خلت ساحات المنطقة الحرة من الحاويات داخل الدائرة الجمركية بسبب هروب المستوردين من الاستيراد برسم المنطقة الحرة والتي تحتم عليهم إما البيع داخل نطاق المدينة أو خروج البضائع برسوم جمركية عبر المنافذ أو المجاذفة بتهريبها وهربوا إلى الاستيراد برسم الوارد بمعنى البضائع خالصة الرسوم.
وقال رمضان بسيوني تاجر ومستورد إنه لا يوجد تهريب ببورسعيد ليس بسبب القبضة الأمنية ولكن بسبب عدم وجود بضائع بعد أن عزف العديد من التجار عن الاستيراد خشية حالة الركود الداخلي التي تمر بها بورسعيد، مشيرًا إلى أن العديد من التجار شارف على إشهار إفلاسه قريبًا، وقال إنه من البلاهة أن يقدم التاجر على استيراد كونتينر يصل إلى قرابة المليون ونصف المليون جنيه ثم يلطم خديه في كيفية تصريف البضاعة والتي تحتاج إلى عشرين عامًا على هذا الوضع نظرًا لعدم وجود زوار ببورسعيد أو يلجأ للمجاذفة بتهريبها ليس من أجل التربح غير المشروع ولكن من أجل تجميد الأموال قبل فوات الموسم وحصد الخسائر، وحمل بسيوني المسئولين عن إصدار القرارات التي وصفها بالمجحفة حملهم مسئولية قتل بورسعيد بالبطيء.
ومن جانبه تساءل سعد عبد القادر قائلاً: أين البضاعة التي يقوم المهرب بتهريبها؟ واصفًا الساحات بأنها أصبحت خاوية وحركة التداول بها تشهد انعدامًا غير مسبوق، لافتًا إلى أن كل ما نراه أو نسمعه يوميًّا ما هو إلا فرقعات إعلامية وما يتم خروجه هي مخزونات منذ سنوات لا تمت لشغل الموسم بصلة، ولفت إلى أن العديد من التجار بادروا إلى استثمار أموالهم في محافظات أخرى وطلب عبد القادر من المسئولين بالسعي الجاد لإنعاش البلد اقتصاديًّا بدلاً من الظهور في وسائل إعلام خلال حملات لا تثمن ولا تغني من جوع.
ونوه بأن رابطة تجار بورسعيد طالبت أن يتقدم ثلث أعضاء الغرفة التجارية باستقالاتهم حتى يلتفت المسئولون إلى بورسعيد التي تقتل بالبطيء.
وتابع إننا كرابطة تجار لم يعد يغنينا غلق الوارد ذلك المطالب الذي طالما بحت الحناجر من أجله دون جدوى. وأكد أن بورسعيد أصبحت خالية من أية بضاعة تهرب بسبب ما وصفها بالقرارات الخانقة وخاصة أن التجار جميعًا أصبحوا يتعطشون إلى استنشاق أية انتعاشة اقتصادية حسب وصفه.
ورأى التاجر حمادي الشابوري أنه أقوى من الحديث عن التهريب هو وفاة بورسعيد منذ عام 2000 وبعد حادث أبو العربي بعد أن أصبحت بورسعيد تحت رحمة المسئولين يمنون عليها ويحرمونها كيفما ووقتما يشاءون واصفًا ما تعيشه بورسعيد بمسرحية هزلية مسماها منطقة حرة.