسهم الشركة بحد أدنى "%51"

 

وأضاف الكاتب أن الصفقة تذكرنا ببدايات برنامج الخصخصة فى زمن المخلوع مبارك، فبينما كان الحديث يدور على أنه لن يتم بيع شركة تربح، وأن البرنامج يقتصر على الشركات الخاسرة فقط، انتهى الأمر ببيع كل شيء وأي شيء، وتحولت شركات إلى جثث هامدة بعد بيعها رغم أنها كانت ملء السمع والبصر عالميا، كشركة قها للمنتجات الغذائية والتى كان بيعها نموذجا للفساد، وحين تم إعادتها لعدم سداد المشترى لثمن البيع كان كل شىء انتهى فيها وتحولت إلى أطلال يبكى عليها كل حالم بأن تكون مصر بلدا ناهضا بإنتاجه.

 

ويتابع الكاتب أن قصة بيع «بسكو مصر» استفزت المركز العربي للنزاهة والشفافية برئاسة «شحاتة محمد شحاتة»، فتقدم ببلاغ أمس الأول السبت إلى النائب العام ضد رئيس الوزراء الانقلابي ووزيري الاستثمار والصحة ورئيس هيئة سوق المال، لاعتزامهم بيع الشركة بالرغم من مكاسبها المستمرة، وأنها كما يقول البلاغ تسد احتياجات الشعب المصرى من منتجاتها ذات الجودة العالية بأسعار ملائمة وتصدر للخارج، ويعمل بها آلاف المصريين وبالطبع يعول هؤلاء أسرهم.

 

 فى البلاغ يذكر صاحبه أنه تم إسناد بيع الشركة لـ«كلوقز الأمريكية» التى يملك الكيان الصهيونى نسبة كبيرة فيها عبر مساهمين صهاينة، وأنها ذات سمعة سيئة تؤدى منتجاتها إلى إصابة الأطفال بالأمراض، ويحتاج هذا الكلام إلى تحقيق، ولو ثبتت صحته سنكون أمام خطر عظيم، يتساوى مع خطورة عدم تنفيذ «محلب» لوعده بأنه لا عودة إلى الخصخصة.